فتح المجال الجوي يعيد الأمل للنشاط السياحي في مراكش

ساحة الفناء تستعد لاستقبال زوارها في موسم الصيف.
الأحد 2021/06/27
أجواء تنسي ضائقة كورونا

بدأت مدينة مراكش في استقبال زوارها تدريجيا مع فتح المجال الجوي لعودة المغاربة وقدوم السياح الذين طال بهم الحجر ويبحثون عن متنفس لهم في ساحة الفناء، حيث العروض الشعبية المسلية. وتشجع حملة التلقيح الواسعة وتخفيف التدابير الوقائية في المغرب على قدوم الزوار في موسم الصيف.

مراكش – بعد أشهر من الجمود والركود غير المسبوقين اللذين فرضتهما جائحة كورونا بدأت مدينة مراكش في استئناف نشاطها السياحي تدريجيا، بعد وصول أولى دفعات السياح المغاربة والأجانب عقب إعادة فتح المجال الجوي، وسط آمال من مهنيي السياحة.

وحلت أولى الرحلات الجوية الدولية وعلى متنها مغاربة العالم، الثلاثاء 15 يونيو 2021 بمطار مراكش المنارة الدولي مؤشرة بذلك على استئناف الرحلات الجوية الدولية، بناء على المؤشرات الإيجابية للوضعية الوبائية بالمملكة وانخفاض عدد الإصابات بفايروس كورونا.

وأكد رئيس الكونفيدرالية الوطنية للسياحة عبداللطيف القباج أن “السياح ومغاربة العالم سيعطون دفعة جديدة لاستئناف الصناعة السياحية المنتظرة”.

وفضلا عن استئناف الرحلات الجوية الدولية من وإلى المملكة، فإن توسيع حملة التلقيح وإقرار جواز صحي وتخفيف التدابير الوقائية من قبل الحكومة أضفت جوا من التفاؤل وأعطت بارقة أمل في الأوساط السياحية بكل فئاتها.

وحل عدد كبير من الفنانين الفرنسيين الأسبوع الماضي في مدينة مراكش لتسجيل حدث موسيقي يحمل عنوان “عيد الأغنية الشرقية”، يرعاه المكتب الوطني المغربي للسياحة.

وشارك في الحدث كل من ميتر جيمس، وكارلا بروني، ودادجو، وكلاوديو كابيو، وإنريكو ماسياس، وفيتا، وسليمان، وأمال بنت، إلى جانب أبو، وداني بريان، وفانسان نيكلو، وفرح الديباني، وكامي شنيدرز، ونيكوليطا، وباربارا برافي، وأيضا كاميليا، جوردانا، والإخوان نقاش، وتشيكو أند جيبسن.

ويقدم البرنامج باقة من الأغاني الفرنسية والشرقية المشهورة، التي أعيد توزيعها، وأداؤها من طرف حوالي عشرين فنانة، وفنانا بصحبة الأركسترا الفيلرمنيك للمغرب.

Thumbnail

ويسعى المكتب الوطني المغربي للسياحة من خلال البرنامج المذكور للترويج للسياحة وتحفيز السياح الفرنسيين على القدوم بكثافة إلى المغرب.

ويؤكد مدير أحد الفنادق أن العاملين في قطاع السياحة حاليا في مراكش يراهنون على موسم الصيف لتحقيق انتعاش يخفف من وطأة الأزمة بعد فتح الحدود وتخفيف القيود المفروضة على التنقل.

وأشار إلى أن نصف فنادق مراكش البالغ عددها نحو 200 كانت مغلقة لكنها تستعد اليوم لفتح أبوابها بكل تفاؤل، مؤكدا “أن الرؤية بدأت تتضح تدريجيا بالنسبة إلى موسم الصيف ومن الصعب أن تضطر الفنادق إلى الإقفال مرة أخرى”.

وأضاف “العام الماضي كان كارثيا، وهذا العام سيكون أيضا كذلك، إذا استمر إغلاق الحدود”، لافتا إلى أن السياح الأجانب يشكلون نحو 70 في المئة من زبائن الخدمات السياحية في المدينة الحمراء.

واكتوى كل العاملين في القطاع السياحي عموما، بنيران الأزمة الصحية مع تراجع مداخيله بنسبة 65 في المئة مطلع هذا العام، بعدما بلغت نحو 9 مليارات دولار عام 2019.

ومراكش كلمة أمازيغية تعني “أرض الله”، وقلب هذه المدينة النابض هو ساحة مسجد الفنا، وفيها تجار يعرضون سلعا وفنانون يقدمون عروضا مبهرة و”حكواتيون” يروون القصص أو “الحلايقيون” كما يوصفون هناك.

وبعد عام وبضعة أشهر على تحولها إلى فضاء مهجور بسبب الجائحة شرعت أخيرا ساحة جامع الفنا في استرجاع بهجتها.

وعاد أصحاب المطاعم والمحلات التجارية الذين عانوا معاناة مريرة إلى النشاط، وظهر الفنانون الشعبيون من ضمنهم حكاواتيون ومنشطو “الحلقة”، وأعضاء مجموعات فنية للدقة المراكشية والهواريات.

Thumbnail

وقال عبدالغني أفليليس رئيس جمعية رواد ومعلمي الطبخ الأصيل بساحة جامع الفنا، إن “الساحة بدأت منذ أيام تعرف إقبالا جعل كل المهنيين ومنشطي الحلقة وغيرهم، يبتهجون فرحا لاستقبال الزبائن”.

وساهم المجتمع المدني بدوره في نشر رسالة التضامن والأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها في الساحة التاريخية، لإعادة احتضان زوارها وفنانيها، وذلك بتنظيم مبادرة قدم خلالها العشرات من الفنانين بساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش عروضا نالت إعجاب السياح وسكان المدينة.

وتواصل السلطات جهودها لتشجيع السياحة الداخلية وتحريك القطاع، إذ أعلن قبل فترة قصيرة عن حملة ترويجية في هذا الصدد، لكن “رفع قيود الطوارئ الصحية يظل الوسيلة الوحيدة لإنقاذ السياحة”، على ما يؤكد أحد العاملين في القطاع.

وبدأت مظاهر تخفيف الحجر الصحي في المغرب تنعكس إيجابا على القطاع السياحي الذي شهد انتعاشة ملحوظة في الأيام الأخيرة بفضل الإقبال المتزايد للمغاربة على الوجهات السياحية الداخلية.

ومنذ أعلنت السلطات عن حزمة من التدابير التي شملها قرار تخفيف الحجر الصحي، بدأت العديد من المدن السياحية في استقطاب عدد كبير من الزوار، وهو ما ساهم في إعادة إحياء القطاع السياحي نسبيا بعد أكثر من سنة ونصف من توقف عجلته.

واستأثرت مدينة مراكش بحصة الأسد من الزيارات، حيث شهدت شوارعها اكتظاظا مروريا وحركية كثيفة بفعل الإقبال الملحوظ عليها نظرا إلى توفرها على بنية تحتية سياحية من الطراز العالي.

وأعاد هذا الانتعاش الأمل لنفوس المهنيين الذين يعولون كذلك على قرار السلطات بفتح الأجواء الجوية في وجه السياح ومغاربة المهجر لتحريك عجلة القطاع بشكل يسمح بتعويض بعض من الخسائر التي تكبدوها خلال فترة الإغلاق.

وقررت وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، بعد تحسن الحالة الوبائية وانخفاض عدد الإصابات بوباء كورونا، اتخاذ إجراءات تدريجية جديدة لتخفيف القيود على تنقل المسافرين الراغبين في الولوج إلى التراب الوطني.

Thumbnail
16