فتح تحذر من محاولة ايرانية لنشر الفوضى في الضفة

رام الله (الضفة الغربية) - اتهمت حركة فتح إيران اليوم الأربعاء بمحاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية وقالت إنها ستعارض أي عمليات من الخارج لا صلة لها بالقضية الفلسطينية، في أول اتهام رسمي لطهران التي سبق واتهمتها إسرائيل ودول غربية بأنها لعبت دورا في إشعال حرب غزة.
وتؤكد طهران دعمها لمحور المقاومة الذي يضم إلى جانب سوريا وحزب الله والميليشيات العراقية الموالية لها، كل من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، لكنها نأت بنفسها عن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب عزالدين القسام فجر السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل وردت الأخيرة بعملية دموية دخلت شهرها السادس وخلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين ودمرت أكثر من نصف قطاع غزة.
وجاء في البيان أن حركة فتح تؤكد "رفضها للتدخلات الخارجية وتحديدا الإيرانية، في الشأن الداخلي الفلسطيني... هذه التدخلات لا هدف لها سوى إحداث الفوضى والفلتان والعبث بالساحة الداخلية الفلسطينية، الأمر الذي لن يستفيد منه إلا الاحتلال الإسرائيلي وأعداء شعبنا الفلسطيني".
واستقبل كبار المسؤولين في إيران في الفترة الأخيرة وفدين عن حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي.
وقالت فتح وهي الفصيل الرئيسي في الضفة الغربية وتهيمن على السلطة الفلسطينية، أنها "لن تسمح باستغلال قضيتنا المقدسة ودماء أبناء شعبنا أو استخدامها كورقة لصالح مشاريع مشبوهة لا علاقة لها بشعبنا الفلسطيني ولا قضيتنا الوطنية".
وتابعت أنها ستحبط أي تدخل خارجي يهدف لإلحاق الضرر بقوات الأمن والمؤسسات الوطنية، مشيرة إلى أنها"ستكون بالمرصاد لهؤلاء العابثين وستقطع اليد التي تمتد للعبث بساحتنا أو المساس بأجهزتنا الأمنية أو أي من مؤسساتنا الوطنية".
وتتهم إسرائيل إيران منذ فترة طويلة بمساعدة فصائل فلسطينية مسلحة من بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي قادت هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل. وفي السنوات القليلة الماضية ترسخ تواجد تلك الفصائل المسلحة في الضفة الغربية.
وفي الشهر الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن ضبطت أسلحة متطورة من بينهما ألغام مضادة للدبابات ومنعت تهريبها إلى داخل الضفة الغربية.
وفي السابق لم تكن إيران تنفي تقديم الدعم للفصائل المسلحة وتقول إن أي دعم تقدمه هو بطلب من الفلسطينيين.
وقبل هجوم 7 أكتوبر ترددت أنباء عن تحركات تقودها حماس لنقل المعركة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية لتخفيف الضغط على القطاع وذلك في ذروة حملة اعتداءات شنها المستوطنون على بلدات ومدن الضفة.
ويأتي بيان حركة فتح في وقت طلبت فيه السلطة الفلسطينية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت هذا الشهر على عضوية كاملة لها في الأمم المتحدة في خطوة من شأنها أن تضيف إلى ضغوط دولية متزايدة من أجل حل الدولتين.
ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وقتل في الضفة الغربية مئات الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة، كما اعتقلت إسرائيل الآلاف في ظل تصاعد للعنف في المنطقة أسفر أيضا عن مقتل أكثر من عشرة إسرائيليين في هجمات فلسطينية.