فائق العبودي فنان عراقي يحفر اسمه في الفن المعاصر بسويسرا

العراق تهدي منظمة اليونسكو إحدى لوحات العبودي بمناسبة اليوم العالمي للسلام.
الثلاثاء 2024/02/13
عراقي يحمل فن بلاده إلى العالمية

لوزان (سويسرا) - أضافت مدينة لوزان السويسرية مؤخرا أحد أعمال الفنان التشكيلي العراقي – السويسري فائق العبودي إلى المجموعة الفنية المقتناة من أعمال الفنانين التشكيليين، والتي تشكل كنزا ثقافيا من الأعمال الفنية المختارة، وتعتبر إرثا ومرجعا فنيا وتراثيا لمدينة لوزان.

وقد استطاع الفنان العبودي بفنه المميز أن يحفر اسمه على صفحات تاريخ هذه المدينة الساحرة.

 واستلم العبودي رسالة رسمية من إدارة المدينة بتوقيع عمدة المدينة السيد غريغوار جينود، تخطره برغبة المدينة ممثلة بالعمدة في اقتناء لوحة من أعمال الفنان، واللوحة المقتناة قياس 70*80 سم، ألوان أكريليك مع مواد مختلفة على الخشب، وقد وسمها الفنان باسم “رموز وتمائم من بلاد ما بين النهرين”.

ولد فائق العبودي في بغداد، ودرس الفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي، ثم درس التصميم الطباعي في سويسرا، وحصل على بكالوريوس فنون من الجامعة العربية المفتوحة في شمال الولايات المتحدة.

فائق العبودي فنان يرسم لوحاته موشحة برموز وتمائم مستوحاة من تاريخ العراق القديم، والتي تثير تساؤلات عديدة لدى المشاهد
فائق العبودي فنان يرسم لوحاته موشحة برموز وتمائم مستوحاة من تاريخ العراق القديم، والتي تثير تساؤلات عديدة لدى المشاهد

يعيش الفنان في مدينة لوزان السويسرية منذ سنة 1999 وأسس فيها مركز “فضاء الشرق الثقافي”، ومجلة “ألوان ثقافية” وهي مجلة تهتم بالثقافة والإبداع والفنون. وشارك في عدد من المعارض الجماعية في مركز الفنون الجميلة في بغداد ما بين 1990 و1997. وأقام أول معرض شخصي له في العراق سنة 1996، وقدم أعماله الفنية في الإمارات العربية المتحدة سنة 1998 ثم في سويسرا وفرنسا اعتبارا من سنة 1999. وفي حصيلته اثنان وثلاثون معرضا شخصيا في دول عديدة من العالم. وهو عضو في عدد من أكاديميات الفنون الجميلة.

وتتميز أعمال الفنان العبودي بخصوصية التقنيات المستخدمة، سواء على مستوى الخامة، أو الموضوع، أو المواد المستخدمة والتكنيك، والأسلوب، حيث يرسم لوحاته الفريدة والمعتقة موشحة برموز وتمائم مستوحاة من تاريخ العراق القديم، والتي كثيرا ما تثير تساؤلات عديدة لدى المشاهد، الذي يقرأ في تفاصيلها تاريخ الأزمنة القديمة، ويكاد يشم رائحة العراقة فيها.

واستلهم الفنان، منذ بداية عمله الفني، تاريخ بلده، بلاد ما بين النهرين، وحضارته العريقة التي منحت البشرية أول رموز وعلامات الكتابة التي وجهت كل تاريخنا حتى استطاع فرض اسمه بين مصاف الفنانين المعاصرين في سويسرا.

وهو يقول عن ذلك “أحب حضارة بلدي وتاريخه، وأفتخر بانتمائي إلى هذا الإرث الإنساني العظيم. من خلال أعمالي، أحاول أن أخلق حورا بين القديم والمعاصر. في كل لوحة أرسمها أجد مفتاحا لمشروع لوحة قادمة يتعاقب فيها الزمن بين القديم والحديث”.

والجدير بالذكر أنه سبق وأن اقتنت مدينة فيغييه السويسرية أعمالا للفنان العبودي، وعلقت على جدران قصر المدينة الرسمي وتحديدا في صالة استقبال الضيوف، كما توجد جدارية للفنان العراقي بعنوان “السلام” في إحدى ساحات المدينة ذاتها.

وقد قامت دولة العراق ممثلة بوزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني بإهداء إحدى لوحات العبودي إلى منظمة اليونسكو في باريس، بمناسبة اليوم العالمي للسلام، الذي تزامن مع العيد الوطني العراقي، وقد وصفت اللوحة بأنها أشبه بـ”رقم طيني أخرج للتو من باطن الأرض”.

14