فتح وحماس تتفقان على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - اتفقت حركتي وفتح وحماس على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر في خطوة تعكس ظاهريا رغبة في إجراء مصالحة فلسطينية فلسطينية فيما قلل متابعون من جدية العناوين العريضة التي تمخضت عن اجتماع الفصيلين في تركيا والتي وإن حملت مؤشرات إيجابية في الوقت الراهن فإنها لن تختلف عن الاتفاقيات السابقة وبنودها التي لم تر النور.
ويأتي اتفاق فتح وحماس في ظرف دقيق في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية في علاقة بمسار التطبيع العربي الإسرائيلي والذي تمخض حتى الآن توقيع اتفاقي سلام بين البحرين والإمارات من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، وسط توقعات بأن تكر سبحة التطبيع دول عربية أخرى.
ومثل التوصل لاتفاق من الاراضي التركية رسالة للحركتين ولاسيما لفتح بأنها تملك زمام المبادرة في اختيار تحالفاتها، ويعتبر مراقبون النهج الفتحاوي الجديد تكتيكيا، فالحركة الفلسطينية لا تستطيع تحمل تكلفة الانخراط في محور تركيا لأن ذلك سيجعلها في مواجهة مع محيطها العربي.
وأعلن الطرفان عن "رؤية" ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية بعد اجتماعات ثنائية انعقدت في تركيا على مدار ثلاثة أيام.
وتحاول تركيا الاستثمار في حالة التباعد الحاصلة بين الدول العربية والقوى الفلسطينية، حيث تسعى لاستدراج حركة فتح والرئيس محمود عباس نحو فلك معسكرها، وهو ما قد يترتب عليه معطيات قد تقلب المعادلة في المحيط العربي أو معسكر الإعتدال مع السلطة الفلسطينية.
ويقول مراقبون أن الرعاية التركية للمفاوضات بين الحركتين الفلسطينيتين لن تحقق أي نتائج على الصعيد الملموس في ظل هيمنة منطق الربح والخسارة، مشيرين إلى فشل الاتفاقات السابقة في إنهاء الصراع بينهما.
وقال بيان مشترك صدر عن حركتي فتح وحماس إن اجتماعاتهما في اسطنبول التركية تناولت "البحث حول المسارات التي اتفق عليها في مؤتمر الأمناء العاميين الذي انعقد مطلع هذا الشهر في رام الله وبيروت، وجرى إنضاج رؤية متفق عليها بين وفدي الحركتين".
وذكر البيان أن الرؤية ستقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، ويتم الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني في لقاء الأمناء العاميين تحت رعاية الرئيس محمود عباس على أن لا يتجاوز أول أكتوبر المقبل بحيث يبدأ المسار العملي والتطبيقي بعد المؤتمر مباشرة.
من جهته، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ على حسابه في تويتر أن حوارا إيجابيا ومثمرا وبنّاء تم بين فتح وحماس في تركيا. وقال الشيخ إن حوار الحركتين "يشكل خطوة مهمة على طريق المصالحة والشراكة، ووحدة الموقف الفلسطيني في ظل الاجماع على رفض كل مشاريع التصفية لقضيتنا الوطنية".
وفي ذات السياق، أعلن مسؤول "الاعلام" في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، إن وفد حركته سيتوجه الى العاصمة القطرية، الدوحة، ثم بعد ذلك إلى العاصمة المصرية، القاهرة.
وأضاف الجاغوب إن على جدول أعمال الوفد "بحث ملفات عدة مع القيادتين المصرية والقطرية، أبرزها المصالحة الفلسطينية، والتطبيع وآخر التطورات السياسية".
ولم يجر الفلسطينيون أي انتخابات عامة منذ عام 2006. وتشهد الساحة الفلسطينية انقساما منذ يونيو 2007، عقب سيطرة حماس على قطاع غزة، في حين تدير "فتح" الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في استعادة الوحدة الداخلية.
وتعيش الحركتان أزمات جدية مع جمهورهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن أزمة ثقة بينهما ما يعوق فرص تحقيق الهدف الوطني المتمثل في إنهاء الانقسام.