فتح تحذر من مزيد من الدمار بعد تجاهل إسرائيل اتفاق العقبة

رام الله – حذرت حركة فتح من تجاهل وزراء الحكومة الإسرائيلية لما ورد في الاتفاق لاجتماع العقبة الأردنية مؤكدة أن تصريحاتهم المناقضة للبيان الختامي للقمة الخماسية ستقود المنطقة إلى مزيد من الدمار.
وردا على تصريحات وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية تسلئيل سموترتش، أفادوا فيها باستمرار البناء الاستيطاني، خلافا لما جاء في اجتماع العقبة الذي استضافه الأردن الأحد، قال المتحدث باسم الحركة حسين حمايل، "تصريحات بن غفير وسموترتش الأحد كانت غاية في التطرف، وتؤكد الموقف الفلسطيني منذ البداية".
وأضاف "نحن نحذر العالم من أن هؤلاء القتلة لا يمكن أن يقودوا المنطقة إلا إلى مزيد من الدمار".
وتابع أن "التصعيد الخطير الذي يقوم به هؤلاء (وزراء الحكومة الإسرائيلية) بما يخص الملف الفلسطيني سينعكس أيضا على استقرار وأمن المنطقة بشكل عام".
والأحد، اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة الأمني، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة وخفض التصعيد.
وأوضح البيان الختامي للاجتماع أن وقف الإجراءات الأحادية يشمل "التزاما إسرائيليا بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".
كما جرى التأكيد على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس وعلى الوصاية الهاشمية والدور الأردني الخاص في المدينة.
واتفق المشاركون في الاجتماع على عقد اجتماع آخر في شرم الشيخ في مارس المقبل، لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها في العقبة.
وعقب اجتماع العقبة بساعات، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن نتنياهو قوله "على عكس التصريحات المنشورة على تويتر، سيستمر البناء وإجراءات التنظيم (في الضفة الغربية) وفقاً للجدول الزمني الأصلي، ودون تغيير".
ورفض سموتريتش تجميد النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية، وقال في تصريحات الأحد، إنه لن يوافق على أي تجميد في النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة.
وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، أضاف الوزير المسؤول أيضا عن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية "ليس لدي أي فكرة عما تحدثوا أو لم يتحدثوا عنه في الأردن".
وتابع "لكني أعرف شيئاً واحداً.. لن يكون هناك تجميد للبناء والتطوير في المستوطنات، ولا حتى ليوم واحد، إنها تحت سلطتي".
وفي موقف آخر يتناقض مع تعهد مسؤولين إسرائيليين خلال اجتماع العقبة بتجميد عمليات الاستيطان في الأشهر المقبلة، قال إيتمار بن غفير تعقيبا على قمة العقبة "ما كان في الأردن سيبقى في الأردن".
وبحسب البيان أكد الاجتماع الخماسي الذي عُقد في مدينة العقبة الأردنية، الأحد، على أهمية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود إلى تحقيق السلام العادل والدائم.
وعن المشاركة الفلسطينية في اجتماع العقبة، قال حمايل إنها "جاءت بطلب أميركي وحضور مصري أردني، ونحن كفلسطينيين نعتبر الموقفين الأردني والمصري داعمين للقضية الفلسطينية".
وذكر أن "ما حصل في الاجتماع هو تقديم مطالب فلسطينية، للَجم المعتدي، ومن حق الشعب الفلسطيني وقيادته التواصل مع كل الدنيا، من أجل حماية شعبنا".
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "بديل التهدئة هو التصعيد من طرف واحد، ويكون من الطرف الأقوى عسكريا، وليس من الشعب الفلسطيني".
وأضاف "هذا موقف القيادة ونحن كحركة فتح ندعم هذا الموقف، في سبيل أن نحمي شعبنا بأقل ثمن".
وأشار حمايل أيضا إلى أنه "إذا فرضت الأمور علينا ولا يوجد سوى التصدي للتصعيد الذي تقوم به دولة العدو، فلن نتراجع للخلف وسنمضي"، مضيفا "قدمنا ثمنا باهظا من أجل فلسطين، وإذا اقتضى الأمر سنقدم ونبقى صابرين مرابطين على هذه الأرض".
كما طالب الدول العربية والإسلامية بأن "تقف عند مسؤولياتها، وأن يكون لديها موقف حاسم وتتحرك بمستوى الحدث وتستثمر كل علاقاتها من أجل الضغط على دولة الاحتلال، وألا تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، التي لا تأبه بها إسرائيل".
وكانت فصائل فلسطينية قد استبقت اجتماع العقبة باستنكار مشاركة السلطة الفلسطينية، وعدّتها "طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني وخيانة لتضحيات الشهداء"، وأن الاجتماع "استكمال لمخططات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ومحاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة".
وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي شدد اليوم الاثنين، إغلاق نابلس في شمال الضفة الغربية بعد عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين وتبعها هجمات ليلية واسعة للمستوطنين.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن قوات الجيش واصلت منذ عصر الأحد إغلاق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، وإغلاق مدخل بيتا بالمكعبات جنوب نابلس، فيما تعيق الحركة على مدخل بلدة صرة جنوب غرب المدينة، وتنتشر على مداخل المدينة.
وبحسب الوكالة، شهدت ليلة الأحد هجوما للمستوطنين على بلدات حوارة وعصيرة القبلية وبورين، وسط انتشار مكثف لقوات إسرائيلية في المنطقة.
وصرح مسؤول ملف الاستيطان بالسلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن المستوطنين نفذوا، الليلة الماضية، نحو 300 "اعتداء" في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس.
وأوضح دغلس أنه جرى استهداف 30 منزلا في حوارة بين حرق وتكسير، وإحراق 15 مركبة ومشطب مركبات لمواطنين فلسطينيين، فضلا عن هجمات أخرى متنوعة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية "الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي" في الضفة الغربية وأدت إلى إصابة أكثر من 100 فلسطيني وحرق المحلات التجارية والمنازل والسيارات وممتلكات عامة أخرى".
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "مواصلة النفير نصرة لنابلس وأهلها، في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية".