فرانك ماكنزي: القوات الأميركية لن تغادر العراق

بغداد - أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي الجمعة أن بلاده ستبقي على عدد قواتها الحالية البالغ 2500 جندي في العراق، محذرا من تصعيد مرتقب للميليشيات الموالية لإيران.
جاءت تصريحات ماكنزي بعد ساعات قليلة على إعلان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عن "انتهاء المهام القتالية رسميا لقوات التحالف"، في ختام اجتماع مع قيادة التحالف الدولي ضد داعش.
وقال ماكنزي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" إنه "على الرغم من تحول دور القوات الأميركية في العراق إلى دور غير قتالي، فإنها ستبقي على تقديم الدعم الجوي والمساعدات العسكرية الأخرى في قتال العراق ضد تنظيم داعش"، معتبرا أن "تصعيد العنف من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية والعراقية قد يستمر خلال الشهر الحالي".
وأوضح أن "هذه الميليشيات تريد مغادرة جميع القوات الأميركية من العراق.. لكننا لن نغادر، مما قد يثير ردا مع اقترابنا من نهاية الشهر"، مبينا "إننا انسحبنا من القواعد التي لم نكن بحاجة إليها، وجعلنا الوصول إلينا صعبا".
وشدد ماكنزي على أن "العراقيين ما زالوا يريدون منا أن نكون موجودين وأن نشارك.. وطالما أنهم يريدون ذلك، يمكننا أن نتفق بشكل متبادل، وسنكون هناك".
وعلى مدار الأيام الماضية هددت الميليشيات الموالية لإيران بتصعيد عملياتها المسلحة ضد الوجود الأميركي، في حال لم يجر انسحاب كامل من العراق. وأمهلت الميليشيات القوات الأميركية حتى نهاية الشهر الجاري الموعد المقرر لتنفيذ قرار الانسحاب.
ولا تريد الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي انسحاب القوات الأميركية لأن ذلك سيخلي المجال أكثر أمام إيران وميليشياتها، فضلا عن تهديدات داعش الذي رغم إعلان انتهاء الحرب عليه في العام 2019، إلا أنه لا يزال ينشط وبقوة على الساحة العراقية.
واعتبر قائد القيادة المركزية الأميركية في مقابلته مع أسوشيتد برس أن "مقاتلي تنظيم داعش سيظلون يمثلون تهديدا في العراق، وأن التنظيم سيواصل إعادة تكوين نفسه، ربما تحت اسم مختلف"، لافتا إلى أن "مفتاح الحل سيكون ضمان عدم قدرة التنظيم على الاندماج مع العناصر الأخرى في جميع أنحاء العالم، وألا يصبح أكثر قوة وخطورة".
وتشكّل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي يضم أكثر من 80 دولة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول العربية، في عام 2014 لدعم الهجمات في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى مراقبون أنه وعلى خلاف الساحة الأفغانية، فإن الولايات المتحدة غيرت من خططها بشأن الانسحاب من العراق من خلال إبقائها على ذات القوات التي أوفدتها في العام 2014، مع تغيير نسبي على مهامها.
ويلفت المراقبون إلى تأكيد ماكنزي على استمرار تقديم الدعم الجوي للقوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش، معتبرين أن الولايات المتحدة تسعى لإظهار نوع من الالتزام تجاه المنطقة في مواجهة التحديات التي تفرضها إيران، والذي بات محل شك من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وأعلن ماكنزي أن "وجود القوات الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد انخفض بشكل كبير منذ العام الماضي"، موضحا أن "هذا التواجد بلغ ذروته وسط التوترات مع إيران عند 80 ألف عنصر".
وشدد على أنه "من المهم العمل مع شركائنا في المنطقة"، معربا عن قلقه من "تطوير إيران للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وكذلك الطائرات المسلحة دون طيار".