فايروس "إيتش أم بي في" المنتشر حاليا في عدد من دول العالم لا يشكل أي خطورة

منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي تحذير بخصوصه والفيديوهات والصور المتداولة بشأنه قديمة.
الثلاثاء 2025/01/07
لا تشابه بين فايروس "إيتش أم بي في" وكورونا

يستبعد خبراء الصحة تكرار سيناريو كورونا، مشيرين إلى أن فايروس "إيتش أم بي في" المنتشر حاليا في عدد من دول العالم لا يشكل أي خطورة، مؤكدين أنه فايروس قديم ظهر في أوروبا منذ 25 عاما وهو ينتشر بصورة أكبر خلال فصل الشتاء مثل بقية الفايروسات الموسمية. وينصح الخبراء بالتعامل مع الفايروس مثل التعامل مع أي فايروس موسمي.

تونس ـ يتخوف خبراء الصحة في البلدان العربية من تكرار سيناريو كورونا بعد أن أعلنت الصين عن تفشي فايروس “إيتش أم بي في” الذي يصيب الجهاز التنفسي خصوصا لدى الأطفال.

وأفاد المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية في تونس رياض دغفوس، أن فايروس “إيتش أم بي في” المنتشر حاليا في عدد من دول العالم هو فايروس تنفسي قديم حيث ظهر في أوروبا منذ سنة 2001 ولا يشكل أيّ خطورة كما يروّج لذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه لم يتم رصد أيّ حالة إصابة بهذا المرض في تونس.

وقال دغفوس في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إن عديد المعلومات المغلوطة والصور والفيديوهات القديمة الخاصة بانتشار هذا الفايروس التي يتداولها رواد المواقع الاجتماعية أدت إلى تهويل الأمور في حين أن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أيّ تنبيه بخصوصه، ولم يفكر الخبراء في تطوير لقاح مضاد له على اعتبار أنه فايروس ينتشر بصورة أكبر خلال فصل الشتاء مثل بقية الفايروسات الموسمية.

وينتمي فايروس “إيتش أم بي في” الذي يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر بصفة أكبر على الأطفال، إلى عائلة الفايروس المتسبب في الإصابة بالتهاب القصيبات (أصغر الممرات الهوائية في الرئتين)، ويحمل نفس أعراض الالتهاب الرئوي المتمثلة في السعال والحمى وانسداد الأنف وصدور أزيز من الصدر (صوت صفير عند التنفس)، ويمكن أن يؤثر سلبا على الرئتين في حالات قصوى، وفق المتحدث ذاته.

الخبراء لم يفكروا في تطوير لقاح مضاد للفايروس على اعتبار أنه ينتشر خلال فصل الشتاء مثل بقية الفايروسات الموسمية

وأفاد دغفوس أن التعامل مع فايروس “إيتش أم بي في” يجب أن يكون مثل التعامل مع أيّ فايروس موسمي، وذلك عبر استشارة الطبيب لتحديد العلاج واتخاذ الإجراءات الوقائية المتعارف عليها لتجنب الإصابة به.

يشار إلى أن العديد من المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي تداولت في اليومين الأخيرين معلومات وصور وفيديوهات تظهر حالة من الهلع جراء انتشار فايروس “إيتش أم بي في”.

بدوره، قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين إن الإجراءات والفحوصات لم تؤكد حتى الآن وجود فايروسات غريبة أو مستحدثة أو متحورات.

وتثار مخاوف من الإصابات المتزايدة بفايروس تنفسي بالصين يعرف باسم “ميتانيموفايروس البشري” (إيتش أم بي في)، بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفايروس المخلوي التنفسي والأنفلونزا ونزلات البرد.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية له مع إحدى القنوات المصرية، أن كل الفايروسات لديها قابلية لحدوث تحورات ويتم التعامل معها، مشيرًا إلى أن الأنفلونزا الموسمية العادية تعرف تحورات كل عام تقريبا.

وشدد تاج الدين أنه “علميا وطبيا ورصدا لا يوجد ما يثير الرعب على المستوى المحلي والدولي”.

وتابع مستشار الرئيس المصري للصحة أنه لا وجود لأيّ فايروسات جديدة في مصر بخلاف ما يظهر كل عام، مشددًا على أن الطب الوقائي يتابع باستمرار الفايروسات وحتى الآن لا دلائل على وجود فايروس “إيتش أم بي في” الجديد الذي انتشر مؤخرًا في الصين.

وأوضح أن الإصابات الفايروسية لا تحتاج مضادات حيوية وإنما يتم وصفها عندما يكون هناك بكتيريا ومضاعفات، مؤكدًا أن المراحل المبكرة من الإصابة بالفايروسات تحتاج أدوية معينة يكتبها الطبيب المعالج، إلا في حالة حدوث مضاعفات وحينها يصف الطبيب مضادات الحيوية.

وأضاف قائلا “المصاب بالبرد والسعال عليه حماية نفسه من المضاعفات وحماية غيره من نقل العدوى، من خلال الحصول على وصفات طبية مبكرة أو البقاء في المنزل إلى حين التعافي.”

فايروس "إيتش أم بي في" يسبب أعراضا مشابهة للأنفلونزا أو الفايروس المخلوي التنفسي أو "كوفيد – 19"، وتشمل الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف

وشهدت الصين مؤخرا ارتفاعا كبير في حالات الإصابة بفايروس “إيتش أم بي في” ما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات واتخاذ تدابير طارئة، وسط مخاوف عالمية من تكرار سيناريو “كوفيد – 19”.

وتأتي أنباء تفشي “فايروس الالتهاب الرئوي البشري” بعد 5 سنوات من ظهور فايروس “كوفيد – 19” في مدينة ووهان الصينية، الذي تحول لاحقا إلى وباء عالمي أسفر عن وفاة 7 ملايين شخص.

لكن الفرق الأكثر أهمية بين”كوفيد ـ 19″ و فايروس “إيتش أم بي في” هو أن الأخير معروف منذ ما يقرب من 25 عاما، وهو بالفعل منتشر في العالم، فهو مرض موسمي يحدث عادة في الشتاء وأوائل الربيع، وتتراوح فترة حضانة الجسم له من 3 إلى 6 أيام.

كما أنه في الواقع لا يأتي من الصين على الإطلاق، حيث تم اكتشافه وإثباته لأول مرة في أوروبا عام 2001. وهو فايروس يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لالتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال.

ويسبب فايروس “إيتش أم بي في” أعراضا مشابهة للأنفلونزا أو الفايروس المخلوي التنفسي أو “كوفيد – 19″، وتشمل الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف. ومعظم حالات العدوى تكون خفيفة. ومع ذلك، غالبا ما يتعين علاج الأطفال والأشخاص المصابين بالمرض سابقا أو ضعف المناعة في المستشفى.

ويشتبه الخبراء في أن انتشاره بشكل متزايد في الصين حاليا يعود لمناعة السكان التي ربما أصبحت أضعف بسبب جائحة كورونا، لذلك يوجد عدد كبير بشكل خاص من الحالات. وأعلنت الحكومة الفيدرالية الهندية، الاثنين، تسجيل إصابتين بالفايروس الرئوي البشري في ولاية كارناتاكا جنوبي البلاد.

وقالت وزارة الصحة الهندية إنه تم تشخيص إصابة طفلين، أحدهما يبلغ من العمر 3 أشهر والآخر 8 أشهر، بالفايروس في مدينة بنغالورو أثناء “فحص روتيني”. وأضافت الوزارة أن أحد الطفلين خرج من المستشفي والآخر مازال يتعافى، مشيرة إلى أن كلا الطفلين لم يسبق لهما السفر إلى خارج البلاد.

وذكرت وزارة الصحة ورعاية الأسرة في الهند أن أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالفايروس منتشرة على مستوى العالم، بما في ذلك في الهند.

15