فتاة طلب منها الجولاني تغطية شعرها من أجل صورة تقسم المغردين

المشهد أثار جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية وقلقاً بين السوريين مع المخاوف من فرض أجندة إسلامية متشددة على المجتمع السوري المتنوع طائفياً.
الثلاثاء 2024/12/17
غطاء الرأس جدل المستقبل

دمشق - تناقل ناشطون سوريون صورا ومقاطع فيديو تظهر طلب القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، من فتاة أرادت التقاط صورة معه، تغطية شعرها أولا، لتنشأ معركة جديدة على الشبكة الاجتماعية بشأن تشدد القيادة الجديدة وما ستحمله لسوريا.

وأثار المشهد جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية وقلقاً بين السوريين مع المخاوف من فرض أجندة إسلامية متشددة من قبل “هيئة تحرير الشام” على المجتمع السوري المتنوع طائفياً، وهو جدل يتزايد مع استمرار ظهور إعلاميات عرب وأجانب غطين شعرهن لإجراء لقاء مع الشرع كما في صورة مماثلة نشرتها مذيعة قناة “العربية” ريم بوقمرة.

واعتبر ناشطون أن السوريين الذين عاشوا عقودا من الدكتاتورية نشر فيها النظام نموذج تقديس الشخصيات، لم يخرجوا بعد من الفكرة ذاتها.

ورأت ناشطة أن قيادة العمليات العسكرية تتناقض أقوالها مع أفعالها في فترة وجيزة:

وعبر ناشط عن قلقه:

وعلق ناشط:

واستمر الجدل بعد أن أعادت الفتاة وتدعى ليا خيرالله نشر الفيديو عبر حسابها على “إنستغرام”، وقالت إن الجولاني طلب منها تغطية شعرها إذ أرادت التقاط صورة معه، ولم تبد أي استياء تجاه الموقف.

وقالت في منشورها “أنا بنت سورية مثلي مثل كل البنات أهم شي بحياتهن أهلهن، شهادتهن ومستقبلهن كنت اعتقد أن لحظة التخرج من الجامعة كانت أهم يوم بحياتي حتى جاء يوم 10 ديسمبر 2024. حينما كان الثوار مع قائدهم يتجولون في دمشق المحررة، وجاءوا إلى حارتنا في المزة.. حدث سيسجله التاريخ بعناوين ستبقى معنا طوال العمر ونورثها لأولادنا.”

وأضافت خير الله “مع كثير من الصور واللقطات، وتعبيرنا عن حبنا لهم، كنا هناك في أعظم يوم بتاريخ سوريا، ونخبرهم قصص عابرة عن طاغية وشعب وانتصار. لكن لم يكن يخطر في بالي أن أكون بحضرة أشرف الناس ومجاهدي سوريا الذين حررونا مع قائدهم، حينما نزلوا لمقابلتنا والحديث معنا.”

وأضافت “الوقوف بحضرة المحرر بالنسبة لشخص مثلي لا علاقة له بالسياسة أو الشهرة أو الظهور، كانت من أكثر التجارب التي جعلتني أشعر بالتواضع والخجل. وزادوها صديقاتي عليّ حينما طلبوا منه (الشرع) إذنا ليلتقط معي صورة. وكأي أب يخاف على بلده وبنات بلده، أشار لي بكل لطف وأبوية بتغطية شعري إذا أردت التقاط صورة معه، وهذا من حقه أن يظهر بطريقة مناسبة له. لم يطلب من الفتيات في كل مكان حوله بتغطية شعرهن، لكن إذا أرادت إحداهن التقاط صورة فقط، أسوة بالمذيعة الأميركية التي أجرت معه مقابلة.”

ورأى البعض أن كلام الفتاة يشكل ردا قويا على المنتقدين، وقال أحدهم:

وقال آخر:

وأضافت خيرالله في الفيديو الذي ظهرت فيه وكررت كلامها في عدة لقاءات تلفزيونية “عشرات الآلاف من الدمشقيين كانوا يشعرون بالأمان يومها، واعتقد أنه لأول مرة في حياتهم بوجود قائد الخير يحميهم وأنا منهم. لكن أنا الله أكرمني أن أكون أقرب وشعرت بعد هذه التجربة الخاطفة، أن الخير كله مترابط، التحرر من الطغاة والالتزام بالدين ومحبة الناس، كلها كانت عوامل النصر، كلنا مدينون لهم بتحريرنا، لكن أنا مدينة لهم أكثر.. أنا مدينة لهم أنهم جعلوا إيماني بالله يكبر أكثر فأكثر.”

5