فتوى رسمية تنظم سوق "اللايك" في مصر

القاهرة - أثارت فتوى جديدة أصدرها شوقي علام مفتي مصر، بشأن بيع وشراء اللايكات (الإعجابات) على منصات التواصل، الخميس الماضي، جدلا واسعا.
وحسب نص الفتوى الرسمية، فإن “بيع اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي هو معاملة مستحدثة لها صور عديدة لكل صورة منها حكمها؛ فإن كان ذلك عن طريق الإعلان والترويج للحساب أو الصفحة أو المنشور بحيث يصل الإعلان إلى عدد معين من المستخدمين متفق عليه بمقابل معلوم، فهذا جائز شرعا”.
وأضاف “إذا كان وضع اللايكات على الشيء المراد الإعلان عنه بشكل وهمي لا يُعبّر عن زيارة لمستخدمين حقيقيين ورؤيتهم للإعلان، فهو من صور التعامل الـمُحرمة شرعا، واصفا ذلك بالتزوير والغش”.
واستعان المفتي في فتواه بسياسات فيسبوك في التدليل على صحة موقفه الشرعي قائلا “ممنوعة أيضا من قِبل مواقع التواصل وفق نصوص سياسات استخدامها؛ فقد جاء في سياسة إدارة الصفحات على فـيسبوك مثلا أنه: يجب ألا تتضمن الصفحاتُ ادعاءات أو محتوى كاذبا أو مضللا أو احتياليا مخادعا”.
ومن المتعارف عليه بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وفق بيان المفتي أن “زيادة عدد المعجبين بمنشور معين يتوقف بالأساس على الترويج للمنشور ومدى انتشاره”.ويضيف أن هذا الأمر جعل الكثير من الأشخاص والشركات يلجأ إلى عروضٍ للترويج لحساباتهم وصفحاتهم وما يُنْشَر عليها، وذلك بعدة أشياء؛ منها زيادة عدد “اللايكات، والتعليقات، والأصدقاء، والمشتركين، والمتابعين”.
وهناك 3 بواعث لافتة لذلك الأمر وفق الفتوى “قد تتمثل في السعي إلى الشهرة، أو التسويق لبعض المنتجات، أو زيادة سعر الإعلان على الصفحة لكثرة المترددين عليها، أو غير ذلك”.
و”اللايكات” كانت مثار فتاوى غير رسمية، تحتفي بها مواقع إلكترونية عديدة وتقارير صحافية.
ففي عام 2015، نسبت تقارير صحافية إلى نائب الدعوة السلفية بمصر، ياسر برهامي، أنه صرح أن “البحث عن اللايكات على موقع التواصل الاجتماعي مرض خطير مفسد للقلب في الأغلب”، داعيا إلى “عدم البحث عنها وقصر النية لله دون التفات إن كان سيعجب الناس أم لا”.
38 مليون مستخدم لفيسبوك من أصل 50 مليون مستخدم للأنترنت في مصر
وكان شيخ أزهري وباحث في العلوم الشرعية قد ألف كتابا جديدا مثيرا للجدل، حمل عنوان “فيسبوك .. آدابه وأحكامه”، وتطرق فيه مؤلفه علي محمد شوقي إلى القضايا المتعلقة بأنشطة التواصل على الموقع الشهير كالمراسلات والتعليقات وطلبات الصداقة وخلاف ذلك، ووضع لها قواعد وأحكاما إسلامية من وجهة نظره، ما جعل البعض يعتبر محتويات الكتاب فتاوى دينية في قضايا لا علاقة لها بالدين.
يذكر أن الفتوى تحولت إلى خبر ثابت في الكثير من الصحف والمواقع المصرية والعربية، واحتلت الترند المصري على الشبكات الاجتماعية.
لكن المفارقة أن الخبر لم ينل حظه في الانتشار عبر صفحة المفتي نفسها على فيسبوك. فالتدوينة التي نشرها المفتي على صفحته الرسمية، وعنونت بـ”مفتي الجمهورية يُبَيِّن حكمَ بيع وشراء ‘اللايكات’ على مواقع التواصل الاجتماعي” لم تحصد سوى 23 من الـ”لايكات”.
من جانبه، قال الإعلامي المصري، عمرو أديب، في تعليقه على الفتوى الرسمية الأحدث “وصلنا إلى مرحلة دخل فيها رئيس مجلس إدارة فيسبوك دار الإفتاء”.
لكن المبرمج المصري، صابر مالك، يرى طرح الضوابط الشرعية بأنه “خطوة إيجابية”، مقرا بوجود لايكات وهمية في منصات التواصل الاجتماعي.
ويوضح أن هذا الطرح الجديد سينمّي جانب الثقة، لافتا إلى أنه “بسبب اللايكات الوهمية قد ينخدع شخص من منتج أو تعليق لكونه رأى لايكات كثيرة به وترويج واسع له رغم أنه هو في الأساس وهمي”. ولم تعلق بعد شركات التسويق و”السوشيال ميديا”، على الفتوى الأحدث، الذي تمس جمهورها بشكل مباشر.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الإنترنت، في نمو ظاهرة التجارة الإلكترونية التي ازدادت مؤخرا، وجعلت من شخصيات شهيرة تحوّل المنصات من عالم الترفيه إلى آخر أيضا يحفل بالأموال، وفق تقارير صحافية محلية.
وفي أواخر العام الماضي، كانت أبرز صور التسويق الإلكتروني، مرتبطة بما يعرف باسم الـ”كام-Share” والتي تعني مشاركة منشورات لعدد أكبر من المستخدمين بغرض تحقيق أمر ما أو الحصول على تخفيض في سلع أو الحصول على جائزة.
وكان أشهرها آنذاك، طلب الفنان المصري الشهير، محمد هنيدي، متابعيه عبر موقع تويتر، إعادة نشر منشور 100 ألف مرة لطرح جزء ثان من فيلمه.
وتشير إحصائيات غير رسمية في مصر الشهر الماضي، أن عدد المستخدمين للإنترنت بلغ 50 مليونا، و38 مليون مستخدم لفيسبوك، منهم 14 مليونا من النساء، و24 مليونا من الرجال، إلى جانب 11 مليون شخص يستخدمون تطبيق إنستغرام.