فتح الطرق المغلقة يشيع مزاجا من التهدئة في اليمن

فتح الطرق والمنافذ المغلقة بين مناطق الحوثي ومناطق الشرعية يتطلب توافقات صعبة في بعض الأحيان بسبب انعدام عامل الثقة بين المعسكرين.
الثلاثاء 2025/06/03
بفتح الطريق سيتم اختصار المسافة بين صنعاء وعدن

صنعاء- أعلنت جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من شمال وغرب اليمن، الاثنين، استعدادها لإعادة فتح طريق حيوي يربط بين محافظتي تعز وعدن وذلك بعد إغلاق دام عشر سنوات جراء الحرب، ما تسبّب في معاناة كبيرة لسكان العديد من المناطق الذين باتوا مضطرين إلى سلك طرقات طويلة ووعرة لقضاء حوائجهم والتواصل مع أقربائهم وعائلاتهم.

وجاء الإعلان على لسان محمد مفتاح، النائب الأول لرئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، عقب تفقده طريق صنعاء – عدن الذي جرت إعادة فتحه مؤخرا عبر محافظة الضالع، وفقا لوكالة أنباء “سبأ” التابعة للجماعة.

ويتطلب فتح الطرق والمنافذ المغلقة بين مناطق الحوثي ومناطق الشرعية توافقات صعبة في بعض الأحيان بسبب انعدام عامل الثقة بين المعسكرين، الأمر الذي يجعل فتح أي طريق من تلك الطرقات علامة على شيوع مزاج من التهدئة ورغبة في خفض التصعيد.

وأعرب مفتاح عن أمله في فتح بقية الطرق في كافة المحافظات “حرصا على تخفيف معاناة المواطنين.” ودعا المسؤول الحوثي إلى فتح طريق “الراهدة – الشريجة” الرابط بين محافظتي تعز وعدن.

محمد مفتاح: نحن من جانبنا جاهزون لفتح الطريق وترميم وإصلاح جسر عقان في وادي رصد

وقال “نحن من جانبنا جاهزون لفتح الطريق وترميم وإصلاح جسر عقان في وادي رصد، أو عمل تحويلة للخط، باعتباره من الخطوط المهمة والحيوية التي تسهل مرور وتنقل المواطنين بين تعز وعدن.”

ومن جانب السلطة الشرعية اليمنية سبق أن عبّرت حكومتها المعترف بها دوليا عن حرص مبدئي على فتح جميع الطرقات المغلقة لتسهيل التواصل بين المناطق بغض النظر عن الجهة التي تقع تلك المناطق تحت سلطتها.

والطريق الرابط بين تعز وعدن أغلق عام 2015، ما دفع المسافرين إلى سلك طرق وعرة تستغرق نحو ست ساعات وأكثر، بدلا من ساعتين.

وتأتي مبادرة الحوثي غداة دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أطراف النزاع إلى إعادة فتح المزيد من الطرق في البلاد.

والخميس الماضي أعلنت الحكومة إعادة فتح طريق حيوي في محافظة الضالع يربط بين صنعاء وعدن بعد إغلاقه سبع سنوات نتيجة تداعيات الحرب.

كما أعلن الحوثيون فتح الطريق من جانبهم بمبادرة “تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين”، وفق الوكالة الحوثية.

وبفتح الطريق سيتم اختصار المسافة بين صنعاء وعدن إلى نحو 360 كيلومترا بدلا من طرق بديلة تتجاوز 600 كيلومتر، حسب إعلام محلي يمني.

وفي 23 ديسمبر 2023 أعلن غروندبرغ التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.

ولم تنفذ خارطة الطريق حتى الآن مع تبادل الاتهامات بين الحكومة وجماعة الحوثي بشأن المسؤولية عن تعثر التقدم في هذا المسار.

ومنذ أبريل 2022 يشهد اليمن تهدئة نسبية بعد حرب مستمرة منذ سنوات بين القوات الحكومية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال البلاد.

ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثيةً في العالم، وفق الأمم المتحدة.

3