غرامة قياسية على أليكس جونز.. درس لناشري نظرية المؤامرة

جونز اعترف مؤخرا علنا بواقع القتل، لكنه رفض التعاون مع المحاكم.
الجمعة 2022/10/14
مليار دولار كتعويض لأسر الضحايا

واشنطن - حكم على أليكس جونز، الشخصية اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، الأربعاء بدفع حوالي مليار دولار كتعويض لأسر ضحايا مجزرة في مدرسة أنكر حقيقتها، بسبب المعاناة الأخلاقية التي سببها بتصريحاته المضللة.

وكان صاحب موقع “إنفو – وورز” قال إن أقارب الطلاب والموظفين الذين قُتلوا في 2012 في مدرسة ساندي هوك في ولاية كونيتيكت، كانوا ممثلين وعملية القتل نفذها معارضون لحيازة الأسلحة النارية. ونظرية المؤامرة هذه انتشرت على الإنترنت.

ورأت هيئة محلفين في ووتربري بولاية كونيتيكت بالقرب من المدرسة، أن أليكس جونز يجب أن يدفع لأسر ثماني ضحايا وموظف في مكتب التحقيقات الفيدرالي، كان موجودا يوم المأساة، 965 مليون دولار كتعويض عن تشهير وضرر معنوي. وقال كريس ماتي محامي العائلات إنه حكم “تاريخي”، ووعد “بتنفيذه”.

أليكس جونز المحظور من استخدام مواقع التواصل نجح في بناء قاعدة جماهيرية عريضة من خلال برنامجه "أليكس جونز شو"

وصرّح بيل شيرلاش، الذي قُتلت زوجته ماري في ساندي هوك، بأن القرار كشف أن “الإنترنت ليست الغرب المتوحش والأفعال لها عواقب”. وأضاف للصحافيين “سيتعين على أشخاص مثل أليكس جونز إعادة التفكير مليا في ما يقولون وكيف يقولون ذلك”.

وكانت هذه العائلات رفعت دعوى قضائية ضد أليكس جونز، موضحة أنها تعرضت للمضايقة والتهديد من قبل أصحاب نظرية المؤامرة، الذين قالوا إن المذبحة لم تحدث أبدا وإن الأقارب المفجوعين كانوا يمثَلون. وأضافت أنها لم تعد تشعر بالأمان في المنزل أو في الأماكن العامة.

وقالت إيريكا لافرتي، ابنة مديرة المدرسة التي قتلها مطلق النار، خلال المحاكمة إنها اتُهمت مرارا على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها ممثلة، حتى إنها تلقت تهديدات بالاغتصاب. وأكدت أنها “فخورة” بالرسالة التي

ينطوي عليها الحكم ومفادها أن “الحقيقة مهمة”. وقالت إن “الذين يستفيدون من صدمة الآخرين سيدفعون ثمن ما فعلوه. ستظل هناك شخصيات مثل أليكس جونز في العالم، لكنها تعلمت اليوم أنها ستحاسب”. وفي 2012، قتل شاب مسلح ببندقية نصف آلية 20 طفلا وستة بالغين في ساندي هوك.

وأثار إطلاق النار مخاوف في الولايات المتحدة وأحيا النقاش حول الإجراءات التي يجب اتخاذها لتنظيم بيع الأسلحة النارية. وبكى أقارب الضحايا، الذين كانوا حاضرين في القاعة عند صدور الحكم.

وتابع أليكس جونز، المؤيد القوي للرئيس السابق دونالد ترامب، جلسة الاستماع على موقعه وعلّق عليها مباشرة على الموقع. وقال إنه لم يكن ينوي الاستئناف وإنه لا يملك حتى “مليوني دولار نقدا”، ودعا أنصاره إلى دعمه بشراء منتجات على موقعه.

50

مليون دولار قيمة الغرامة التي حكم على أليكس جونز دفعها في السابق في تكساس

وقال “يريدون إخافتنا لإبعادنا عن الحرية وإخافتنا حتى لا نشكك في يوفالدي وما حدث بالفعل هناك أو في باركلاند”، في إشارة إلى حادثين آخرين لإطلاق النار. وأضاف “لسنا خائفين ولن نذهب إلى أي مكان، ولن نتوقف”.

ومنحت هيئة المحلفين بشكل خاص 120 مليون دولار لأحد الضحايا روبي باركر، الذي فقد ابنته إميلي البالغة من العمر ست سنوات في المجزرة. وسيحصل وليام ألدنبرغ، موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي استهدفته نظريات المؤامرة، على تسعين مليون دولار.

وكان حكم على أليكس جونز في السابق في تكساس بدفع نحو خمسين مليون دولار لزوجين قُتل ابنهما البالغ من العمر ست سنوات في ساندي هوك.

واعترف جونز مؤخرا علنا بواقع القتل، لكنه رفض التعاون مع المحاكم. ودانه قضاة الصلح في الولايتين غيابيا، لكنهم تركوا الأمر للمحلفين ليقرروا العقوبة.

ومنذ تأسيسه لموقع “إنفو – وورز” عام 1999، نجح جونز في بناء قاعدة جماهيرية عريضة. ويقتنع جونز بأن النخب العالمية شكلت تحالفا ضد الولايات المتحدة لتدميرها، وينشر هذه الرسالة خمسة أيام في الأسبوع من خلال برنامجه “أليكس جونز شو”. ويدّعي جونز أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 من صنيعة الحكومة الأميركية. كما يروّج لفكرة أن الأقليات العرقية تحاول القضاء على الجنس الأبيض، ما دفع مركز قانون الفقر الجنوبي إلى وصفه بأنه “أكبر مروّج لنظرية المؤامرة في أميركا المعاصرة”. يذكر أن جونز محظور من استخدام تويتر وفيسبوك ويوتيوب.

16