فرص عمل في الجولان جزء من خطة إسرائيلية لاحتواء دروز سوريا

التدخل الإسرائيلي من شأنه أن يقود إلى عزل الدروز عن السلطة في دمشق ويحدث شرخا في الطائفة نفسها.
الاثنين 2025/03/10
صمت سوري مثير للاستغراب

القدس- تحاول إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد توطيد علاقتها بالدروز، فبعد التهديد بالتدخل لحمايتهم من الإدارة السورية الجديدة، أعلنت الأحد عزمها السماح لهم بدخول هضبة الجولان من أجل العمل.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد إنها ستسمح للعمال الدروز السوريين بدخول هضبة الجولان المحتلة. ولم يحدد بيان الوزارة موعدا لإصدار التصاريح.

ويأتي العرض الإسرائيلي عقب مرور أسبوع على توتر شهدته مدينة جرمانا التي تقطنها غالبية درزية، مع قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة، استمر ليومين قبل أن يعود الهدوء إلى المدينة القريبة من العاصمة دمشق.

هناك فئة صغيرة جدا من الدروز تميل إلى إسرائيل، لكنها لا تمثل التيار العام، فالسماح بدخول قوات الأمن إلى جرمانا، رد ضمني على رفض التدخل الإسرائيلي

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، مساء السبت، بالتدخل العسكري “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز في ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق.”

ويقول محللون إن دوافع نتنياهو قد لا تتعلق بحماية الدروز بقدر ما تتعلق بتبرير الوجود العسكري الإسرائيلي قرب دمشق، ما قد يضمن مكاسب إستراتيجية.

ويرى هؤلاء المحللون أن التدخل الإسرائيلي من شأنه أن يقود إلى عزل الدروز عن السلطة في دمشق ويحدث شرخا في الطائفة نفسها حيث يؤيد بعض الدروز التقارب مع إسرائيل، خاصة مع تدهور الظروف المعيشية، في حين يرفضه عدد كبير.

وبحسب مراقبين هناك فئة صغيرة جدا من الدروز تميل إلى إسرائيل، لكنها لا تمثل التيار العام، مستدلين على ذلك بسماح وجهاء جرمانا بدخول قوات الأمن الداخلي إلى المدينة، في رد ضمني على رفض التدخل الإسرائيلي.

وكان زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري قد أكد الأسبوع الماضي أن مشروع الطائفة مشروع سوري وطني، لافتا إلى أن من يغرد خارج هذه الأفكار لن يناقش.

وأكد الهجري خلال استقباله وفدا من مدينة جرمانا الثلاثاء على الموقف الموحد للطائفة، معتبرا أن كرامة السوريين فوق كل اعتبار بغض النظر عن كل التفاهمات التي تحاك أرضا وجوا.

ححخ

وشدد على أن الدروز طلّاب سلام، يطالبون بالعيش بكرامة مع وحدة الصف على المستوى الداخلي أولاً والسوري ثانيا.

ويثير صمت الإدارة السورية الجديدة وعدم ردها على التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالدروز الاستغراب، وهو ما يفتح الباب للتكهنات بشأن وجود تفاهمات سرية بين الطرفين تسمح لإسرائيل بترسيخ وجودها جنوب سوريا.

وأجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، الأحد، جولة ميدانية في عمق ما تسميه تل أبيب “المنطقة الأمنية” المحتلة داخل الأراضي السورية.

دوافع نتنياهو قد لا تتعلق بحماية الدروز بقدر ما تتعلق بتبرير الوجود العسكري الإسرائيلي قرب دمشق، ما قد يضمن مكاسب إستراتيجية

وأكدت إسرائيل مرارا، على لسان نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أنّ تل أبيب ستبقى لفترة غير محددة داخل”المنطقة الأمنية”.

واحتلت إسرائيل معظم الهضبة الإستراتيجية من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981. وتعتبرها الولايات المتحدة أرضا إسرائيلية، لكن أغلبية الدول تصنفها محتلة.

ويقطن هضبة الجولان 24 ألفا من الدروز، وهم أقلية عربية تعيش أيضا في إسرائيل ولبنان والأردن وسوريا. وكان الكثير من الدروز السوريين موالين للأسد، ولدى عدد كبير من العائلات أقارب يعيشون في هضبة الجولان.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن القيادة السورية الجديدة تشكل تهديدا لإسرائيل وتعهدت بالمساعدة على حماية الأقليات في سوريا، ومنها الدروز.

ونفذت إسرائيل مئات الضربات التي استهدفت مخزونات الأسلحة الإستراتيجية والبنية التحتية العسكرية في سوريا، قائلة إن ذلك يهدف إلى منع استخدامها من قبل الجماعات التي أطاحت بنظام الأسد، والتي نشأ بعضها من حركات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.

1