فرحة سكان شمال غزة بالعودة تتحول إلى يأس

نازحو غزة العائدون يواجهون حياة صعبة بعد عودتهم إلى القطاع بسبب نقص المياه والكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية.
الخميس 2025/01/30
الشمال لم يعد قابلا للحياة

غزة- تحولت فرحة آلاف الأسر الفلسطينية العائدة إلى ديارها في شمال قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى حالة من اليأس وسط واقع مرير من منازل مدمرة غير صالحة للسكنى إلى نقص حاد في المستلزمات الأساسية.

وبدأ الكثير من النازحين يشكون من شُح مياه الصنابير، الأمر الذي يضطرهم إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة لملء حاويات بلاستيكية لأغراض الشرب أو التنظيف.

◄ تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن حوالي 70 في المئة من مباني قطاع غزة تعرضت لأضرار أو دُمّرت

ومع تحول معظم المنازل الآن إلى أكوام من الأنقاض على مد البصر، جمع العائدون كل ما تبقى من ممتلكاتهم من مواد مفيدة لإقامة خيام مؤقتة.

وعلى مدار الليل تغرق الأحياء السكنية التي دمرتها الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي في ظلام دامس بسبب نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية.

واتهمت حركة حماس الأربعاء إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها “كاذبة.”

وقال قيادي في حركة حماس إن إسرائيل تعطل “إدخال الوقود والخيام والكرفانات (منازل متنقلة) والمعدات الثقيلة.”

سام روز: ما يواجهه العديد من النازحين عند عودتهم للشمال هو مشهد دمار كامل
سام روز: ما يواجهه العديد من النازحين عند عودتهم للشمال هو مشهد دمار كامل

وأضاف “نحذّر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار.. سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى.”

وأشار مصدر ثان من حماس مطلع على المفاوضات إلى أن الحركة طالبت الوسطاء بإلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق وعدم خلق أزمات.

وكانت سلطات حماس في غزة كشفت في وقت سابق أن معظم الذين نزحوا من شمال القطاع بسبب الحرب وعددهم نحو 650 ألفا عادوا إلى مدينة غزة والحدود الشمالية للقطاع من مناطق إلى الجنوب حيث كان القتال أقل كثافة وتدميرا.

وسار الكثير من العائدين مسافة 20 كيلومترا أو أكثر على الطريق الساحلي السريع. وكان معظمهم يحمل ما تبقى له من ممتلكات شخصية بعد التنقل لأشهر من مكان إلى آخر بسبب تغير مواقع القتال.

وقال هشام العر وهو واقف بجوار أنقاض منزله المكون من عدة طوابق في أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة المبنية من الطوب في قطاع غزة وأكثرها سكانا “لا فيه حياة ولا فيه ماي ولا أكل ولا شرب، ولا إشي للحياة. حياة صعب جدا جدا. معسكر جباليا مافيش.”

وتتجمع عائلته الكبيرة الآن في الخيام، التي لا توفر حماية تذكر من برد الشتاء في غزة.

◄ على مدار الليل تغرق الأحياء السكنية التي دمرتها الغارات الجوية في ظلام دامس بسبب نقص الكهرباء والوقود

ولحق دمار كبير بقطاع غزة لاسيما بشماله، خلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت لخمسة عشر شهرا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 70 في المئة من مباني قطاع غزة تعرضت لأضرار أو دُمّرت منذ أكتوبر 2023، وكان الضرر الأكبر في الشمال.

وقال سام روز، القائم بأعمال مدير وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة إن “ما يواجهه العديد من النازحين عند عودتهم للشمال هو مشهد دمار كامل، هم يعلمون مسبقاً أن منازلهم قد دمرت أو تضررت بشكل كبير، ومع ذلك، هم مصرون على العودة إلى ديارهم.”

وعاد فهد أبوجلهوم مع عائلته إلى جباليا من منطقة المواصي في جنوب غزة، لكن الدمار الذي وجدوه كان واسع النطاق لدرجة أنهم أُجبروا على العودة جنوبا.

ولفت أبوجلهوم لرويترز في المواصي “أشباح بلا أرواح (في الشمال). واحنا كنا مشتاقين للشمال. وصلت للشمال انصدمت، قلت أرجع للمواصي خان يونس على الله يفرجها. أنا متوجه على خان يونس.”

2