غياب الترجمة يحرج وزير الخارجية العراقي مع نظيره التركي

شكل الإرباك الذي حصل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية العراقي مع نظيره التركي إحراجا للعراقيين، الذين هاجم العديد منهم على مواقع التوصل الوزير، وطالبوا برحيله، متهمين إياه بالعجز عن إدارة أبسط التفاصيل فكيف بتولي مهمة الإشراف على السياسة الخارجية.
بغداد - شهد المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء الثلاثاء بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره التركي هاكان فيدان في مقر وزارة الخارجية العراقية حالة من الفوضى والإرباك، بعد التفطن لغياب الترجمة الفورية للوزير الضيف مع بدء الوزير العراقي التحدث والترحيب به.
وأثار ما حصل إحراجا كبيرا للوزير حسين، فيما تهاطلت ردود الفعل العراقية الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين إذا كانت الوزارة عاجزة عن تنظيم مجرد مؤتمر صحفي، فكيف الحال بإدارة سياسة البلد.
وقال معلقون من الواضح أنه لم يكن هناك أيّ تحضير أو استعداد لعقد المؤتمر الصحفي، مع أن زيارة المسؤول التركي كانت مقررة منذ فترة، وهذا يعكس العقلية التي تدار بها البلاد خلال العقدين الأخيرين.
ودعا رواد لمواقع التواصل الاجتماع الوزير العراقي إلى الاستقالة عبر تفعيل هاشتاغ #فواد_حسين_ارحل_خزيتنا.
وقال الكاتب السياسي المستقل كريم الكرعاوي في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”:
Grawee22@
المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري الخارجية التركي والعراقي تحول إلى موقف محرج للضيف والمضيف وشكل إساءة للدبلوماسية العراقية عندما بقى الوزير التركي مطرقا وينتظر ترجمة كلمة وزير خارجية العراق إلى اللغة التركية عندما اكتشف عدم وجود مترجم.
وعلق عراقي الولاء عبر حسابه على “إكس”:
BvhsAl@
فضيحة دبلوماسية أخرى وتخبط واضح وفشل ذريع لوزارة الخارجية العراقية أثناء عقد المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية الجمهورية التركية ( هاكان فيدان – Hakan Fidan) في مقر الوزارة ببغداد.
♦️ غياب المترجم، المعضلة الكبرى التي أدت إلى تدخل وكيل الوزارة محمد بحر العلوم وموظفين آخرين ومرافقي الضيف التركي لحلها!
?علما أن الدعوة وجهت من قبل وزارة الخارجية منذ فترة طويلة، مما يكشف عن فشل في الإدارة وتراكم الأخطاء، من قبل كبار المسؤولين في الدولة، فكيف بالملفات الحساسة الأخرى.
♦️ مما يؤكد مجدداً، أن الخراب في #العراق المُبتلى مستمر، وأن الوعود الحكومية والبرلمانية بوضع حد لهذه المهازل التي أضرت بحقوق العراق وسمعته وسيادته، ليست سوى تخدير للرأي العام.
وفي بث مباشر للمؤتمر استهل وزير الخارجية العراقي وبجانب نظيره التركي كلمته بالترحيب بالضيف قائلا “أشكره على تلبية الدعوة، وهذه الزيارة الأولى له كوزير خارجية، لكنه سبق أن زار العراق مرات عديدة وعديدة فمرحبا به بين أهله في مدينة بغداد”، ليتضح من ردود فعل الوزير التركي أنه لم يسمع كلمات الشكر والترحيب.
وحينما أدرك الوزير حسين الوضع اتجه إلى أحد المسؤولين الموجودين في الغرفة، مكررا السؤال باللهجة العراقية “أكو (هل هناك) ترجمة؟”، وهو ما خلق حالة من الإرباك قبل أن يتم تجاوز الأمر ويجري استكمال المؤتمر.
وقال إبراهيم الجبوري في تغريدة على منصة “إكس”:
ibrahimaljubo11@
مسألة بسيطة وهي الترجمة الفورية مو گادرين يضبطوها، لكن هذه الفضيحة تأبى إلا أن تتكرر أمام الضيوف حتى يعرفون هذا البلد مو دولة الآن… لذا نقول: #فواد_حسين_ارحل_خزيتنا
وعلق إبراهيم القيسي:
alialqaisa68@
#فواد_حسين_ارحل_خزيتنا وزارة الخارجية العراقية خزي وعار وفضيحة.
وفي مقابل الانتقادات والمطالبات بإقالة وزير الخارجية، دافع البعض عنه، معتبرين أن ما حصل مجرد خلل تقني يحصل في كل الدول، مستذكرين الإرباك الذي جد خلال مؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مصر في العام 2019، فيما حمّل آخرون مدير مكتب الوزير العراقي ومدير المراسم مسؤولية ما حدث من إحراج.
وقال أبوغيث الححلي التميمي في تعليق له “مدير مكتب الوزير ومدير المراسم في الوزارة هما المسؤولان عن ذلك، ولكن إذا كان الواحد منهما لا يفقه بالعمل الدبلوماسي والبروتوكولات الدبلوماسية وبعيدا كل البعد عن ذلك فحتمًا تحدث مثل هذه الفضائح الدبلوماسية والتخبط الإداري في الوزارة”.
ويبدو أن الحظ العاثر يلاحق الوزير فؤاد حسين في المؤتمرات الصحفية، حيث سبق وأن تعرض في فبراير الماضي إلى وعكة صحية مفاجئة خلال مؤتمر صحفي عقد بمبنى الوزارة ما اضطره للمغادرة قائلا “متأسف”.