"غيوم داكنة".. رهان أيمن زيدان في الإسكندرية السينمائي

دمشق- في عرضه الدولي الأول يشارك الفيلم الروائي الطويل السوري “غيوم داكنة” في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل في الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الذي تنطلق فعالياته السبت، ويتواصل حتى الثاني عشر من نوفمبر الجاري.

والفيلم من إخراج أيمن زيدان وسيناريو مشترك بينه وبين ياسمين أبوفخر، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهو من بطولة كل من الفنانين: وائل رمضان، رامز عطالله، لينا حوارنة، حازم زيدان، لمى بدور، نور علي، محمد زرزور، بالاشتراك مع محمد حداقي، وضيوف شرف: جود سعيد، علاء قاسم ومازن عباس.

وعن المحور الرئيسي للفيلم يشير المخرج أيمن زيدان إلى أن الحكاية تدور حول رجل أصيب بمرض عضال، فقرّر العودة إلى مدينته التي هدمتها الحرب ليعيش ما تبقى من حياته بعد عشرين عاما من الغربة قضاها في فرنسا.

ويقول “لقد عاد ليموت كسمك السلمون في المكان الذي ولد فيه، وخلال الفترة القصيرة التي عاشها كان شاهدا على كل الظلال الموجعة التي رمتها الحرب على الناس والمدينة”.

و”غيوم داكنة” يعدّ ثاني تجارب زيدان كمخرج، بعد فيلم “أمينة”، الذي عُرض العام الماضي وشارك في العديد من المهرجانات وحصل على مجموعة من الجوائز.

ويراهن زيدان على فيلمه الجديد كي يعتلي منصة التتويج في اختتام المهرجان في الثاني عشر من نوفمبر الجاري، معتبرا أن قصته التي تروي مصائر أناس أدمت الحرب قلوبهم، وقصصهم التي أثقلت أرواحهم بغيوم الحرب الداكنة، جديرة بأن تكون من ضمن الأفلام المتوجة.

وانطلقت مسيرة أيمن زيدان في عالم السينما عام 1982 كممثل بعد تخرّجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، إذ أدى بطولة فيلم “أحلام المدينة” للمخرج محمد ملص، ومن أبرز أفلامه “الشمس في يوم غائم”، “الرسالة الأخيرة”، “الترحال”، “مطر أيلول”، “الأب” و”درب السما”.

وكان أحدث أفلامه “مسافرو الحرب” للمخرج جود سعيد الذي عرض في العام الماضي، وشارك في العديد من المهرجانات وحصل على أربع جوائز في مهرجان قرطاج السينمائي.

وتشارك سوريا أيضا في المهرجان السينمائي العربي المتوسطي بفيلمين في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، هما “نوم عميق” للمخرج خالد عثمان و”برسم البيع” للمخرج جميل جبران.

ويستعرض الفيلم الروائي القصير “نوم عميق” في عرضه العالمي الأول حكاية عائلة سورية تسكن في دمشق القديمة، تحديدا باب توما، مكونة من أب وزوجته وابنهما الذي يعيش في كندا، الأب مخرج سينمائي متقاعد وطاعن في السن تربطه حالة من عدم الوفاق مع زوجته التي عاش معها عدة سنوات، حيث عمّق سفر ابنهما الوحيد من الخلاف بينهما.

وعن فكرة الفيلم وغايته يقول مؤلفه ومخرجه خالد عثمان “تعتبر هذه العائلة مثالا مصغرا عن الكثير من العائلات السورية والعربية أيضا التي تعاني من المشكلة نفسها، وهو ما يؤكّد أن الدلالات والرموز ستكون حاضرة على الشاشة في كل تفصيل، فهي تدخل بشكل غير مباشر إلى لاوعي المشاهد وتوجهه ليفكّر بما أردت إيصاله من خلال الحكاية”.

وأضاف مؤكّدا “الفيلم يستهدف فئة عمرية طاعنة في السن ويخوض غمارها على الرغم من أنه يحمل طابعا شبابيا”، مبرزا أن “استهداف هذه الفئة العمرية واجب علينا كشباب لأننا نعتبر أنفسنا صلة الوصل بين الماضي والمستقبل، وخاصة أن هذه الفئة جزء من تاريخ البلد المهدد بالاندثار، لذلك فإن من واجبنا نقل هذا التاريخ بأمانة وتسليمه للأجيال القادمة”.

والفيلم المنتج أيضا من المؤسسة العامة للسينما في سوريا، من بطولة كل من عباس النوري، وفاء موصلي، جمال العلي، فايز قزق، همام أيمن رضا، نايا أندلس، مهند بزاعي، حسنا السالم، نادين الشعار والطفل تاج خالد عثمان.

"غيوم داكنة" يعدّ ثاني تجارب زيدان كمخرج، بعد فيلم “أمينة”، الذي عُرض العام الماضي وشارك في العديد من المهرجانات وحصل على مجموعة من الجوائز

أما الفيلم الروائي القصير “برسم البيع” فيتناول قصة شابة مريضة نفسيا خسرت أخاها في جريمة قتل، فقرّرت الانتقام من القاتل المجهول موظفة حنكتها وذكاءها ومستغلة جشعهُ وطمعه، لتنصب له فخا، مثبتة للقاتل أن الحياة لا تستقيم بالمال وحده.

وعن الفيلم يقول مخرج وصاحب السيناريو أيضا جميل جبران “العمل يحكي عن دوافع النفس البشرية في الانتقام وعن الحقوق والواجبات، ومن هذه الزاوية انطلقت في الكتابة التي استغرقت مني وقتا طويلا”.

والعمل من بطولة سارة الطويل ومجدي المقبل ومحمد شما، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما بسوريا ضمن إطار مشروع دعم سينما الشباب، وسبق للفيلم أن فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة السابع بسوريا.

ويحتفل مهرجان الإسكندرية السينمائي هذا العام بمئوية المخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيليني، حيث من المقرّر أن يصدر عنه كتاب للكاتبة آمال عثمان. كما سيتمّ تكريم كل من الفنان صلاح عبدالله، والمخرجة إيناس الدغيدي، والمخرج ومدير التصوير محسن أحمد، بجانب الفنان عزت العلايلي الذي تحمل الدورة اسمه.