فرع تنظيم القاعدة في سوريا يعلن عن حل نفسه

دمشق- أعلن تنظيم حراس الدين المصنّف “إرهابيا” من قبل الولايات المتحدة حلّ نفسه، كاشفا للمرة الأولى بشكل رسمي أنه كان فرعا من تنظيم القاعدة في سوريا.
وجاء في بيان نشره حراس الدين ليل الثلاثاء أنه بعد الانتصار “على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث… ونظرا لهذه التطورات على الساحة الشامية وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد، نعلن… حلّ تنظيم حراس الدين (فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا).”
وأشار موقع “سايت” الذي يرصد أنشطة الجهاديين إلى أنها المرة الأولى التي يقر فيها التنظيم رسميا بارتباطه بالقاعدة.
وبعد هجوم خاطف شنته انطلاقا من معقلها في شمال غرب سوريا، تمكنت فصائل إسلامية تقودها هيئة تحرير الشام (كانت في السابق تابعة لتنظيم القاعدة) من دخول دمشق في الثامن من ديسمبر الماضي وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ونشأ تنظيم حراس الدين من رحم هيئة تحرير الشام في عام 2018 وكان ينشط في مناطق بشمال غرب سوريا. وهو يضم ما بين 2000 و2500 مقاتل، بحسب الأمم المتحدة، من بينهم أجانب.
وطغى التوتر على علاقة التنظيم بالهيئة، على خلفية قرارها فك الارتباط بالقاعدة، ووصلت العلاقة بين الطرفين إلى مرحلة حرجة، بعد رفض حراس الدين الانضمام إلى غرفة عمليات “الفتح المبين”، وهو تحالف عسكري تأسس في شمال سوريا عام 2019 ويضم الفصائل الرئيسية في محافظة إدلب وما حولها.
وفي سبتمبر 2019 صنّفت وزارة الخارجية الأميركية تنظيم حراس الدين “كيانا إرهابيا عالميا”. وأعلنت الولايات المتحدة أكثر من مرة عن استهداف قياديين في التنظيم، آخرها في سبتمبر حيث تم تنفيذ ضربتين في سوريا أسفرتا عن مقتل 37 عضوا من بينهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية وحراس الدين.
وفي الشهر الذي سبق أفاد الجيش الأميركي بأنه قتل قياديا بارزا في حراس الدين، هو أبوعبدالرحمن المكي، بضربة جوية في شمال غرب سوريا.
وبرر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إقدام التنظيم على حلّ نفسه “بتجنب الدخول في اشتباكات مع الهيئة”، لأنه معاقب دوليا ومصنف إرهابيا، وفق مدير المرصد.
وكانت السلطات السورية الجديدة قد أعلنت في ديسمبر الماضي أنه سيتمّ حل “جميع الفصائل المسلحة” في البلاد. وقال القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع “لن نسمح على الإطلاق بأن يكون هناك سلاح خارج الدولة.”
وذكر تنظيم حراس الدين في بيانه “ننصح وجهاء الشام ومن يتصدّرون المشهد اليوم… بإبقاء السلاح بيد أهل السنّة في الشام.”

