غوتيريش يحذر من انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب شاملة

نيويورك - حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي الخميس من أنّ الشرق الأوسط "على شفير" الانزلاق إلى "نزاع إقليمي شامل"، داعيا إلى أقصى درجات ضبط النفس في "لحظة الخطر القصوى هذه"، بينما تأتي تحذيراته على وقع تنامي التوتر بين إيران وإسرائيل مع استمرار الجيش الإسرائيلي في عملياته الدموية في غزة وعزمه اجتياح رفح الحدودية مع مصر والتي تشكل آخر ملاذ لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين الفارين من الحرب.
وقال غوتيريش "في غزة، أدّت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم" على الصعيد الإنساني، مؤكّدا أنّ مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدمّر من "الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية" والجوع.
ولم يطرأ أي جديد يبشر بنهاية قريبة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما لم يهدأ ضجيج التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ما يبقي على حالة التوترات في أوجها وما ينذر بأن أي تحرك من أحد الطرفين قد يشعل فتيل حرب في المنطقة.
وتابع "الشرق الأوسط على شفير الهاوية وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطرا، سواء بالأقوال أو بالأفعال"، مضيفا أنّ "أيّ خطأ في التقدير، أو تواصل سيّئ، أو هفوة، يمكن أن يؤدّي إلى صراع إقليمي واسع النطاق لا يمكن تصوّره وسيكون مدمّرا لجميع المعنيين، ولبقية العالم".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة خصوصا عن إدانته للهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، مشددا على أنّ "لحظة الخطر القصوى هذه يجب أن تكون لحظة ضبط نفس قصوى".
وأضاف "لقد حان الوقت لإنهاء حلقة الأعمال الانتقامية الدموية"، مشدّدا على أنّنا "نتحمّل سويا مسؤولية مواجهة هذه المخاطر وإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية... بدءا من غزة".
وأعرب عن إدانته الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مكررا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
ولفت غوتيريش أيضا إلى أنّ "حصيلة القتلى هائلة وغير مسبوقة، من حيث الوتيرة والحجم، منذ أن أصبحت أمينا عاما" للأمم المتحدة في 2017، معربا عن أسفه لأنّ "كل هذا يحدث في ظلّ قيود كبيرة تفرضها السلطات الإسرائيلية على إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يواجهون الجوع على نطاق واسع".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر وخلف نحو 1160 قتيلًا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.
وردّت إسرائيل على هجوم حماس باجتياح القطاع ممّا أدّى إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأدلى الأمين العام للأمم المتحدة بخطابه خلال اجتماع رفيع المستوى عقده مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة وحضره عدد من وزراء خارجية دول المنطقة، بما فيها الأردن وإيران.
وأكدت الرئاسة المالطية الحالية لمجلس الأمن الدولي أنّ المجلس سيصوّت في وقت لاحق الخميس على طلب الفلسطينيين منح دولتهم العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لكنّ هذا المسعى محكوم بالفشل بسبب معارضة الولايات المتّحدة له.
وخلال الجلسة، أعرب غوتيريش عن قلقه إزاء "الوضع المتفجر في الضفة الغربية المحتلة"، داعيا إلى "وقف التصعيد". وقال غوتيريش إنّه منذ 7 أكتوبر قُتل في الضفة "أكثر من 450 فلسطينيا، بينهم 112 طفلا غالبيتهم على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملياتها وأثناء تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلّحين فلسطينيّين".
وأضاف "قُتل آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسلّحين، وأحيانا بوجود قوات الأمن الإسرائيلية التي زُعم أنّها لم تفعل شيئا للحؤول دون سقوط" هؤلاء القتلى، داعيا "إسرائيل إلى اتّخاذ إجراءات فورية لإنهاء عنف المستوطنين غير المسبوق".