فرانكفورت الدولي للكتاب يفتح أبوابه وزايد للكتاب أبرز المشاركين العرب

فرانكفورت (ألمانيا) - فتح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أبوابه الأربعاء أمام الزوار المتخصصين.
ويقام أكبر معرض للكتاب في العالم مرة أخرى بعد عامين من القيود بسبب جائحة كورونا تحت عنوان “الكلمات تربط العوالم”.
ويشارك في المعرض هذا العام حوالي 4 آلاف جهة عرض من 95 دولة. بينما تحل عليه إسبانيا ضيف شرف في هذه الدورة، إذ سيحتفي المعرض بالثقافة الإسبانية وأهم ممنجزاتها ورموزها، ويدعو كوكبة من المثقفين والأدباء الإسبان لتقديم لمحة عن الأدب والثقافة والفن والفكر.
وحضر ملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيزيا الافتتاح الرسمي مساء الثلاثاء. وتفقد الضيفان الملكيان المعرض مرة أخرى الأربعاء.
وتشارك في المعرض 320 جهة عرض من إسبانيا، بحسب بيانات المكتب المنظم للمعرض. ويستخدم الجناح الإسباني في المعرض أحدث التقنيات. إذ تعتبر إسبانيا من أكبر أسواق الكتب في العالم، نظرا إلى الانتشار الكبير للغة الإسبانية.
وقال يورغن بوس إن دعوة ضيف الشرف ليست محصورة على الدولة ذاتها، بل تشمل أيضا المنطقة اللغوية، موضحا أن اللغات الإقليمية الكاتالونية والجاليكية والباسكية ممثلة أيضا في معرض فرانكفورت.
ويعرف المعرض تمثيلا قويا على نحو خاص لدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، إلى جانب إسبانيا البلد الضيف شرف، كما أن هناك اهتماما خاصا بإتاحة نافذة لدور نشر ومؤلفين أوكرانيين.
ويركز المعرض في دورته الجديدة على موضوع الترجمة ويبرز المبادئ الأساسية للديمقراطية، من خلال تسليط الضوء على الأحداث الراهنة.
ومن الموضوعات التي يركز عليها المعرض هذا العام الوضع الراهن في إيران، التي تشهد منذ شهر سبتمبر احتجاجات شعبية كبيرة نشبت إثر مقتل الشابة مهسا أميني، التي اعتقلتها شرطة الأخلاق لعدم توافق ملابسها مع معايير ملابس النساء في البلاد حيث تفرض السلطات المتشددة رقابة صارمة على اللباس، علاوة على التضييق على حرية الإبداع ما تجسد في سجن وملاحقة المبدعين من سينمائيين وكتاب وفنانين معارضين.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على الواقع الإيراني، يعتزم الكاتب السويسري كيم دي لا هوريزون، الحائز على جائزة الكتاب الألماني لعام 2022 عن روايته “كتاب الدم”، زيارة المعرض.
كما تشارك الكاتبة الأميركية دونا ليون التي حققت أعلى المبيعات أيضا في المعرض للتحدث عن حياتها وعملها.
المعرض منصة للتواجد على خارطة الحراك الأدبي والثقافي العالمي ويمثل فرصة لبحث راهن الكتاب ومستقبله
ويتواصل المعرض على امتداد خمسة أيام فاتحا أبوابه لزواره من دون قيود أو شروط، بعدما كانت موصدة في 2020 ومفتوحة بقيود في 2021، بسبب جائحة كورونا.
وكما هو الحال في كل عام تنعكس أوضاع العالم في النقاشات داخل أروقة المعرض وهذا العام تم تفريغ المنصة المشتركة للناشرين الروس، بسبب قرب القائمين عليها من نظام بوتين، بينما يُسمح للناشرين الأوكرانيين بتقديم أنفسهم على منصة مساحتها 100 متر مربع.
ومن المقرر افتتاح المعرض أمام جمهور القراء بعد ظهر الجمعة. وينتهي المعرض الأحد المقبل بتقديم جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية للكاتب الأوكراني سرحي زهدان، الذي تم تكريمه “لعمله الفني الممتاز وكذلك لموقفه الإنساني الذي اتخذه مع الناس في الحرب وساعدهم مخاطرا بحياته”.
ومنذ حلّ العالم العربي ضيف شرف على المعرض عام 2004، بدأت مؤسسات رسمية وخاصة في المداومة على الحضور، وخاصة جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، التي تشارك في المعرض من خلال فعاليات تضم كبار الكتاب والمفكرين لإلقاء الضوء على أهم الموضوعات المطروحة في الأدب والحركة الثقافية في المنطقة العربية.
المعرض سيحتفي بالثقافة الإسبانية وأهم ممنجزاتها ورموزها، ويدعو كوكبة من المثقفين والأدباء الإسبان لتقديم لمحة عن الأدب والثقافة والفن والفكر
وتتضمن مشاركة جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا العام حفل استقبال وندوتين تسعى الجائزة من خلالها لإلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات أهمها آفاق نمو تجارة الكتب في العالم العربي، ورحلة الأدب العربي من المقاهي إلى المنصات الإلكترونية. كما تتناول المناقشات الفرص والتحديات التي تواجه الناشرين الدوليين الذين يدخلون السوق العربية، فضلا عن التطورات التي يشهدها عالم الأدب العربي اليوم.
وقال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة رئيس مركز أبوظبي للغة العربية “تلتزم جائزة الشيخ زايد للكتاب ومركز أبوظبي للغة العربية بالمشاركة المستمرة في معرض فرانكفورت للكتاب، والذي يوفر منصة بارزة للتواجد على خارطة الحراك الأدبي والثقافي العالمي، وتعزيز تواصلنا مع صناع القرار في قطاعي النشر والثقافة، والتعرف وتبادل الخبرات حول أحدث تطورات وتقنيات الصناعة مع مجتمع النشر العالمي. تعكس مشاركتنا هذا العام عمق علاقاتنا الثقافية المتجذرة مع ألمانيا التي تربطنا بها شراكات ممتدة تتمثل في مجموعة من المشاريع البارزة، كما كانت ألمانيا ضيفا مميزا خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، وذلك لمدة سنتين متتاليتين”.
وافتتحت الجائزة مشاركتها بحلقة نقاشية بعنوان “آفاق نمو تجارة الكتب في العالم العربي” أقيمت الأربعاء، وسلطت الضوء على الإمكانات والتحديات وبيئة الأعمال التي يقدمها العالم العربي للناشرين. وشارك في الحلقة النقاشية شريف بكر، ناشر لدى العربي للنشر والتوزيع في مصر، وشيرين كريدية الناشرة في دار أصالة في لبنان. وأدارتها الناشرة هانا جونسون من المجلة الأميركية الرائدة “ببليشينغ برسبيكتيفز”.
المعرض يركز في دورته الجديدة على موضوع الترجمة ويبرز المبادئ الأساسية للديمقراطية
وتنظم جائزة الشيخ زايد للكتاب ومركز أبوظبي للغة العربية حفل استقبال في العشرين من أكتوبر في جناح المركز رقم H2 في قاعة 4، بحضور الناشرين والمترجمين وممثلي وسائل الإعلام وشركاء الجهتين. ويوفر الحدث للحضور فرصة لمعرفة المزيد عن جائزة الشيخ زايد للكتاب، بالإضافة إلى منحة الترجمة المخصصة على مدار العام للناشرين الدوليين لترجمة الأعمال الأدبية وأدب الطفل الفائزة والمؤهلة للقائمة القصيرة في الجائزة للغات الأخرى.
وتستمر مشاركة جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى الحادي والعشرين من أكتوبر من خلال ثاني حلقة نقاشية بعنوان “رحلة الأدب العربي من المقاهي إلى المنصات الإلكترونية” في ستوديو فرانكفورت في القاعة 4 والتي ستشهد مناقشة كتاب “مقهى ريش: عين على مصر” بحضور مؤلفة الكتاب الروائية الفائزة بجائزة الشيخ زايد للآداب 2022 ميسون صقر.