غضب في لبنان إثر مقتل مسؤول في حزب القوات ونقل جثته لسوريا

القوات تعتبر قتل باسكال سليمان عملية اغتيال سياسية بعدما أعلن الجيش أن العصابة السورية قامت بتصفيته أثناء محاولتهم سرقة سيارته.
الثلاثاء 2024/04/09
احتجاجات وقطع للطرقات

بيروت - قتل خاطفون سوريون مسؤولا محليا في حزب لبناني مناهض لحزب الله النافذ المدعوم من إيران، وفق ما أفاد الجيش اللبناني الإثنين، في قضية أثارت توترا في البلاد.

وكان باسكال سليمان منسقا محليا في منطقة جبيل (شمال شرق بيروت) لحزب القوات اللبنانية المسيحي، المناهض لسوريا وحليفها حزب الله الذي يتبادل القصف مع إسرائيل على الحدود اللبنانية الجنوبية "إسنادا" لحركة حماس، منذ اندلاع حربها مع الدولة العبرية في غزة قبل أكثر من ستة أشهر.

وأثار خطف ومقتل سليمان غضباً في منطقة جبيل التي يتحدر منها، حيث عمد المئات من أنصار القوات اللبنانية وأهالي جبيل إلى إشعال الإطارات وقطع طرق احتجاجا.

وقال الجيش اللبناني مساء الإثنين على منصة إكس "متابعة لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا".

وأوضحت قيادة الجيش أنها "تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة".

واعتبر حزب القوات اللبنانية في بيان أن "ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس".

وطلب الحزب من أنصاره "ترك الساحات وفتح الطرقات".

وفي وقت سابق الاثنين، نفى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب متلفز ضلوع حزبه في عملية الخطف، معتبرا أن من يوجهون الاتهام الى التنظيم الشيعي إنما يثيرون نعرات طائفية.

وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان أصدره مكتبه بالجريمة، مشددا على "استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة".

وأضاف ميقاتي "في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات".

وكان مجهولون قد قاموا الأحد بخطف سليمان في بلدة حاقل، أثناء توجهه من بلدة الخاربة حيث كان يقدم واجب العزاء إلى بلدته ميفوق وكان بمفرده في سيارته. وبحسب وسائل إعلام محلية.

وانتشر تسجيل صوتي يروي فيه أحد أصدقاء سليمان تفاصيل عملية الخطف، قائلاً إنه كان يتحدث معه هاتفيا حين سمعه يتوسل ألا يقتل وانقطع الاتصال.

وأفادت مصادر قضائية أن التحقيق توصل إلى تحديد مكان وجود الخاطفين في بلدة زيتا على الحدود اللبنانية السورية.

غير أنه يبدو أن أكثر من مجموعة من الأشخاص شاركت في التخطيط لهذه العملية، إذ تم نقل سليمان إلى منطقة حدودية، وتسلمته المجموعة الأخرى.

وأثار نبأ خطف ومقتل باسكال سليمان بلبلة وهجمات ضد اللاجئين السوريين في لبنان.

وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض اللاجئين السوريين في لبنان إلى حملات اعتداء وضرب من قبل مواطنين غاضبين.

وأدن التيار الوطني الحر الجريمة المروعة بخطف المواطن باسكال سليمان وقتله، وقال في بيان إنه يطالب بكشف الحقيقة وملابسات الجريمة وعرضها للرأي العام اللبناني، وبإنزال أشد درجات العقاب بالمجرمين لإحقاق العدالة. كما يذكّر بأن مشاركة سوريين في الجريمة تعيد تسليط الضوء على المخاطر الناجمة عن كثافة النزوح السوري إلى لبنان، والتي كان "التيار" ورئيسه أول من دعا إلى التنبه إليها ومعالجتها بما يؤدي إلى ضبط النزوح وتحقيق العودة.

وكتب النائب السابق في البرلمان اللبناني عماد واكيم عبر حسابه على منصة إكس "بمتابعة دقيقة للتفاصيل التي سربت حول جريمة اغتيال الرفيق باسكال سليمان يظهر بشكل جلي عدم تماسك السيناريو وجديته وبالتالي، نعم سنعتبر هذه الجريمة اغتيالاً سياسياً حتى اظهار العكس".

وأضاف "بكل الأحوال لن يثنينا اغتيال من هنا ولا رفع أصبع من هناك هي مواجهة بلا حدود حتى استعادة كامل السيادة".