غروسي يوقف مؤقتا المحادثات النووية مع إيران مراعاة للحداد

هلسنكي - أكد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز اليوم الأربعاء أن وفاة الرئيس ووزير الخارجية الإيرانيين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر تسببت في توقف في محادثات تجريها الوكالة التابعة للأمم المتحدة مع طهران بشأن تعزيز التعاون بينهما.
وأضاف في هلسنكي، حيث شارك في مؤتمر نووي "إنهم في فترة حداد ويجب أن أحترم هذا".
وقال "لكن بمجرد انتهائها، سنتواصل مرة أخرى"، واصفا الأمر بأنه "توقف مؤقت آمل أن ينتهي في غضون أيام".
وذكر غروسي أن الوكالة كانت تخطط لمواصلة المناقشات الفنية مع إيران لكن الأمر توقف، على خلفية حادث الهليكوبتر الذي وقع الأحد الماضي وأودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
ورغم مراعاة غروسي لمشاعر الحزن التي تخيم على إيران، إلا أن قدرته على دفع طهران إلى اطلاع فريق التفتيش على تطورات بعض من أجزاء برنامجها النووي لا يزال يكتنفه الغموض، حيث لا يستبعد أن تتذرع إيران بعد الحداد بأنها منشغلة بالتحضير للانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها بعد 50 يوما من شغور منصب الرئيس.
وقلصت إيران من قدرة وكالة الطاقة الذرية الدولية على القيام بعملها كما ينبغي. وتواجه الوكالة مجموعة من التحديات في إيران، من بينها منع طهران في الآونة الأخيرة ضم العديد من خبراء تخصيب اليورانيوم الأكثر خبرة لفريق التفتيش التابع للوكالة، إلى جانب عدم قيام طهران بتقديم تفسير لآثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة على الرغم من التحقيقات التي تجريها الوكالة منذ سنوات.
وتحاول الوكالة توسيع نطاق إشرافها على الأنشطة النووية الإيرانية في وقت تواصل فيه الجمهورية الإسلامية برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، والتي تقترب بنسبة 90 في المائة من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة. ووفقاً لمعيار رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه إذا تم تخصيب هذه المواد إلى مستويات أعلى فستكون كافية لإنتاج نوعين من الأسلحة النووية.
ويجيز الاتفاق النووي شبه المنهار لإيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المائة المعادلة لما يستخدم لإنتاج الكهرباء.
وتؤكد طهران أن أغراضها للطاقة النووية سلمية بالكامل.
وقال غروسي إن إيران لديها حاليا نحو 140 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة. ووفقا لتعريف الوكالة فإن هذا يكفي نظريا، إذا تم تخصيبه لدرجة أكبر، لصنع ثلاث قنابل نووية. وكان التقرير الفصلي الصادر عن الوكالة في فبراير أشار إلى أن إيران تمتلك 121.5 كيلوغرام، بما يكفي لصنع قنبلتين.
وقال غروسي إن إيران لا تزال تنتج نحو تسعة كيلوغرامات شهريا من اليورانيوم المخصب بما يصل إلى 60 بالمئة. كما أنها تقوم بالتخصيب إلى مستويات أقل.
وكرر غروسي، الذي قال قبل أسبوعين إنه يتطلع للبدء في رؤية نتائج ملموسة قريبا من إيران بشأن تعزيز التعاون، هذا الأمل لكنه قال إن التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا سيتطلب "مزيدا من الوقت".
وأوضح أن فريقه لم يحرز حتى الآن تقدما بشأن القضايا الرئيسية.
وتابع "أود أن أقول إن الثقة في مناطق كثيرة من العالم تتضاءل" فيما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية.