فاطمة جاسم محمد بطلة البحرين لتحدي القراءة العربي

بات تحدي القراءة العربي تظاهرة راسخة في المؤسسات التعليمية العربية من المحيط إلى الخليج، علاوة على استقطابه للكثير من المولعين بالقراءة وتحفيزه للطلبة واليافعين والشباب على القراءة بكثافة، وهو ما بدأت تأثيراته الإيجابية تظهر بخلق أجيال جديدة من القراء ودعم المعرفة.
دبي - فازت الطالبة فاطمة جاسم محمد من الصف الثاني الثانوي، في مدرسة سترة الثانوية للبنات التابعة للمنطقة التعليمية الثانية في البحرين، بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته السابعة على مستوى مملكة البحرين، بعد منافسة شارك فيها أكثر من 134 ألف طالب وطالبة من 286 مدرسة، وبإشراف 450 مشرفا ومشرفة خلال تصفيات المبادرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.
وجاء الإعلان عن فوز الطالبة فاطمة جاسم محمد بلقب بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى مملكة البحرين خلال الحفل الختامي للدورة السابعة الذي شهدته العاصمة البحرينية المنامة، بحضور الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم في المملكة، ومشاركة الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء المدير التنفيذي لمؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، وعدد من المسؤولين والتربويين القائمين على مبادرة تحدي القراءة العربي.
النسخة الأكبر
الدورة السابعة من التحدي سجلت مشاركة قياسية وصلت إلى أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة
شهد الحفل الختامي لتحدي القراءة في البحرين، علاوة على تتويج الطالبة فاطمة جاسم محمد، فوز رقية فريد الكعبي من المنطقة التعليمية الثالثة بلقب المشرفة المتميزة، ومدرسة مريم بنت عمران الابتدائية من المنطقة التعليمية الرابعة بلقب المدرسة المتميزة، فيما احتلت المركز الأول عن فئة أصحاب الهمم الطالبة زينب إبراهيم المؤمن من الصف الثالث الثانوي في مدرسة سترة الثانوية للبنات، التابعة للمنطقة التعليمية الثانية، بعد صعود ثلاث طالبات إلى التصفيات النهائية من بين 63 طالبا وطالبة من فئة أصحاب الهمم شاركوا في منافسات الدورة السابعة.
وتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى البحرين عشرة أوائل، وضمت القائمة إلى جانب الطالبة المتوجة كلا من علياء زهير عيسى أبورويس من الصف الثالث الإعدادي في مدرسة الدراز الإعدادية للبنات التابعة للمنطقة التعليمية الأولى، وميثم زكريا يوسف رضي من الصف الأول الإعدادي في المعهد الجعفري (المنطقة الثانية)، وبتول فيصل النشابة من الصف الثاني الثانوي في مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات (المنطقة الأولى)، وطاهرة عباس كاظم من الصف الثالث الثانوي في مدرسة أميمة بنت النعمان الثانوية (المنطقة الثالثة).
كما تنافست على اللقب زينة مصعب حسون من الصف الأول الإعدادي في المدرسة الأميركية في البحرين (المنطقة الثانية)، وفهد هيثم نبيل من الصف الأول الإعدادي في مدرسة عسكر الابتدائية الإعدادية للبنين (المنطقة الثالثة)، وإبراهيم محمد الهياشي من الصف الثاني الثانوي في المعهد الديني (المنطقة الثانية)، وماريا خالد محمد آدم من الصف الثاني الإعدادي في مدرسة الإيمان – قسم البنات (المنطقة الثالثة)، ومريم محمد عثمان من الصف الثاني الثانوي في مدرسة خولة الثانوية للبنات (المنطقة الرابعة).
وسجلت الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي مشاركة قياسية وصلت إلى أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة، وبإشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة، كما شهدت الدورة السابعة إضافة فئة جديدة لأصحاب الهمم، حيث يشارك أكثر من 22500 طالب وطالبة في التصفيات على مستوى الدول، وتشترط لجنة التحكيم لفئة أصحاب الهمم، قراءة إجمالي 25 كتاباً.
تأصيل ثقافة القراءة
أكد الدكتور محمد بن مبارك جمعة أن “تحدي القراءة العربي أحدث حراكا معرفيا واسعا على مستوى الوطن العربي وأسهم في تحفيز عشرات ملايين الطلبة على القراءة المكثفة والبحث عن أفضل السبل لزيادة التحصيل المعرفي وتطوير المهارات الشخصية، بما يمكنهم من المشاركة المؤثرة في المسيرة التنموية لبلدانهم والمساهمة الفعالة في تعزيز مكانة اللغة العربية، وقد شهدنا خلال منافسات الدورة السابعة على مستوى مملكة البحرين تفاعلا كبيرا من قبل الجهات الرسمية والمجتمعية لإنجاح هذا الحدث الذي يترقبه الطلبة بشغف كبير كل عام”.
وقال وزير التربية والتعليم البحريني “أهنئ جميع الفائزين والفائزات في منافسات الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي على مستوى مملكة البحرين، وأتوجه بالشكر إلى مؤسسة ‘مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية’ وكل القائمين على مبادرة تحدي القراءة العربي، كما أشكر جميع الداعمين لتصفيات الدورة السابعة في البحرين لاسيما ذوي الطلبة الذين بذلوا جهوداً كبيرة لتسهيل مشاركة أبنائهم في هذه المنافسات. كل من شارك في هذه التصفيات نعتبره فائزاً ومساهماً مؤثراً في تعزيز حضور لغة الضاد وبناء مستقبل أفضل لبلداننا العربية”.
من جانبها أشادت الأستاذة كفاية العنزور، الوكيل المساعد للخدمات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، بالبصمة الواضحة التي تركتها مُبادرة تحدي القراءة العربي في المجتمعات المدرسية وفي وجدان الطلبة مُنذ انطلاقها، من خلال تأصيل ثقافة القراءة فيهم باعتبارها العمود الفقري للعلم والمعرفة اللذين يعدان من الأركان الرئيسية لتطور وتقدم الأمم.
وأكدت أن حجم المشاركة الواسعة والإقبال الكبير التي تشهده المُبادرة في كل عام هما دليل راسخ على ما تكرسه وزارة التربية والتعليم من جهود حثيثة لدعمها، مُنوهة بأن ذلك يُجسد أيضاً شغف طلبة المملكة بالقراءة وزيادة المعرفة من خلال الاطلاع على مُختلف الكتب المُثرية للعلم والثقافة العامة.
منصة عربية ملهمة
تحدي القراءة العربي يهدف إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم
بدوره قال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء “سجل تحدي القراءة العربي في دورته السابعة إنجازات عدة تحسب له منذ إطلاق دورته الأولى، وهو ما نلمسه في معدلات المشاركة ومستويات الطلاب والطالبات المتقدمين إلى المنافسات، ما يؤكد أن المبادرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم تواصل ترسيخ مكانتها منصة عربية ملهمة على صعيد القراءة والمعرفة والإبداع، والتأثير الإيجابي في المشهد الثقافي العربي ومستقبل الأجيال الجديدة”.
وتوجه العلماء بالتهنئة إلى الفائزين والفائزات، مثمناً التعاون الذي أبدته وزارة التربية والتعليم وجميع المناطق التعليمية والمدارس والجهات الرسمية في مملكة البحرين مع مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” لإنجاح منافسات الدورة السابعة.
ونوه المدير التنفيذي لمؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” بالمشاركة المتميزة للطلاب والطالبات من فئة أصحاب الهمم، ومستوى الدعم الذي تحظى به هذه الفئة رسمياً ومجتمعياً في مملكة البحرين.
ويهدف تحدي القراءة العربي الذي تنظمه مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، وهو المبادرة الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم وأطلق في دورته الأولى في العام الدراسي 2015 – 2016، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية، وترسيخ قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة.