غوص سريع في بحار التاريخ وراء اعتراف ترامب بضم إسرائيل للجولان

الرئيس الأميركي يقول إنه اتخذ قراره بشكل سريع في ظل انشغاله بقضايا سياسية أخرى تتعلق بالصين وكوريا الشمالية.
الأحد 2019/04/07
ترامب لم  يقدم تفاصيل تتعلّق بصفقة القرن 

لاس فيغاس - لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصرا على أحقية إسرائيل في أراضي الجولان المحتل بحيث لا يدخر أي فرصة إلا للتأكيد على صواب قراره الذي أدخل العالم في صدمة وأثار جدلا وغضبا واسعين على الساحة الدولية.

وقال ترامب السبت إنه اتخذ القرار المثير للجدال بالاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1981 بعد تلقيه درسا سريعا في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف.

وقد أثار قرار الرئيس الأميركي بشأن الاعتراف بالجولان السوري المحتل أرضا إسرائيلية ردود فعل دولية وعربية واسعة.

وقال ترامب أمام تجمع الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيجاس إنه اتخذ هذا القرار السريع خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط ومن بينهم ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل وصهره جاريد كوشنر.

وأضاف وسط ضحك من الحاضرين بلاس فيغاس "قلت أيها الزملاء اسدوا لي معروفا. حدثوني قليلا عن التاريخ بشكل سريع. تعرفون لدي أمور كثيرة أعمل بشأنها: الصين وكوريا الشمالية".

ويطلب ترامب عادة إحاطته بالأمور بشكل سريع ومركز ويشتهر بإعادة سرده الروايات بشكل يتضمن بعض الخيال.

وتوجه خطوة ترامب الجديدة ضربة قوية لعهود طويلة من السياسة الأميركية التي التزمت بعدم اتخاذ أي قرار يتنافى والقرارات الأممية في ما يتعلق بالجولان والقضية الفلسطينية.

ويستبعد محللون أن يتراجع الرئيس الأميركي عن توجهه، رغم الضغوط الدولية والعربية المنتقدة والمستنكرة لهذه الخطوة التي تعد انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية.

وتنتهك خطوة ترامب قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار ضم إسرائيل لها عام 1981، ويعتبره باطلا ولا أثر قانونيا له.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ترامب الشهر الماضي. ووقع ترامب خلال اجتماعهما في 25 مارس على إعلان باعتراف الولايات بالجولان أرضا إسرائيلية في تخل مثير عن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين.

ومرتفعات الجولان هضبة استراتيجية تبلغ مساحتها حوالي 1200 كيلومتر مربع. واستولت إسرائيل عليها من سوريا في حرب عام 1967.

ترامب بكل بساطة : "نتخذ قرارات سريعة. ونتخذ قرارات سليمة"
ترامب بكل بساطة : "نتخذ قرارات سريعة ونتخذ قرارات سليمة"

ونقلت إسرائيل مستوطنين إلى المنطقة التي احتلتها ثم أعلنت ضمها إليها في عام 1981 في إجراء مخالف للقوانين والأعراف الدولية.

 وكان ترامب قد أعلن هذه الخطوة قبل ذلك بأيام على تويتر وفُسرت على نطاق واسع على أنها محاولة لتعزيز نتنياهو الذي يخوض انتخابات في التاسع من أبريل نيسان للفوز بفترة جديدة.

وقال ترامب السبت إنه اتخذ قراره بشكل سريع وأضاف "نتخذ قرارات سريعة. ونتخذ قرارات سليمة".

وعندما سأل ترامب الحاضرين عمن سيكسب الانتخابات الإسرائيلية تعالت صيحات "بيبي". ورد ترامب "أعتقد أنها ستكون متقاربة. شخصان جيدان". ويناضل نتنياهو من أجل بقائه السياسي في مواجهة الجنرال السابق بيني جانتس.

وكان ثلاثة محتجين قد وقفوا على مقاعدهم في وقت سابق لدى بدء ترامب كلمته وهم يصيحون "اليهود هنا كي يقولوا إن الاحتلال طاعون". وسارع باقي الحاضرين بالتشويش عليهم بهتافات "أمريكا. أمريكا". وقام أفراد الأمن بإخراج الثلاثة. وقال ترامب عن المحتجين "سيعادون إلى أمهاتهم وسيتم توبيخهم".

وبدى الرئيس الأميركي السّبت حذرًا إزاء نتائج الانتخابات التشريعيّة الإسرائيليّة، متوقّعًا "اشتداد" المنافسة بين بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس اللذين وصفهما بأنّهما "رجلان صالحان".

وقبل ثلاثة أيّام من الانتخابات، قال ترامب في المؤتمر السّنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس "مَن الذي سيفوز في السّباق (الانتخابي الإسرائيلي)؟ أنا لستُ أدري".

وتابع ترامب "لكنّني كنتُ إلى جانب رئيس وزرائكم في البيت الأبيض للاعتراف بسيادة إسرائيل" على هضبة الجولان السوريّة المحتلّة.

ويُواجه نتانياهو منافسةً صعبة من غانتس في الانتخابات.

وفي خطابه لم يُقدّم ترامب أيّ تفاصيل تتعلّق بالجدول الزّمني لخطّة السّلام بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين التي يعمل البيت الأبيض عليها منذ عامين والتي يُرتقب كشفها في الأسابيع التي تلي الانتخابات الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، جدّد الرئيس الأميركي ثقته في صهره جاريد كوشنر الذي يعمل على هذه الخطة.