غياب حماس عن المفاوضات يتيح لقطر هامشا أفضل للوساطة

عدم الذهاب إلى الدوحة قد يفضي إلى نتيجة عكسية في حال إقرار التهدئة.
الخميس 2024/08/15
الهدنة فرصة سكان غزة الأخيرة للخروج من مستنقع الحرب

الدوحة – يمكّن غياب حركة حماس عن جلسة التفاوض بشأن الهدنة المقررة الخميس قطر من فرصة أن تحظى بدور أكبر، وهو التواصل مع الحركة والضغط عليها للتجاوب مع ما يطرح من أفكار لتسهيل التوصل إلى اتفاق.

وقد اتخذت حماس قرار عدم المشاركة بهدف إظهار أن قائدها الجديد يحيى السنوار في موقف قوة، وأن على إسرائيل أن تلتزم بما تم التوافق عليه أولا، لكن الغياب يمكن أن يفضي إلى نتيجة عكسية لأن الحاضرين في اجتماع الدوحة الخميس يمكن أن يتفقوا على خطة للتهدئة وتقبل بها إسرائيل، وتصبح حماس في وضع حرج؛ فإذا رفضت ستبدو معرقلا لجهود وقف العمليات وتقديم المساعدات.

وستجد قطر في الضغط على حماس الغائبة عن الجلسات بإرادة قائدها الجديد فرصة لاستعادة بعض ثقة الإسرائيليين الذين سبق أن احتجوا على الدوحة لأنها لا تضغط على حماس بطريقة تجعلها تقبل بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

قطر ستجد في الضغط على حماس الغائبة عن الجلسات بإرادة قائدها الجديد فرصة لاستعادة بعض ثقة الإسرائيليين

وما يساعد مهمة الدوحة في الحديث باسم حماس والضغط عليها لتنفيذ ما يطلبه الأميركيون أن السنوار جرد قيادات حماس في الخارج من مهمة التفاوض وخص بها نفسه.

وقال مسؤول مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في غزة إنه من المقرر أن تنعقد المفاوضات في الدوحة اليوم الخميس بمشاركة مسؤولين من إسرائيل وقطر والولايات المتحدة ومصر. وأضاف المسؤول أن الوسطاء يتوقعون التشاور مع حركة حماس بعد محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة.

وأكد القيادي في حماس سهيل الهندي أن الحركة لن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المرتقب استئنافها من العاصمة القطرية الدوحة الخميس. وقال الهندي “الحركة لن تكون جزءا من المفاوضات (…) المزمع استئنافها الخميس، سواء التي تنعقد في الدوحة أو القاهرة”.

وأوضح أن حماس طالبت بـ”التزام واضح من قبل إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو الماضي (استنادا إلى مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن)، وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، فإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول بآليات تنفيذ الاتفاق”.

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن يترأس رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) دافيد برنياع وفد بلاده إلى مفاوضات الدوحة.

pp

وقالت هيئة البث العبرية إن نتنياهو قرر أن يضم الوفد أيضًا رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف المفقودين في الجيش نيتسان ألون. وفي الأسبوع الماضي دعا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الثلاثاء إنه يتعين على إسرائيل وحماس أن تشاركا في محادثات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع. وأضافت جان بيير للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، بينما كان بايدن يسافر إلى نيو أورليانز، “نعتقد أن المفاوضين يجب أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات. نرى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو أفضل طريقة لتهدئة التوتر الذي نشهده”.

ويشارك في المفاوضات كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

الأميركيون يعتقدون أن تسريع المفاوضات بشأن التهدئة بين إسرائيل وحماس ولو عبر وسطاء قد يحد من موجة التصعيد، وقد يشجع إيران على التصرف بأقل حدة في ردها

وفي نهاية مايو الماضي طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل “لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين”، وقبلتها حماس آنذاك. لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة مثل منع عودة من أسماهم بـ”المسلحين الفلسطينيين” من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو الماضي.

ثم أضاف نتنياهو لاحقا شروطا أخرى، من بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا.

وجاء الدفع لاستئناف المحادثات بعدما حمّلت إيران وحلفاؤها إسرائيل مسؤولية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي كان مشاركا في المفاوضات لوقف إطلاق النار.

وتعهدت إيران بالرد على إسرائيل، فيما أرسل بايدن تعزيزات إضافية من القوات الأميركية إلى المنطقة، لكنه انتقد في الوقت نفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب توقيت الاغتيال. ويعتقد الأميركيون أن تسريع المفاوضات بشأن التهدئة بين إسرائيل وحماس ولو عبر وسطاء قد يحد من موجة التصعيد، وأنه قد يشجع إيران على التصرف بأقل حدة في ردها.

وقال ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين إن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد إيران المباشر على إسرائيل هو التوصل في المحادثات المأمولة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها سيشنون هجوما مباشرا إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات.

وقالت المصادر، شريطة عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية الأمر، إنه مع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد مقتل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شُكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية والولايات المتحدة في الأيام الماضية حول سبل الرد على إسرائيل وحجمه.

1