"غروو".. فيسبوك يعترف بقوة الكلمة المطبوعة

مجلة "غروو" هي عبارة عن برنامج لتسويق الأعمال التجارية يقدم محتوى للقيادات الفكرية مباشرة، فضلا عن قنوات التسويق المطبوعة والإلكترونية.
الثلاثاء 2018/06/26
فيسبوك يريد جذب المعلنين عن طريق الورق

أطلقت شركة فيسبوك بهدوء مجلتها الورقية لقادة الأعمال، واختارت لها اسم "غروو" (Grow)، وقد تم رصدها لأول مرة في بضع نقاط حصرية في لندن. وهناك أكثر من تفسير لاتخاذ الشبكة الاجتماعية هذا القرار غير المتوقع.

لندن- رغم أن موقع فيسبوك يزعم أن “الرقمية هي المستقبل”، وذهب بعض الصحافيين مثل مات يورو، الصحافي بمجلة تايمز إلى تشبيه فيسبوك بـ”آي تونز الصحافة والأخبار”، مؤكدا أن ما يحدث الآن للصحافة “هو أشبه بما جرى لعالم الموسيقى والغناء في عام 2003، حين أطلق ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل، برنامج آي تونز، والذي أصبح منبرا عملاقا قائما بذاته اليوم للموسيقى”، فقد اتخذت الشبكة الاجتماعية قرارا قد يبدو متناقضا مع هذه التصريحات، بإطلاق مجلة ورقية وهو “أمر مدهش”، وفقا لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية.

وأطلق عملاق وسائل التواصل الاجتماعي مجلة ربع سنوية، مقرها العاصمة البريطانية لندن، تستهدف المديرين الأثرياء، في تحوّل متأخر على ما يبدو إلى قوة الكلمة المطبوعة.

وقد تم توزيع مجلة “غروو” (Grow) التي تعني باللغة العربية “تنمو”، والمتخصصة في مجال إدارة الأعمال، وتحتوي على قصص ملهمة عن أصحاب مشاريع، مجانا في صالات المطارات الأولى ودرجة رجال الأعمال، مع شعار “بتنمية نشاطك التجاري، تنمو شبكتك، وينمو عقلك”.

98 بالمئة من عائدات شركة فيسبوك تأتي من الإعلانات، وفق إحصائيات

لكن يبدو أن المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا غير مهتمين، أو غير مدركين، أن اسم “غروو” هو بالفعل عنوان مجلة شعبية لزراعة القنب في الولايات المتحدة، وهي أهم مجلة لزراعة القنب في العالم، وهي متوفرة في جميع الولايات الأميركية الخمسين وكندا، ما يطرح سؤالا “لماذا قرر موقع فيسبوك إعطاء أول مجلة رسمية له نفس الاسم؟” أو “لماذا قررت منصة التواصل الاجتماعي نشر مجلة أصلا؟ وهي التي تصر على أنها ليست ناشرة؟”.

والمجلة المتخصصة في القنب الهندي لها صفحة موثقة خاصة على فيسبوك. وتصدرت غلاف العدد الأول لمجلة فيسبوك صورة بالأبيض والأسود لزعيم تجار التجزئة السويدي أوسكار أولسون، وهو المسؤول عن العلامة التجارية هاش آند أم (H&M). وشرح محرر في العدد الأول كيف بدأت فكرة إطلاق المجلة المطبوعة، مؤكدا أن ذلك تم خلال حدث صغير قبل ستة أشهر، وكان عبارة عن تجمع خارج موقع العمل المعتاد والمكاتب الرسمية نظمته فيسبوك لموظفيها في سوهو فارمهاوس بريف أوكسفورد شاير الإنكليزي، وهو ناد خاص يقع على مساحة 100 فدان، وهناك تم اتخاذ القرار.

مجلة لقادة الأعمال
مجلة لقادة الأعمال

يذكر أن تمويل المجلة، ومكان الطباعة، وسياسة التوزيع، والجمهور المستهدف، والمواضيع التحريرية المستقبلية، سر محكم. فعندما حاولت صحيفة “صنداي تايمز ”إلقاء المزيد من الضوء على تفاصيل المجلة، قالت رئيسة التحرير كيت ماكسويل، مديرة تحرير المجموعة السابقة في “سوهو هاوس آند كو” وهي شبكة من النوادي الخاصة للشخصيات البارزة في الفنون والإعلام: إن “فريق فيسبوك بحاجة إلى الموافقة على هذه المعلومات قبل الإفصاح عنها”، لكن لم يفعلوا ذلك. وكان موقع الاتحاد الدولي للصحافة الدورية (FIPP) أول من أشار إلى وجود المجلة في 18 يونيو الحالي.

وقالت ليلى وودنجتون ، مديرة التسويق في مجلة غروو، إن المجلة عبارة عن برنامج لتسويق الأعمال التجارية يقدم محتوى للقيادات الفكرية مباشرة، فضلا عن قنوات التسويق المطبوعة والإلكترونية. وأضافت “نحن لا نفرض رسوما على الأحداث والمحتوى المعروض لأنها (المجلة) أداة اتصال وتسويق فقط”.

ومن الواضح أن هذا الأمر لا يتعلق ببث المعلومات بل هو وسيلة تتيح لموقع فيسبوك تسويق نفسه لمعلنيه. وبعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا، فإن العلاقات ليست جيدة بين العملاق، الذي يمثل 20 بالمئة من السوق العالمية للإعلان عبر الإنترنت في عام 2017، وبين عملائها.

وكانت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية قد أكدت في مارس الماضي قيام عدة شركات بإزالة إعلاناتها من الشبكة الاجتماعية بعد الفضيحة. كما بدأ معلنون آخرون يطرحون بيانات حول خصوصية المستخدمين، مثل تحالف “ISBA”، وهو تحالف بريطاني يمثل العديد من المعلنين

وقال دوغلاس ماكنتاير من موقع وول ستريت جورنال “إن فقدان الثقة في فيسبوك وغوغل يمكن أن يقلل من سيطرة الشركتين على سوق الإعلانات عبر الإنترنت”. وأضاف “إذا أعلن معلن أو أكثر عن إزالة إعلانات من غوغل أو فيسبوك أو كليهما في الوقت نفسه، فقد يؤدي ذلك إلى إنشاء تأثير الدومينو، الذي قد يفيد بوابات الإنترنت مثل أم.أس.أن أو ياهو بالإضافة إلى المجموعات الإعلامية الرئيسية”. يذكر أن 98 بالمئة من عائدات فيسبوك تأتي من الإعلانات.

18