غضب عالمي لمقتل مدنيين قرب كييف مع تركز الحرب في شرق أوكرانيا

إيطاليا لا تعارض فرض عقوبات على الغاز الروسي والنمسا لا تؤيد.
الثلاثاء 2022/04/05
لا آمال في توقف الحرب رغم التنازلات الأوكرانية

أجج العثور على مقابر جماعية لمدنيين قرب كييف عقب انسحاب القوات الروسية من المناطق المحاصرة الغضب الدولي ضد موسكو مع التلويح بفرض مزيد من العقوبات قد تشمل هذه المرة قطاع الغاز الروسي، إلا أن ذلك يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهو ما ليس متاحا مع اعتراض النمسا.

بوتشا (أوكرانيا) - تأجج غضب عالمي الاثنين بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا وأدلة على وجود جثث لأشخاص قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة وهم مقيّدون والعثور على مقبرة جماعية في مناطق جرت استعادة السيطرة عليها من قبضة القوات الروسية التي واصلت قصف جنوب وشرق البلاد بالمدفعية.

وقال تاراس شابرافسكي نائب رئيس بلدية بوتشا، وهي مدينة تقع على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال غربي مدينة كييف، إن 50 جثة من بين حوالي 300 عُثر عليها بعد انسحاب القوات الروسية في أواخر الأسبوع الماضي كانت لضحايا عمليات قتل خارج نطاق القانون نفذتها القوات الروسية.

وتحقق السلطات الأوكرانية في جرائم حرب محتملة. وقالت موسكو إن عمليات القتل “مدبرة” للتشهير بروسيا.

أولاف شولتس: الحلفاء سيوافقون على مزيد من العقوبات ضد موسكو

وأثارت صور الدمار وما يبدو أنه قتل للمدنيين صدمة وتنديدات، وستدفع على الأرجح الولايات المتحدة وأوروبا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي يمكن أن تُفرض بها حزمة جديدة من تلك العقوبات أو ما إذا كانت ستشمل صادرات الطاقة الروسية.

وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في تصريحات على هامش اجتماع في زغرب إن إيطاليا لن تعترض على فرض عقوبات على الغاز الروسي.

وعلى النقيض من ذلك، صرح وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ بأن بلاده لن تؤيد فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات ضد الغاز الروسي على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقال شالنبرغ إن اتخاذ إجراء لوقف استيراد الغاز الطبيعي من روسيا سوف يضر بالاتحاد الأوروبي أكثر من الإضرار بحكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يمكنه بحث إجراءات أخرى لتشديد العقوبات ضد روسيا.

وضغطت إيطاليا من أجل فرض الاتحاد الأوروبي لحد أقصى لسعر واردات الغاز من روسيا، لكن هذا الاقتراح يعارضه شركاء أوروبيون من بينهم ألمانيا.

وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيُحاسب على قتل المدنيين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن آخرين يشاركونه في تحمل المسؤولية.

وقال لشبكة “سي.بي.إس” الأميركية “أعتقد أنه يجب معاقبة كل القادة العسكريين، وكل من أعطى التعليمات والأوامر”.

ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصور بأنها “مؤلمة للغاية”، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس “سيشعر بوتين وأنصاره بالعواقب”، مضيفا أن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات في الأيام المقبلة.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبحث حظر استيراد الغاز الروسي، في ما يمثل تخليا عن مقاومة برلين السابقة لتلك الفكرة.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن هناك “أدلة واضحة للغاية تشير إلى ارتكاب القوات الروسية لجرائم حرب”، وأنه يجب فرض عقوبات جديدة، وقالت اليابان إنها ستتشاور مع الحلفاء بشأن هذه المسألة. وذكر ماكرون أن العقوبات الجديدة يجب أن تشمل قطاعي النفط والفحم.

و أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى وقوع “إبادة جماعية” محتملة في أوكرانيا غداة العثور على العشرات من الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوّات الروسيّة.

وقال سانشيز أثناء منتدى للاقتصاد الاثنين “سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم، وفي هذه القضية المحددة أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حالات مزعومة تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولم لا نقولها، إبادة جماعية”.

جريمة بشعة بحق المدنيين الأوكران
جريمة بشعة بحق المدنيين الأوكران

وقالت بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن المكون من 15 عضوا في أبريل، إن المجلس التابع للأمم المتحدة سيبحث التطورات في أوكرانيا الثلاثاء.

وكانت موسكو طلبت اجتماع مجلس الأمن الاثنين لمناقشة ما سمّته “استفزازا من قبل متطرفين أوكرانيين” في بوتشا بعد اتهامات كييف. ونفت روسيا في السابق استهداف المدنيين ورفضت مزاعم ارتكاب جرائم حرب في ما وصفته “بعملية عسكرية خاصة” تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها وثقت “عدة حالات لارتكاب القوات العسكرية الروسية انتهاكات لقوانين الحرب” في مناطق تشيرنيهيف وخاركيف وكييف الأوكرانية.

ودعا وزير الخارجية الأوكراني المحكمة الجنائية إلى جمع أدلة على ما وصفه بجرائم الحرب الروسية. وقال وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا إن بلديهما سيؤيدان أي تحقيق من هذا القبيل.

لكن خبراء يقولون إن محاكمة بوتين أو غيره من القادة الروس ستواجه عقبات وقد تستغرق سنوات. وكانت أوكرانيا تستعد في جميع أنحاء البلاد لما قالت هيئة الأركان العامة إنه حوالي 60 ألف جندي احتياطي روسي تم استدعاؤهم لتعزيز الهجوم، بينما قالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القوات الروسية، بما في ذلك مرتزقة من شركة فاغنر العسكرية الخاصة المرتبطة بالدولة، تتحرك صوب الشرق.

السلطات الأوكرانية تحقق في جرائم حرب محتملة في حين موسكو تقول إن عمليات القتل "مدبرة" للتشهير بروسيا

وقالت السلطات المحلية إن قصفا على مدينة خاركيف بشرق البلاد أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا، بينما سقطت صواريخ قرب ميناء أوديسا الجنوبي الأحد، وقالت روسيا إنها دمرت مصفاة نفط يستخدمها الجيش الأوكراني. وذكر مجلس مدينة أوديسا أن “مرافق البنية التحتية الحيوية” تعرضت للقصف. وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك الشرقية إن روسيا تحشد قوات لاختراق الدفاعات الأوكرانية.

وذكر في تصريحات نقلها التلفزيون الأوكراني “أحث السكان على المغادرة. العدو لن يتوقف بل سيدمر كل شيء في طريقه”.

وتقول أوكرانيا إنها أجلت الآلاف من المدنيين في الأيام القليلة الماضية من مدينة ماريوبول الساحلية التي تعرضت للدمار جراء الحصار والقصف على مدار شهر وأظهرت صور أنه لم يتبق سوى هياكل من الأبراج السكنية في بعض الشوارع بعد القصف.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن أوكرانيا أجلت أكثر من 2600 شخص من ماريوبول ومنطقة لوغانسك الأحد. وأضافت أن مسؤولين أوكرانيين يجرون محادثات مع روسيا للسماح لعدد من حافلات الصليب الأحمر بدخول ماريوبول.

وليس هناك مؤشرات تذكر على انفراجة في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بالمفاوضات، على الرغم من استئناف المحادثات الاثنين عبر الفيديو.

5