غوغل تحذف لعبة إلكترونية تركية تدعو إلى قتل اللاجئين السوريين

أسفل صفحة اللعبة كُتبت عبارة "احم حدودك. .لا تدعهم يمرون.. ركز على الهدف وانطلق.. اترك الباقي للشاحنات".
الاثنين 2023/05/29
من يدفع الثمن

أنقرة - حذف متجر “غوغل بلاي” لعبة إلكترونية، طورها مبرمجون أتراك، تدعو إلى طرد وقتل اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك بعد أن أثارت اللعبة انتقادات واسعة بين ناشطين واللاجئين أنفسهم.

وحملت اللعبة، قبل حذفها، اسم “Zafer Tourism”، وقام خمسة آلاف شخص بتحميلها. وحصلت على تقييم 3.9 على المتجر نفسه.

اللعبة التي طرحها أستوديو “غاكروكس” قبل أشهر تقوم على منع اللاجئين من الاقتراب من الحدود، إذ يجب على اللاعب أن يرميهم باتجاه شاحنات تسير بالاتجاه المعاكس لخط سيرهم. وفي حال السماح لعدد معين منهم بالعبور، فإن اللاعب يخسر اللعبة، ويتحول العلم الموجود في أعلى الشاشة إلى علم يحمل رسوما للاجئين.

وفي أسفل صفحة اللعبة على غوغل بلاي، كُتبت عبارة “احم حدودك. لا تدعهم يمرون. ركز على الهدف وانطلق. اترك الباقي للشاحنات”، كما كتب أيضا على الصور المرفقة “قبل أن يعبر اللاجئون الحدود، ادعسهم بالشاحنات واقذفهم”.

وأبلغ ناشطون سوريون عن اللعبة المسيئة لدى متجر غوغل، وكتب الصحافي السوري حسام حمود في تغريدة له باللغة الإنجليزية على تويتر:

ووضع حمود رابط اللعبة للإبلاغ عنها، ليرد حساب “غوغل بلاي” على تويتر على الصحافي السوري، قائلا:

وكانت اللعبة موجودة على متجر غوغل منذ سبتمبر العام الماضي دون أن تثير الانتباه.

وفي اليوم التالي، تم حذف اللعبة من متجر غوغل. وانتقدت مواقع سورية اللعبة الإلكترونية التي يقوم فيها “اللاعب” باستخدام منجنيق يرمي اللاجئين تجاه شاحنات، للعودة بهم إلى الحدود.

ووصف السوريون اللعبة في تقييماتهم على متجر غوغل بالعنصرية. وكتب أحدهم “هذا عار عليكم”.

ويشبه اسم اللعبة – “الظفر للسياحة” – اسم شركة “Zafer Turizm” الوهمية المتخصصة بترحيل اللاجئين، والتي ظهرت في أحد الإعلانات الدعائية لحزب “الظفر” التركي، إلا أن مسؤولي أستوديو “غاكروكس” نفوا أي علاقة تربطهم بالحزب أو رئيسه أوميت أوزداغ.

وأرجع مسؤولو “غاكروكس” الجدل المثار حول اللعبة إلى كلمة “اللاجئين” التي تظهر في بعض الصور والوصف المصاحب للعبة على “غوغل بلاي”، مؤكدين أنهم لم يشجعوا على “العنصرية أو التمييز أو الجريمة” في أي من الألعاب التي طرحوها سابقا.

ووعد القائمون على “غاكروكس” بإعادة طرحها بعد حذف ما يتعلّق باللاجئين.

وكان أوزداغ نشر في يناير الماضي مقطعا مصورا للحملة، داعيا الأتراك إلى التبرع عبر شراء بطاقات لترحيل اللاجئين، قائلا “بدأت مبيعات التذاكر الخاصة بنا لرحلات ‘الظفر للسياحة’ باتجاه واحد إلى دمشق، اكتب الاسم الذي تريد إرساله ودعنا نحجز مقعدا له”.

وفي الإعلان، يصطف مواطنون راغبون في إعادة اللاجئين في طابور للتبرع وشراء تذاكر مغادرة إلى دمشق لعدد من الشخصيات التركية المعروفة بدفاعها عن قضايا اللاجئين، مثل الصحافية ناغيهان آلتشي والصحافي عبدالرحمن أوزن، إلى جانب الناشط السوري محمد حمو الحاصل على الجنسية التركية.

وتصاعد الخطاب المعادي للاجئين السوريين في تركيا مع دخول السباق الانتخابي الرئاسي أيامه الأخيرة وتركيزه على “ترحيل اللاجئين” لكسب الأصوات.

وطالت العنصرية حتى السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، إذ تم تداول مقطع فيديو لمواطن تركي يصف اللاجئين بعبارات نابية. ويتداول الأتراك  هذا الفيديو بطريقة عنصرية مع كمية من الشتم وأوصاف يعجز العقل عن فهمها، وفق ما يقول مغردون.

 وعلق مغرد على الفيديو:

وتنشر فيها أحزاب المعارضة التركية إعلانات ضد اللاجئين السوريين،.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” أن لاجئا يدعى صالح سبيكة، البالغ من العمر 28 عاما، قتل في نفس اليوم الذي ظهرت فيه ملصقات انتخابية في إسطنبول تعد الأتراك بترحيل السوريين.

وأشارت الصحيفة إلى أن لقطات كاميرات المراقبة أظهرت عراكا بين الشاب السوري وزميله التركي في العمل الساعة العاشرة صباحا، قبل أن يغادر الشاب التركي ويعود بعد وقت قصير بسكين ليطعن الضحية في صدره. وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى وتم إدراج سبب الوفاة على أنه “إصابة في العمل”.

ونقلت الصحيفة عن طه الغازي، وهو ناشط قانوني من شرقي سوريا، قوله إن جريمة الكراهية المحتملة هي رابع قضية من نوعها هذا الشهر، مشيرا إلى أن الضحايا عادة ما يكونون من الشباب أو الأطفال.

ووصفت القنوات الإعلامية الرئيسية، وخاصة تلك التي تدعمها المعارضة، اللاجئين بأنهم “غزاة”، وجادلت، دون دليل، بأن السوريين كانوا يأخذون الوظائف من الأتراك.

ونشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا أعدته من إسطنبول روث مايكلصن ودينيز بارز نار، قالتا فيه إن المعارضة التركية أثارت خطاب الكراهية ضد المهاجرين السوريين على أمل الفوز بالرئاسة في الجولة الثانية.

وتقول إيما سينكلير ويب، مديرة مكتب هيومان رايتس ووتش في تركيا، إن “المشاعر تجاه السوريين بدأت تتغير بشكل حاد منذ (أحداث أنقرة) في أغسطس عام 2021 عندما قُتل مواطن تركي على يد لاجيء سوري طعنا، وأسفر ذلك عن أعمال عنف واسعة استهدفت ممتلكات السوريين هناك وخاصة في حي ألتن داغ”.

ومع اندلاع المشاعر المعادية للاجئين في تركيا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في طليعة مقدمي المعلومات المضللة التي تستهدف المهاجرين. ويشير خبراء إلى أن الحسابات المجهولة على منصات التواصل مسؤولة بشكل أساسي عن تأجيج العنف تجاه اللاجئين.

وأوضح الباحث في جامعة إسطنبول بكير بيرات أوزبيك، أن الأخبار المتعلقة بالسوريين في وسائل الإعلام التركية بعيدة عن الحياد.

5