فرج سليمان فلسطيني يستعير من بلاده ألحانا وكلمات تعبّر عنها

فنان فلسطيني يخلق نمط موسيقي جديد عبر مزج الألحان العربية بإيقاعات موسيقى الجاز.
الجمعة 2022/07/29
فنان متمسك بهويته

تونس - يتعاون الفنان الفلسطيني فرج سليمان مع الروائي والصحافي الفلسطيني مجد كيّال لتقديم رؤية فنية شاملة تمزج بين اللحنين العربي والغربي وبين الكلمة الفلسطينية، وترتبط بحياة الفلسطيني وتشكيلاتها القلقة على مستوى الوجود والمعنى والهوية وحتى الثقافة.

ويمزج سليمان بين الألحان العربية الشرقية وإيقاعات موسيقى الجاز والتانغو ليشكل نمطا موسيقيا مختلفا مستخدما آلات البيانو والغيتار والترومبيت.

والمثير في عرض فرج سليمان أن هذا الفنان اتخذ من أغانيه منحى قصصيا ذا بعد مشهدي يسرد لنا أحداثا وعناوين وأسماء لأشخاص وشوارع وأمكنة، تحمل للمستمع أبعادا رمزية وعلامات عن تفاصيل فلسطينية خالصة، فقد اختار الفنان أن يؤدي جميع أغانيه باللهجة الفلسطينية التي منحته موسيقى تعبّر عن قضايا وطنه وعن القضايا الإنسانية الكونية. فضلا عن كون بعض الأغاني تعبّر عن السلام والفرح والأمل. كما ألهمته المدن الفلسطينية على غرار حيفا، لينتج المزيد من الأعمال الفنية وينشرها لمزيد التعريف بالقضية الفلسطينية والتعريف بثقافة بلاده ولهجتها المحلية.

أعمال الفنان محاولات لتجذير اللهجة وقدرتها على خلق ارتباط عضوي بالأرض والمكان، وبفكرة الدفاع عن الهوية

وتبدو أعمال فرج سليمان محاولات لتجذير اللهجة ومعانيها وقدرتها على خلق ارتباط عضوي بالأرض والمكان، وبفكرة الدفاع عن الهوية والملامح الثقافية للبلد.

ويشارك الفنان في مهرجانات عربية، آخرها كان مهرجان قرطاج الدولي، بعرض يحمل اسم “أحلى من برلين” وهو عنوان ألبومه الموسيقي الأخير، من كلمات الصحافي الفلسطيني مجد كيّال.

ويقول سليمان عن الألبوم والعرض إن “أحلى من برلين تحدّ لجمال المدن الأخرى، ومجرد اسم مجازي أو كناية لما هو ليس حيفا (أين درس الموسيقى) فعوضا عن برلين يمكن أن تكون لندن أو نيويورك”، مشددا على أن “موسيقاي شخصية جدا، تعبر عن حالتي ومشاعري، المدن تؤثر على موسيقاي ولكن ليس الأشخاص”.

أما عن سر اهتمامه بموسيقى الجاز، فيقول الفنان إن هذا النمط الموسيقي الغربي لم يكن اختيارا بل إن موهبته في العزف على البيانو كانت عاملا مساعدا ومحفزا على عزف موسيقى الجاز والتانغو وغيرهما من الإيقاعات الغربية.

فرج سليمان فنان قادم من حياة مليئة بالصراع، لذلك يستطيع المستمع أن يتلمس الكثير من الغضب والإيقاعات العنيفة المشحونة بالصخب والتوتر في الموسيقى التي يقدمها، والكلمات التي يغنيها والتي تسرد تفاصيل الحياة في فلسطين، فأعمال هذا الفنان الشاب تبدو وكأنها مرآة لحياة الفلسطينيين، ولحياته باعتباره واحدا منهم.

15