غياب البيئة الاستثمارية في العراق يجبر شركات النفط العملاقة على الانسحاب

وزير النفط العراقي: "بريتش بتروليوم" تفكر في الانسحاب من العراق ولوك أويل تريد بيع حصتها.
الأحد 2021/07/04
بيئة الاستثمار غير متوفرة

بغداد - حذر وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار السبت من أن البيئة العراقية لم تعد مناسبة لاستقطاب الشركات الكبرى، حيث كشف عن سلسلة قرارات اتخذتها كبريات شركات التنقيب الأجنبية المستثمرة في قطاع النفط العراقي.

وقال عبدالجبار في مقطع مصور بُث السبت على صفحة الوزارة على فيسبوك إن شركة "بريتش بتروليوم" تفكر في الانسحاب من العراق.

وتابع "شركة 'لوك أويل' الروسية أرسلت إشعارا رسميا يفيد بأنها تريد بيع حصتها في حقل غرب القرنة - 2 لشركات صينية".

وعزا وزير النفط العراقي ذلك إلى أن "البيئة الاستثمارية الموجودة في العراق غير مناسبة للحفاظ على المستثمرين الكبار"، موضحا أن "المستثمر إما يبحث عن سوق أخرى وإما يبحث عن شريك آخر".

وقالت مصادر بوزارة النفط إن هذه التصريحات أدلى بها عبدالجبار خلال جلسة برلمانية في 29 يونيو الماضي، تمت دعوة عبدالجبار إليها.

ويأتي تفكير "بريتش بتروليوم" في الانسحاب بسبب اعتزام الشركة البريطانية على فصل عملياتها في العراق لتكون شركة مستقلة، مع سعي شركة النفط العملاقة لتحويل تركيزها إلى استثمارات منخفضة الكربون، وفق ما كشفته صحيفة "جورنال ستريت" في يونيو الماضي.

وأضاف التقرير أن حق إدارة حقل الرميلة في العراق سينتقل إلى الشركة الجديدة، وستكون مملوكة بالشراكة أيضا مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية.

ويأتي ذلك مع سعي شركات النفط العملاقة إلى التوسع في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث قامت توتال الشهر الماضي بتغيير اسمها إلى "توتال إنرجي" لتعكس الهوية وعمليات الشركة الجديدة.

وتعهدت وزارة الدفاع العراقية في يونيو الماضي بتأمين حقول النفط وتسهيل عمل الشركات النفطية الأجنبية في محافظة البصرة جنوبي البلاد.

وقال قائد عمليات البصرة اللواء الركن علي الماجدي إن "قيادة عمليات البصرة اتخذت عدة إجراءات أمنية لتسهيل عمل الشركات النفطية، وسنقوم بتعزيز الوجود الأمني وإرسال قوات إضافية لجميع الحقول والمنشآت النفطية".

وأوضح الماجدي أن "الوضع الأمني في محافظة البصرة جيد ولا يتأثر بأي تأثيرات جانبية من الناحية الأمنية، ونحن على اطلاع كامل على الملف الأمني، بصفتنا قائد العمليات، ولا داعي للقلق والخوف".

وكانت شركة "إكسون موبيل" الأميركية أجلت موظفيها من حقل غرب القرنة 1 النفطي العراقي مايو 2019، بسبب تهديدات أمنية، ثم عادت واستأنفت العمل في الحقل النفطي بعد نحو شهر، إثر تعهد عراقي بتوفير الحماية.

و"إكسون موبيل" هي المقاول الرئيس في اتفاق طويل الأجل مع شركة نفط الجنوب العراقية، لتطوير وإعادة تأهيل حقل غرب القرنة النفطي رقم 1 وزيادة الإنتاج.

وزادت مخاوف شركات النفط الأجنبية جنوب العراق من تهديدات الجماعات المسلحة العراقية المرتبطة بإيران، بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي في يناير 2020.