غسان سلامة يحاول إحياء مهمته "المنتهية"

المبعوث الأممي يؤكد أن قنوات الحوار لم تُقطع بينه وبين المشير خليفة حفتر، وأنه لم يفكر في أي لحظة بالاستقالة من منصبه.
الخميس 2019/05/30
متهم بأنه "وسيط منحاز" في النزاع الليبي

طرابلس - يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إنقاذ مهمته التي باتت توصف بالمنتهية بعد العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لتحرير طرابلس من الميليشيات والجماعات المتطرفة.  وارتفع منسوب التشاؤم بشأن مستقبل سلامة وخطته في ليبيا عقب الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي والتي وصفها القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر بـ”المنحازة”.

وأكد غسان سلامة في تصريحات إعلامية الثلاثاء أنه “بدد سوء الفهم  لدى المشير خليفة حفتر”، مشيرا إلى أن قنوات الحوار لم تُقطع بينه وبين حفتر.

وقال إنه “لم يتم إطلاع حفتر بشكل صحيح على نص التقرير الأخير الذي رفعه المبعوث الأممي إلى الأمين العام للأمم المتحدة”. وأضاف “تسنت له إعادة قراءة النص والتحقق من أنه واقعي”.

كما أعاد سلامة التأكيد على أنه ليس “منحازا لأي طرف من الأطراف وأنه محايد تماما”، داعيا المشير حفتر إلى “أن يطلع على كل الإحاطة المكونة من 15 صفحة وليس انتقاء جمل معينة من خارج سياقها كما فعل مساعدوه “.

وأضاف سلامة أن المشير خليفة حفتر “طلب مني مواصلة وساطتي”، موضحا أنه لم يفكر في أي لحظة بالاستقالة من منصبه.

واتهم المشير خليفة حفتر في تصريحات لصحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الأمم المتحدة بالسعي لتقسيم ليبيا، مشددا على أن غسان سلامة تحوّل إلى “وسيط منحاز” في النزاع الليبي.

وأشار حفتر إلى أن سلامة يواصل الإدلاء “بتصريحات غير مسؤولة”، قائلا “لم يكن هكذا من قبل، لقد تغيّر”، ومعتبرا أن الأخير تحول “من وسيط نزيه وغير متحيز” إلى “وسيط منحاز”.

وفي حين تراجعت فرص إيقاف إطلاق النار في ليبيا أمام الشروط اللاواقعية التي تضعها حكومة الوفاق والمتمثلة في عودة الجيش إلى مواقعه في الشرق، مازال المبعوث الأممي يراهن على إحياء المسار السياسي.

وكرر تحذيره في تصريحات لقناة “فرنس 24” الثلاثاء من أن “ليبيا قد تنحدر إلى حرب أهلية شاملة تؤدي إلى تقسيم البلاد إذا لم يتم حل النزاع قريبا”.

وأكد المبعوث الأممي خلال المقابلة أنه تفاجأ بالهجوم على طرابلس وأصابه الحزن خاصة أنه حدث أثناء تواجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش في العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل الماضي.

ويقول مراقبون إن العملية العسكرية التي بدأها الجيش لتحرير العاصمة، أطلقت رصاصة الرحمة على مهمة المبعوث الأممي الذي كان يتجهز لعقد المؤتمر الوطني الجامع، آخر أوراقه لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.

لكن غسان سلامة خرج بعد ذلك ليؤكد أن المؤتمر الجامع تم تأجيله وليس إلغاؤه في رسالة مفادها أن مهمته مازالت لم تنته بعد.

4