"غزة مونامور" يحظى بإعجاب جمهور القاهرة السينمائي

القاهرة – قوبل الفيلم الفلسطيني “غزة مونامور” (غزة حبيبتي) الذي عرض، الخميس، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ42، باستحسان الجمهور الذي صفّق طويلا لطاقمه، كما نال بطل العمل سليم ضو إشادة كبيرة.
وفي فيلمه الروائي الثاني يقدّم التوأم طرزان وعرب ناصر قصة حب رقيقة بين أرملة ورجل في الستين من العمر تدور أحداثها في مدينة غزة الخاضعة لسلطة حركة حماس، ليبرهنا من خلالها على أن الحب لا يزال هو الشيء الوحيد الممكن في ظل عالم جنوني.
والفيلم إنتاج فلسطيني فرنسي ألماني برتغالي مشترك، ومن بطولة سليم ضو وهيام عباس وميساء عبدالهادي وجورج إسكندر ومنال عوض. وتم ترشيحه لتمثيل فلسطين في الدورة الـ93 لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.
وتبدأ الأحداث عندما يُعجب عيسى الذي يعمل صيادا بجارته في السوق سهام التي تعمل في محل تفصيل ملابس، لكن قبل أن يتقدّم لها يعثر أثناء رحلة صيد على تمثال للإله أبوللو، الأمر الذي يوقعه في مشكلة مع السلطة.
ويستخدم المخرجان التمثال في إحداث المفارقة والإسقاط معا لأن أبوللو هو إله الشمس عند الإغريق وقد وجده عيسى غارقا قبالة شاطئ غزة، كما أنه في الأساطير لم يحالفه الحظ في الحب، وهو أيضا حال بطل الفيلم.
وبينما تتصدّر المشهد قصة حب عيسى وسهام ومشكلة التمثال الأثري، يصبح مسرح الأحداث -سواء مساحة الصيد المحدودة قبالة ساحل غزة أو السوق أو مركز الشرطة أو منزل سهام الذي لا تصله الكهرباء سوى ساعات معدودة في اليوم- بمثابة مرايا تعكس صورة معاصرة للمدينة وما آلت إليه، وهو ما يدفع بصديق عيسى المقرّب إلى البحث عن مهرب للسفر إلى الخارج بطريقة غير شرعية.
والفيلم به قدر كبير من خفة الظل كما تميز بموسيقاه التي لعبت دورا محوريا في التعبير عن مكنون شخصياته وتغير حالاتها المزاجية وفق ثلاثة مستويات، الأول موسيقى عربية قديمة متمثلة في مقاطع من أغاني البعض من كبار المطربين الراحلين، والثاني موسيقى كلاسيكية عالمية، والثالث موسيقى مؤلفة خصيصا للأحداث وضعها أحد الموسيقيين الألمان.
وكشفت ماري ليغراند المشاركة في إنتاج الفيلم أن هذه هي أول بطولة سينمائية للممثل سليم ضو، لكنه برع فيها بفضل توجيهات المخرجين، مشيرة إلى أنه قادم من عالم المسرح بالأساس وظهر في أدوار سينمائية صغيرة.
وأضافت أنه لم يكن من السهل العثور على ممثل في هذه السن وبالمواصفات التي يتطلبها الدور، لكنه أتقنه وأضفى على الشخصية الكثير من روحه وخبرته.
وينافس “غزة مونامور” في المسابقة الرسمية لـ مهرجان القاهرة السينمائي، كما ينافس مخرجاه على جائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان.
ويُعد الفيلم الفلسطيني أحد أهم الأفلام العربية لعام 2020، وفاز مؤخرا بجائزة اتحاد دعم السينما الآسيوية (نيتباك) من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.
كما نال إشادات نقدية واسعة بعد منافسته في مهرجانيْ البندقية السينمائي الدولي بإيطاليا، وتورونتو السينمائي الدولي بكندا، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي جمع بين المهرجانين هذا العام، حيث وصفته الصحافة الدولية -مثل “هوليوود ريبورتر”، و”سينيوروب”، و”سكرين ديلي” وغيرها- “بالجوهرة” و”العمل الرائع والاستثنائي”.
ووصفته لجنة تحكيم تورونتو بـ”الحكاية الشاعرية والدافئة والمحفّزة للتفكير في المشاعر غير المعلنة التي تصوّر حياتنا اليومية”، كما صفق جمهور مهرجان البندقية له بعد العرض العالمي الأول للفيلم، وهو ما حصل معه في عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي.