غوغل تحذف تطبيقا إيرانيا يدعي تتبّع فايروس كورونا

ناشطون يتهمون الحكومة الإيرانية باستغلال ذعر المواطنين من انتشار فايروس كورونا لخداعهم ودفعهم لتثبيت التطبيق وجمع أرقام الهواتف وبيانات مواقعهم الجغرافية.
الأربعاء 2020/03/11
جمع نقاط بيانات مواقع الأشخاص

واشنطن - أعلنت شركة غوغل عن إزالة تطبيقِِ يسمى “AC19” مخصص لنظام أندرويد من متجرها الرسمي “غوغل بلاي” طورته الحكومة الإيرانية لاكتشاف وتتبع إصابات فايروس كورونا “كوفيد-19″، بعد اتهامات للحكومة باستخدام التطبيق لجمع بيانات المستخدمين.

واتهم العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة الإيرانية باستغلال ذعر المواطنين من انتشار فايروس كورونا لخداعهم ودفعهم لتثبيت التطبيق وجمع أرقام الهواتف وبيانات مواقعهم الجغرافية.

وقال لوكاس ستيفانكو الباحث في مجال البرامج الضارة ضمن نظام أندرويد في شركة الأمن “إيست”، بعد ظهور الاتهامات “بناءً على تحليل التطبيق وسلوكه، فإنه ليس خبيثا أو برنامج تجسس، ولا يحتوي على أي سلوك مشبوه”.

وذكرت البوابة العربية للأخبار التقنية، أن المصادر أشارت إلى أن شركة غوغل أزالت التطبيق تنفيذًا لسياسات متجرها بسبب المزاعم المضللة التي ساقها التطبيق والمتمثلة في الكشف عن إصابات فايروس كورونا، وهو أمر مستحيل من خلال التطبيق، إذ يُجري مرضى فايروس كورونا المشتبه بهم اختبارات وتُؤَكد إصابتهم بعد إجراء تحليل ميكروبيولوجي لعيّنة مأخوذة من الحنجرة.

وكانت الحكومة الإيرانية قد أطلقت التطبيق في الأسبوع الماضي، ووفرته من خلال موقع ويب مخصص ومتجر غوغل بلاي الرسمي ومتاجر التطبيقات الأخرى، وذلك بعد أن أصبحت إيران واحدة من أكثر البلدان تأثرًا في العالم بفايروس كورونا المستجد، ومواجهتها أزمة صحية وطنية.

وأرسلت وزارة الصحة الإيرانية رسالة نصية قصيرة إلى جميع الإيرانيين بعد إصدارها للتطبيق تحثهم من خلالها على تثبيت التطبيق للتحقق من الأعراض المحتملة للفايروس. ويسمح التطبيق للمستخدمين بالتسجيل باستخدام رقم الهاتف، ومن ثم يطلب من الإيرانيين الإجابة على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بأعراض فايروس كورونا.

والهدف من التطبيق هو السماح للإيرانيين بتحديد ما إذا كانت لديهم أعراض حادة، وذلك لمنع المواطنين من إغراق المستشفيات المحلية دون داع. ومع ذلك، يطلب التطبيق وصولًا إلى تفاصيل الموقع الجغرافي في الوقت الفعلي، والتي تُنقل فورًا إلى الخادم المتصل بالتطبيق.

وبالرغم من أن التطبيق يطلب الوصول إلى معلومات الموقع الجغرافي من خلال أذونات رسمية يجب على المستخدمين الموافقة عليها، إلا أن المخاوف ظهرت بعد معرفة أن التطبيق طورته شركة “سمارت لاند ستراتيجي”، والتي سبق أن طورت تطبيقات أخرى للنظام الإيراني أثارت شكوكا بشأن التجسس.

وطورت هذه الشركة سابقًا نسختين من تطبيق تليغرام باسم “غولد تليغرام” و”هوتغرام”.

وأزالت شركة غوغل التطبيقين من متجرها بناءً على اتهامات بجمع بيانات المستخدم سرًا، وادعت التقارير في ذلك الوقت أن الشركة طورت التطبيقات بناءً على طلب من وكالات الاستخبارات الإيرانية.

وبدأت في الآونة الأخيرة العديد من شركات التكنولوجيا، مثل آبل وغوغل وفيسبوك، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتوى المرتبط بفايروس كورونا، وخاصةً تلك التي تتظاهر بتقديم خدمات الكشف والعلاجات المزيفة أو غيرها من المحتويات المضللة.

ويقول معارضون إيرانيون إن الحكومة الإيرانية يمكن أن تستخدم الذعر حول فايروس كورونا لخداع الملايين من الإيرانيين لتثبيت التطبيق وجمع تفاصيل الأجهزة والمواقع، ومن ثم تثبيت البرامج الضارة على الأجهزة من خلال تحديث لاحق.

وذكر محمد جواد آذري جهرمي وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني، في تغريدة نشرها على حسابه، أن الحكومة جمعت حتى الآن نقاط بيانات المواقع لأكثر من أربعة ملايين إيراني بمساعدة التطبيق.

18