غياب المنظمات المختصة في تقديم الخدمات والرعاية يعمق مأساة الأطفال الأيتام في سوريا

الكثير من الأطفال الأيتام يعيشون حياة أقرب إلى التشرد في ظل عجز أقاربهم عن تعويض غياب آبائهم وأمهاتهم.
الجمعة 2022/04/22
الحرب حولت الكثير من الأطفال إلى يتامى

دمشق ـ خلفت الحرب السورية المستمرة منذ عام 2011 عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام بعد أن أزهقت أرواح آبائهم وأمهاتهم، وتركتهم يعيشون حياة قاسية دون توفير الحد الأدنى لكفالتهم.

ويعيش الكثير من الأطفال الأيتام في مخيمات النزوح بالشمال السوري، حيث تتفاقم المعاناة المعيشية في ظل غياب ذويهم وعدم استطاعة أقاربهم رعايتهم وكفالتهم.

وتتعمق مأساة الأطفال الأيتام مع غياب المنظمات المختصة بتقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم، ما يجعلهم في مرمى نيران الظروف المعيشية الصعبة.

وقال الصحافي المهتم بالشؤون الإنسانية بسوريا محمد العبدالله إن أزمة رعاية الأطفال الأيتام تعد واحدة من أكبر المشاكل التي تعيشها المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وأضاف في تصريح للأناضول أن الكثير من الأطفال الأيتام يعيشون حياة أقرب إلى التشرد في ظل عجز أقاربهم عن تعويض غياب آبائهم وأمهاتهم، مشيرا إلى أن بعض المنظمات تبذل جهودا كبيرة لكفالة أيتام، لكنها لا تزال محدودة.

6.7 مليون سوري تحولوا إلى لاجئين بحسب بيانات سابقة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

وتابع العبدالله “من الصعب جدا شمول الغالبية العظمى من الأطفال الأيتام في سوريا ضمن نظام الكفالة، فهناك عدد كبير منهم تحولوا إلى مشردين لا يمكن التنبؤ بمستقبلهم”.

كما دعا المنظمات الدولية إلى إيلاء الأطفال الأيتام في سوريا اهتماما أكبر، من خلال تأسيس منظومة كاملة لاستيعاب جميعهم وإعادة تأهيلهم، قبل أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة تنذر بكارثة اجتماعية ضخمة.

والتقت “الأناضول” عددا من الأطفال الأيتام الذين حالفهم الحظ بالكفالة داخل دار رعاية، بعد أن فقدوا ذويهم في قصف النظام للأحياء السكنية.

وقال الطفل يتيم محمود (9 سنوات) “والدي كان يلعب معي ويأخذني للحدائق قبل أن يقتل في قصف جوي على منزلنا”.

وأضاف محمود وهو يلعب مع أصدقائه في دار الرعاية “من الصعب الحياة دون أب أو أم.. أرى الأطفال في الشارع يتجولون مع والديهم وأتحسر على فقدان أبي وأمي”.

فيما أوضحت الطفلة ميلاس (9 سنوات) من حلب، أنها تعيش بلا معيل منذ 6 سنوات بعد مقتل والدها في قصف على مدينتها، قائلة “أقضي وقتي في الرسم واللعب مع أقراني في دار الرعاية”.

وقالت ميلاس إن فقدان والدها تسبب لها في حزن كبير، فهي لا تزال تتذكره حتى الآن.

وأشارت الطفلة ماريا (7 سنوات) إلى أن والدها قتل في قصف على مدينة سراقب بريف إدلب شمالي سوريا.

Thumbnail

وقالت ماريا “كان والدي يهتم بنا كثيرا، ويشتري لي ملابس جميلة وحلوى.. أنا أشتاق إليه كثيرا وأقبل صوره، وأتمنى لو كان حيا”.

وأضافت أنها عندما تشعر بالخوف تلجأ إلى احتضان أخيها الصغير الذي لم ير والده، مشيرة إلى أن أباها كان يحبها كثيرا وكان يلعب معها وكانت تنام على صدره.

ومضت ماريا قائلة “كانت حياتي جميلة جدا عندما كان والدي حيا، فأنا أتذكره عندما أسمع ضجيجا من حولي.. أريد أن أصبح طبيبة في المستقبل لأداوي المرضى”.

واندلعت الاشتباكات الدامية بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى “الجيش السوري الحر” مطلع عام 2012، بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السلمية.

وحسب بيانات سابقة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن “6.7 مليون سوري تحولوا إلى لاجئين”.

17