غوغل بلس فشل رقمي آخر لغوغل

منذ إطلاق غوغل بلس تتابعت دلائل الإخفاق من سوء أدائه وضعف قدرته على منافسة مواقع التواصل الأخرى، وتأكدت التكهنات بفشله بعد إعلان غوغل الأخير عن إيقافه.
الاثنين 2019/02/04
إغلاق غوغل بلس بسبب ثغرة أمنية أدت إلى تسريب معلومات سرية لمستخدمين

واشنطن- أعلنت شركة غوغل أنها ستوقف خدمة غوغل بلس بحلول أبريل المقبل. وبعد أن كان غوغل بلس يمثل فشلا رقميا ضخما، أصبح الآن صداعا تنظيميا لغوغل، مما حدا بها إلى القيام بالحل الأسهل.

وقالت الشركة إنه بداية من 4 فبراير، لن يتمكّن مستخدمو غوغل من إنشاء أي صفحات أو مناسبات أو حسابات شخصية جديدة على خدمتها “غوغل بلس”.

ويأتي ذلك في إطار ما أعلنته غوغل الأربعاء الماضي بشأن المراحل التي ستتبعها لإغلاق خدمة “غوغل بلس”، بعدما أعلنت في أكتوبر 2018 عن اكتشاف ثغرة أمنية أدت إلى تسريب معلومات سرية لما يقارب 500 ألف مستخدم، وهو ما قد يصل تأثيره إلى الوصول للمعلومات الخاصة لحوالي 438 تطبيقا مرتبطا بهذه الحسابات.

وحدث الاختراق في مارس 2018 لكن فضلت الشركة في البدء عدم الإفصاح عنه. وتكتم مكتب الخصوصية وحماية البيانات، وأكد في بيان “لم يتضح أن أحدا قد وصل إلى بيانات المستخدمين”، ثم سرعان ما اعترفت شركة غوغل بالاختراق الأمني واكدت إغلاق التطبيق.

ولفتت الشركة إلى أنّها “ستبدأ بحذف التعليقات من مصادر مختلفة في 4 فيراير، وهذه العملية ستتواصل حتى 2 أبريل، على أن تقوم في هذا اليوم بحذف جميع المواد الخاصة بمستخدمي الخدمة، بما فيها الصور والفيديوهات الموجودة على الصفحات أو الألبومات وغيرها من البيانات”.

غوغل بلس تعد أحدث شبكة اجتماعية من غوغل تدخل إلى مقبرة وادي السليكون
غوغل بلس تعد أحدث شبكة اجتماعية من غوغل تدخل إلى مقبرة وادي السليكون

إلى ذلك، فقد كشفت غوغل أنّها “ستبقي على بعض المواد المرتبطة ببعض القضايا”، موضحة أنّها “وفرت للمستخدمين دليلا تفصيليا يشرح لهم كيفية إنشاء أرشيف خاص بهم للحصول على بياناتهم والمواد الخاصة بهم قبل حذفها”.

وأشارت الشركة إلى أن “الصور والفيديوهات التي سيتم تخزينها على خدمة ‘غوغل فوتوز” لن يتم حذفها”، لافتة إلى أنه “إذا كان المستخدم قد اسـتعمل بيانات الدخول لحسابه على ‘غوغل بلس” للاشتراك في خدمات ومواقع أخرى، فإن هذه الاشتراكات ستتوقف أيضا”.

وقد أظهر غوغل بلس عموما لاسيما في الفترة الأخيرة انخفاضا في الاستخدام والمشاركات، وفشل في تحقيق اعتماد واسع من قبل المستهلكين والمطورين. ووفقا لغوغل نفسها فإن 90 بالمئة من المستخدمين لا يمضون بالخدمة سوى خمس ثوان فقط الأمر الذي أنـذر بالخطر.

وأكد خبراء أن زوال غوغل بلس سيترك تأثيرا كبيرا على الشركة والطريقة التي تستخدم بها البيانات. واستجابة لهذا الحدث فقد أعلنت غوغل أنها سوف تعزز أمان المستخدم من خلال الحد من مطوري الجهات الخارجية أو منعهم من الوصول إلى بيانات المستخدمين وسجلات المكالمات ومعلومات الاتصال.

ويعد غوغل بلس أحدث شبكة اجتماعية من غوغل تدخل إلى مقبرة وادي السليكون، ففي عام 2004 أطلقت الشركة شبكة اجتماعية تسمى “أوركيت” Orkut، اكتسبت قاعدة مستخدمين كثيفة في الهند والبرازيل، ثم تم إغلاقها في سبتمبر 2014، كما واجه غوغل بوز Google Buzz مخاوف الخصوصية في غضون أيام من ظهوره في 2010، مما أدى إلى اتهام الشركة بانتهاك سياسات الخصوصية وخداع المستخدمين، وقدم المستخدمون دعوى جماعية ضد الشركة، نتجت عنها تسوية بقيمة 8.5 مليون دولار.

وفي عام 2011 تم إطلاق غوغل بلس كمحاولة يائسة لمنافسة الشبكات الاجتماعية الأخرى على غرار فيسبوك وتويتر. ومنذ إطلاقه تتابعت دلائل الإخفاق من سوء أدائه وقلة استخدامه وضعف قدرته على منافسة مواقع التواصل الأخرى، وتأكدت التكهنات بفشله بعد إعلان غوغل الأخير عن إيقافه.

19