الرياض – حظي سوق التكنولوجيا المالية في السعودية بدعم كبير من بنك غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي حينما ضخ في منصة تمارا تمويلا هو الأعلى بالنسبة إلى الشركة الناشئة المملوكة للصندوق السيادي.

ويأتي حصول شركة التكنولوجيا المالية على تسهيلات دين بقيمة 150 مليون دولار من غولدمان ساكس في تحد لتباطؤ التمويل في قطاع رأس المال الاستثماري العالمي.

وتأسست تمارا قبل أقل من ثلاث سنوات، وبرزت كواحدة من الشركات الرائدة في منطقة الخليج “اشتر الآن، وادفع لاحقًا”، حيث جمعت 366 مليون دولار من الديون والأسهم.

وتعد تشيك آوت دوت كوم، وهي واحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة في أوروبا، من بين مستثمري تمارا التي استطاعت في وقت وجيز جذب ما يزيد عن 6 ملايين زبون ونجحت في ضم نحو 4 آلاف متجر، مما أسهم في ارتفاع إيراداتها بنحو 10 أضعاف.

وكانت المنصة قد جمعت في أغسطس الماضي ديونا بقيمة مئة مليون دولار بقيادة مجموعة من المستثمرين، وفي مقدمتهم إنديفور كاتاليست وسنابل للاستثمار وكوتوي وشروق بارتنرز.

وفي العام 2021 تمكنت تمارا التي لم تكشف حتى الآن عن قيمتها في السوق من اقتراض قرابة 110 ملايين دولار، وبفضل أعمالها أصبحت واحدة من أكبر الشركات الناشئة تمويلاً في السعودية، ومن أضخمها في المنطقة العربية.

وذكرت الشركة في بيان أنها ستستخدم التمويل الذي حصلت عليه من غولدمان ساكس والذي تقول إنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط للتوسع عبر خطوط الإنتاج في التسوّق والمدفوعات والخدمات المصرفية.

ويأتي التسهيل الممنوح من غولدمان ساكس في وقت تكافح فيه الشركات الناشئة حول العالم ظروفاً صعبة بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة. كما تسبب انهيار سيليكون فالي بنك في زيادة الصدمات التي يتعرض لها القطاع.

وقال عبدالمجيد الصيخان الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك إلى جانب تركي بن زرعه وعبدالمحسن البابطين لشركة تمارا إن “قطاع التكنولوجيا المالية يمر بتحوّل سريع، كما أنه استقبل استثمارات عالمية كبيرة في السنوات الأخيرة”.

وأشار إلى أن حكومات دول الخليج العربي، وخاصة السعودية، تواصل إظهار نمو قوي على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الكلي العالمي. ولدى الشركة الناشئة التي يقع مقرها في الرياض وأكثر من 350 موظفاً في مكاتبها في السعودية والإمارات ومصر وألمانيا وفيتنام.

وتسهل تمارا المدفوعات لآلاف من التجار، بما في ذلك العلامات التجارية مثل أيكيا وأتش.آند.أم. كما أنها ما تزال ترى إمكانات كبيرة للنمو في المنطقة، والتي يتأخر فيها تزايد استخدام بطاقات الائتمان مقارنة بالأسواق الأكثر نضجاً.

وتعد المنصة من أولى الشركات المالية المقدمة لخدمة الشراء الآن والدفع لاحقا والتي تم تسجيلها في برنامج ساند بوكس التابع للبنك المركزي السعودي.

ويقول مؤسسوها إنها المزوّد الأسرع نموا لهذه الخدمة في السوق المحلية مع زيادة قاعدة مستخدميها بنسبة تصل إلى 180 في المئة وزيادة حجم المعاملات بنسبة 170 في المئة شهريا.

وتشير بيانات البنك المركزي إلى أن عدد المنصات التقنية المالية الناشطة في السوق السعودية يبلغ 147 شركة محلية وعالمية.

وعلى الصعيد الإقليمي، تنافس تمارا شركات أخرى في المنطقة أمثال تابي ومقرها في دبي والتي اجتذبت أيضاً رؤوس أموال أجنبية كبيرة، بما في ذلك من مستثمرين مثل سيكويا كابيتال إنديا.

وبلغ تقييم تابي في جولة تمويل نحو 700 مليون دولار، وكانت قد بلغت قيمتها 58 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام.