غزة تحيي ذكرى رحيل ياسر عرفات لأول مرة منذ عشر سنوات

غزة - شارك الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة السبت في احتفالية إحياء الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، في أول مهرجان مركزي تنظمه الحركة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل عشر سنوات.
وتوافد عشرات الآلاف يرتدون الكوفية التي ميزت عرفات منذ الصباح الباكر من مختلف أنحاء قطاع غزة للمشاركة في المهرجان الذي نظمته حركة فتح ورفعت خلاله أعلام فلسطين وصور عرفات والرئيس محمود عباس ورايات الحركة ولافتات كتب عليها “عاشت فتح” و”وحدة وحدة وطنية” و”دولة وعلم وهوية”.
وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة مسجلة له عرضت عبر تقنية “الفيديو كونفرنس” على المضي قدما “في مسيرة المصالحة الفلسطينية وصولا إلى سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد”، مؤكدا أن “التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود حتما إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبل أفضل”.
وتولى تأمين المهرجان من الداخل المئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر فتح وهم يرتدون سترات صفراء مميزة كتب عليها “فتح”، في حين تولت عناصر شرطة حماس تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس إياد البزم في تصريح صحافي إن الترتيبات جرت بالاتفاق بين وفد من قيادة حركة فتح والأجهزة الأمنية “بما يضمن إقامة المهرجان بشكل يليق بالذكرى”.
فتح نظمت آخر احتفال لإحياء ذكرى رحيل عرفات في الـ11 من نوفمبر 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع. وتخللت الاحتفال أحداث عنف ومواجهات دامية
ويأتي إحياء ذكرى رحيل عرفات في أجواء مختلفة عن السنوات الماضية بعد أن وقّعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية مصرية. وكانت فتح نظمت آخر احتفال لإحياء ذكرى رحيل عرفات في الـ11 من نوفمبر 2007، أي بعد خمسة أشهر من الانتخابات التي أفضت إلى سيطرة حماس على القطاع. وتخللت الاحتفال أحداث عنف ومواجهات دامية. وتوفي عرفات في الـ11 من نوفمبر 2004، عن عمر ناهز 75 عاما، في مستشفى “كلامار” العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس، إثر تدهور سريع في صحته لم تتضح خلفياته، عقب حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقره بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، لعدة أشهر.
وطالب وليد العوض، عضو المكتب السياسي لـ”حزب الشعب” (فصيل يساري)، بضرورة كشف النقاب عن الجهة التي نفذت “اغتيال الرئيس الراحل عرفات”. وقال “إن ملف استشهاد الرئيس عرفات يجب ألاّ يبقى لغزا، ومن حق الشعب أن يعرف الأداة التي نفّذت جريمة الاغتيال”.
وأوضح العوض أن الفصائل الفلسطينية “تعمل معا من أجل مغادرة مربع الانقسام وتحقيق المصالحة”، محذرا من “محاولات متوقعة لتعطيل مسيرة المصالحة الفلسطينية، في ظل ما تتعرض له المنطقة من تغيرات ومخاطر قد تتصاعد خلال الفترة القادمة”.
وينتظر أن تستضيف العاصمة المصرية خلال الأيام القادمة جولة جديدة من اللقاءات بين مختلف الفرقاء الفلسطينيين، حيث تلقّت أربعة فصائل فلسطينية دعوات رسمية من مصر للمشاركة في جولة الحوار المزمع عقدها بالعاصمة القاهرة في الـ21 من نوفمبر لاستكمال المصالحة.
وقال حزب الشعب والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنهما تلقيا “دعوة رسمية وصلتنا للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني”؛ فيما أعلنت حركة حماس، الخميس، في بيان، تلقيها دعوة رسمية من مصر، وصلت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني. كما أعلن كايد الغول، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية تلقي الحزب أيضا دعوة للمشاركة باجتماع الفصائل الفلسطينية.
وفي الـ12 من أكتوبر الماضي وقعت حركتا فتح وحماس في القاهرة على اتفاق للمصالحة الفلسطينية بحضور وزير المخابرات المصرية خالد فوزي. ونص الاتفاق على تنفيذ إجراءات لتمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية بحد أقصاه مطلع ديسمبر المقبل، مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام. كما نص على دعوة كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاقية الوفاق الوطني في الـ4 من مايو 2011، لعقد اجتماع في القاهرة يبحث المصالحة، في الـ21 من نوفمبر 2017. وتسلمت الحكومة بداية شهر نوفمبر الجاري إدارة معابر قطاع غزة من حماس، حسبما نص اتفاق المصالحة.