فرار 5 سجناء بينهم ارهابي من أكبر سجن بتونس

تونس - فتحت السلطات التونسية تحقيقا في حادثة هروب 5 سجناء مصنفين "خطيرين" من سجن المرناقية صدرت في حقهم أحكام في قضايا إرهابية، بينما دعت وزارة الداخلية المواطنين إلى الإبلاغ عنهم في حال مشاهدتهم أو توفر أي معلومات بشأنهم.

وأمرت ليلى جفال وزيرة العدل بفتح بحث إداري لتحديد المسؤوليات في حادث نادر من نوعه بالنسبة إلى البلاد.

وأفاد راديو "موزاييك" المحلي الخاص بأن ممثل النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وقاضي التحقيق بالقطب وممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة قاموا بإجراء المعاينات الأولية بسجن المرناقية كما استمعوا إلى جملة من الشهادات.

وأفادت الداخلية في منشور على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك بأنه "تم إشعارها من قبل إدارة السجن المدني بالمرناقية بفرار خمسة عناصر خطيرة محل أحكام سجنية تتعلق بقضايا إرهابية من السجن المذكور فجر اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر".

وتابعت أنه "تم تحسيس جميع الوحدات الأمنية بضرورة تكثيف البحث والتقصي والتفتيش السريع والأكيد قصد القبض عليهم في أقرب الآجال"، داعية كافة المواطنين عند مشاهدتهم أو الحصول على أي معلومات تخصهم التوجه إلى أقرب وحدة أمنية للإبلاغ عنهم أو الاتصال بالأرقام الهاتفية الموضوعة للغرض.

ومن بين العناصر الإرهابية التي هربت من سجن المرناقية أحمد المالكي المكنى بـ''الصومالي'' الذي يقضي عقوبة بالسجن لـ24 عاما بعد إدانته في أحداث روّاد التي وقعت في فيفري 2014 عندما اشتبكت مجموعة إرهابية متحصّنة داخل منزل مع قوات الأمن وأسفرت العملية عن مقتل 7 إرهابيين.

كما خضع الصومالي للتحقيق بشبهة تورطه في اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي في العام 2013 واعتقلته قوة أمنية في فبراير 2014 في عملية وصفتها وزارة الداخلية حينها بـ"النوعية" تم خلالها القبض على أربعة عناصر إرهابية وحجز كمية من الأسلحة من بينها سلاح رشّاش بالإضافة إلى عدد من الوثائق والهواتف الجوّالة والشرائح.

أما رائد التواتي أحد الفارين الآخرين فهو متهم بذبح شرطي عام 2014 في جبال الشعانبي قرب الحدود الجزائرية وأصدرت محكمة تونسية هذا العام حكما يقضي بإعدامه بعد إلقاء القبض عليه في 2019، فيما تقول مصادر أمنية إنه متورط أيضا في أعنف الهجمات الإرهابية التي هزت البلاد في العقد الماضي.

ويُعد السجن المدني بالمرناقية من أهم وأكبر السجون في البلاد ويضم أخطر المجرمين الضالعين في قضايا حق عام وإرهابيين. وتحيطه السلطات بحراسة أمنية مشددة، ما يثير الاستغراب  حول كيف تمكن السجناء الخمسة من الهرب.

ولم تتضح بعد تفاصيل عملية الهروب في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات، ما يفتح الباب للكثير من التأويلات من ضمنها وجود تواطؤ داخلي سهل عملية الفرار.

ولا يمكن الجزم بصحة أي قراءة أو التسلم بها حتى تصدر السلطات المعنية الرسمية بيانا أو تكشف عما أفضت إليه التحقيقات الجارية.