غلق قناة الزيتونة غير المرخصة في تونس

الهيئة المستقلة لتنظيم الإعلام السمعي والبصري في تونس تؤكد أن قرار غلق المحطة التلفزيونية لا علاقة له بالإجراءات الاستثنائية التي أعلنها قيس سعيّد.
الأربعاء 2021/10/06
تنفيذ قرار عطلته حركة النهضة لأربع سنوات

تونس - أكدت الهيئة المستقلة لتنظيم الإعلام السمعي والبصري في تونس الأربعاء أنها احتجزت معدات وأوقفت بث محطة تلفزيون الزيتونة المقربة من حركة النهضة الإسلامية، بسبب عملها دون رخصة، وذلك تنفيذا للقرار الصادر قبل أربعة أعوام، الذي عطلته الحركة التي كانت تسيطر على الحكم.

وقال نوري اللجمي، رئيس هيئة الإعلام (الهايكا)، "تم حجز معدات البث للزيتونة التي تبث دون ترخيص.. القانون سيطبق على جميع محطات التلفزيون والراديو الخارجة عن القانون".

وقناة الزيتونة هي محطة تلفزيونية إخوانية أسسها القيادي في حركة النهضة أسامة بن سالم سنة 2012، وتعمل خارج القانون التونسي.

وتعرف القناة ببثها بشكل غير قانوني ولم تحصل على ترخيص، وتضرب عرض الحائط بالمطالب المتكررة بتسوية أوضاعها القانونية، وتتذرع بحرية التعبير لمخالفة القانون وضوابط الإعلام.

كما أنها معروفة بانتقاداتها للتدابير الاستثنائية وتجميد الرئيس للبرلمان وتعليقه معظم مواد الدستور، ومن ثم توليه أغلب السلطات تمهيدا لإصلاحات سياسية لنظام الحكم والقانون الانتخابي.

وقالت القناة "قوات الأمن معززة بأعضاء من الهايكا تقتحم أستوديوهات التصوير لقناة الزيتونة وتشرع في إتلاف التجهيزات".

وأكد اللجمي أن "(الإغلاق) لا علاقة له بالإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس... حاولنا في السنوات الماضية غلق المحطة ولم نتمكن من ذلك"، في إشارة إلى أن الزيتونة كانت تحظى بحماية من السلطة.

وخلال السنوات الماضية، تصدت محطة نسمة التلفزيونية المملوكة لنبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، لجهود حكومية لإغلاقها. وتقول الهايكا إن نسمة تعمل هي أيضا دون ترخيص.

وتعمل محطة تلفزيون حنبعل وإذاعة "القرآن الكريم"، التي أسسها النائب بالبرلمان المجمد سعيد الجزيري عن ائتلاف الكرامة، دون ترخيص وفقا للهايكا.

ودأبت قناة الزيتونة على بث خطاب تحريضي ضد خصوم حزب النهضة، حيث وصف الأسبوع المنقضي عامر عياد، أحد إعلاميي القناة، الرئيس سعيّد بألفاظ نابية مسيئة.

وأصدر قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بتونس الثلاثاء قرارا بإيداع عياد السجن بعد مثوله أمام التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بتونس، للتحقيق معه في ما نسب إليه من تهم تمثلت في"التآمر من أجل الاعتداء على أمن الدولة الداخلي" و"ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية"، و"نسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي"، و"المس من كرامة الجيش الوطني".

ومنذ القرارات الإصلاحية الأخيرة التي اتخذها الرئيس التونسي، لم تتوقف خطابات الإخوان التحريضية ضد التونسيين الرافضين لحركة النهضة منذ اعتلائها السلطة عقب 2011، وتواصلت لتشمل الرئيس نفسه.

وبعد توقيف عياد، ما زالت القناة تواصل بث سمومها بالتحريض ضد الأصوات المعارضة لتنظيم الإخوان، إذ تبث في كل سهرة مسائية حلقة من برنامج "حواري"، حيث لا تستضيف فيه سوى قيادات حركة النهضة وحلفائها من أصحاب الفكر المتطرف.

ولم تتوان النهضة على مدار سنوات حكمها في تمكين عناصرها وتقوية نفوذها، في مقابل استخدام العنف والتهديد بالتصفية لإسكات الأصوات المناهضة لها والداعين إلى رحيلها عن الحياة السياسية.

وباتت حركة النهضة الإسلامية التي قفزت على السلطة عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي، حركة غير مرغوب فيها، حيث يحمّلها التونسيون مسؤولية الأزمة السياسية وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

ومنذ قرارات سعيّد الاستثنائية في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، سعت حركة النهضة لدفع مناصريها إلى الدخول في صدام مع الشارع التونسي، لكنها فشلت في ذلك في مناسبتين.

وسبق أن حذر الاتحاد العام التونسي للشغل "من الانزلاق وراء العنف"، معتبرا أن "تجييش الشارع في الوضع الحالي قد يدفع إلى التصادم".