غضب في تركيا من تراجع منصة "ديزني بلس" عن عرض مسلسل "أتاتورك"

حزب العدالة والتنمية الحاكم يشن هجوما حادا على شركة والت ديزني.
الجمعة 2023/08/04
قرار أحرج تركيا

أنقرة - أثار إلغاء منصة “ديزني بلس” عرض مسلسل يوثق حياة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ردود فعل سياسية وشعبية غاضبة في تركيا، مستحضرين في ذلك لنظرية “المؤامرة”.

واتهمت وسائل إعلام تركية شركة والت ديزني بالخضوع لضغط اللوبي الأميركي من أصل أرمني لإلغاء عرض المسلسل على أساس أن أتاكورك، كضابط في الجيش العثماني، على صلة بعملية الإبادة الجماعية للأرمن العام 1915.

وشن حزب العدالة والتنمية الحاكم هجوما حادا على منصة ديزني بلس، وقال المتحدث باسم الحزب عمر جليك إنه من “العار” و”الخزي” أن تكون “ديزني بلس” “استسلمت لضغط اللوبي الأرمني”.

وأضاف جليك “هذا الموقف من المنصة المعنية لا يحترم قيم جمهورية تركيا وأمتنا”.

عمر جليك: من الخزي أن تكون ديزني بلس استسلمت لضغط اللوبي الأرمني
عمر جليك: من الخزي أن تكون ديزني بلس استسلمت لضغط اللوبي الأرمني

فيما أعلن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، وهو هيئة الرقابة على البث في تركيا، أنه ينظر في التقارير الواردة في وسائل الإعلام التركية والأرمنية.

وكتب رئيس المجلس الأعلى للإذاعة والتفزيون أبوبكر شاهين عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أن المجلس قرر بدء التحقيق “بناء على المعلومات العامة” بأن “ديزني بلس” قررت عدم بث المسلسل.

وبررت والت ديزني تركيا القرار بمراجعة إستراتيجية توزيع المحتوى لديها. وقالت الأربعاء في بيان إنها قررت بث نسخة خاصة من الوثائقي على قناة فوكس التلفزيونية في تركيا، ثم عرضه في فيلمين منفصلين في دور العرض.

ونقل بيان والت ديزني تركيا عن المنتج سانير أيار القول “في إطار احتفالات المئوية، نفخر بالإعلان عن أننا بداية من أكتوبر سنعرّف المزيد من الأشخاص على أتاتورك عبر فوكس المجانية. وسيعقب ذلك عرض يتمكن فيه الأشخاص من مشاهدة الفيلم 1 والفيلم 2 على الشاشة الكبيرة”.

وأثار خبر إلغاء ديزني بلس للمسلسل الذي كان من المفترض أن يتكون من ست حلقات ويعرض في أكتوبر المقبل، ضجة كبيرة في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الأتراك، وانتشر هاشتاغ “احترموا أتاتورك”.

وكان للمغردين العرب حضور أيضا في هذا الجدل المثار، حيث رفض بعضهم ما يروج عن مؤامرة أدت إلى إلغاء المسلسل، واعتبروا أن الأتراك يبالغون في توصيف الوضع، فيما احتفى آخرون بنجاح الأقلية الأرمنية في منع مسلسل يمجد “قاتلا”.

وقالت مغردة جزائرية:

وذكر أحد المغردين من السعودية:

ويحظى أتاتورك بمكانة كبيرة في وجدان الأتراك باعتباره مؤسس الدولة الحديثة، ويتعرض كل من ينتقده داخل تركيا إلى الملاحقة القضائية.

وكان قرار منصة ديزني بلس عرض حياة أتاتورك قد أثار غضبا واسعا لاسيما في صفوف الأرمن الذين ترتبط صورة أتاتورك في أذهانهم بالإبادة الجماعية التي تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الأولى.

واعترفت أكثر من ثلاثين دولة بالإبادة التي حصلت بحق الأرمن. لكنّ تركيا تنفي ذلك متحدثة عن حصول مجازر على الجانبين، مع إقرارها بوفاة ما يصل إلى نصف مليون أرمني جراء معارك ومجازر وأيضا بسبب الجوع خلال عمليات ترحيل جماعية من شرق الأناضول.

ودعت اللجنة الوطنية الأرمنية – الأميركية ديزني بلس في يونيو إلى إلغاء بث مسلسل أتاتورك، وقالت إن الوثائقي “يمجد دكتاتورا تركيا وسفاحا تورط في إبادة جماعية”.

وأعلنت ديزني بلس تركيا الشهر الماضي أن مسلسل أتاتورك سيُبث “قريبا جدا”، قبل أن تتخلى عن هذا المشروع وتقتصر على عرضه كفيلم داخل تركيا.

5