"غبيرونا".. التوعية الإلكترونية أصبحت سخرية

مستخدمو مواقع التواصل يحثون الناس عبر هاشتاغات على البقاء في منازلهم لكن هذه التوعية الإلكترونية تحولت إلى لوم وسخرية من الذين لا يلتزمون بالحجر الصحي.
الاثنين 2020/04/06
الخوف هو أكثر المشاعر انتشارا

تصدر هاشتاغ #COVIDIOT الترند العالمي على موقع تويتر وهو مصطلح جديد انشغل مغردون عرب بإيجاد ترجمة عربية له. وترواحت الاقتراحات بين الساخرة والجدية.

الرياض- ينشغل المغردون العرب على موقع تويتر بإيجاد ترجمة عربية لمصطلح #COVIDIOT (كوفيديوت) الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عالميا.

ومصطلح Covidiot والذي ظهر في “القاموس الحضري” هو جمع بين كلمتي (covid 19+ idiot) ويعني “شخص أناني يتجاهل التحذيرات المتعلقة بالصحة العامة أو السلامة”.

و”القاموس الحضري” أو “قاموس الشارع”، هو عبارة عن مجموعة تعاونية على الإنترنت باللغة الإنجليزية تم إطلاقها في الولايات المتحدة في عام 1999. يصنفها عدد الزيارات المرتفع من بين 1500 موقع للويب الأكثر زيارة في العالم، ويتم تقديمها كسلطة غير رسمية لتعريفات الكلمات العامية باللغة الإنجليزية على الإنترنت.

وكتب مغرد:

nari_guevache@

الدولة الآن تحارب في الغباء والغلاء.. بدلا من الداء بحد ذاته.. مصطلح #COVIDIOT يليق بهم الآن.

وانتشر جنون عام عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أخذ الآلاف من الناس يلومون ويعيرون الآخرين بسبب ممارساتهم التي تساعد على نقل الوباء.

ويعتقد البعض أنه عندما يتعلق الأمر بجريمة عدم أخذ جائحة عالمية على محمل الجد، فربما يكون التشهير عبر الإنترنت هو العقوبة المثالية لمن يعرض حياة الآخرين للخطر. وارتفع عدد تغريدات مستخدمي هذا المصطلح إلى مستوى قياسي.

وبدأ التشهير بمخالفي قواعد التباعد الاجتماعي يؤتي ثماره حيث أجبرت انتقادات متابعي وسائل التواصل الاجتماعي رجلا على إعلان ندمه والتبرع بنحو 17700 زجاجة من المطهرات لكنيسة محلية بعد أن كان قام بتخزينها بغرض بيعها بأسعار مضاعفة على قيمتها الحقيقية.

في المقابل يحذر آخرون من عواقب التشهير عبر الإنترنت لكنهم يرون أنه من الممكن أيضا على الرغم من أن التشهير لا يغير سلوك المشهر بهم، إلا أنه يمكنه تعديل المعايير الثقافية والتحدث مع مخالفي تدابير الوقاية من كورونا بطريقة هادئة.

وبشكل عام، لا يؤمن الخبراء بقوة التشهير. ويقول بعضهم “بينما نحن مضطرون للعزل، نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التواصل مع الآخرين. يمكن أن نصنع الفرق بين السعادة والاكتئاب. أفضل ما يمكن أن يكون عليه تويتر في الوقت الحالي هو أن يظل مكانا جميلا للأشخاص لزيارته والعثور على اتصال بمن يرغبون”.

وانشغل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي كغيرهم من المستخدمين في باقي الدول العربية بنشر هاشتاغات توعية لحث الناس على البقاء في منازلهم لكن هذه التوعية الإلكترونية تحولت إلى لوم وسخرية من أولئك الذين لا يلتزمون بالحجر الصحي. وغرد مترجم سعودي:

وحازت تغريدة المترجم ردودا واسعة وكانت بعض الردود جدية فيما كانت الأخرى ساخرة. واقترح مغرد:

Nawwaf_Saleem@

كورونا في اللاتينية وهي دخيلة عليها من اليونانية تعني تاجا وإكليلا ويمكن أن نسميه الوباء التاجي. وعليه فيمكن نحت رديف عربي من قبيل: أحمق التاجي، أهوج التاجي، أرعن التاجي، طائش التاجي، أخرق التاجي، مغفل التاجي، وأفضلها أهتج، وفي المعاجم اهتجّ تمادى في الأمر ولم يصغ لأحد، والفاعل المهتج.

وكتب آخر:

وتهكم مغرد:

LtsAhmad@

لا أرى داعيا لكل هذا العصف والقصف، ولا حتى للخروج بمصطلح جديد، اللفظة صفة تعكس الشخص “المتهاون مع كورونا”.

وكتب مترجم:

maalbarakati@

أتفق.. لا يزال عامة العرب لا يفهمون الحيعلة والحوقلة في غير سياق التخصص العلمي فكيف بمستجدات منحوتة دافعها عجمي.

واقترح مغرد ترجمتها:

وقال مترجم آخر:

وكانت دراسة حديثة أظهرت أن الخوف هو أكثر المشاعر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشارك الناس أفكارهم حول فايروس كورونا وتأثير جهود مكافحته.

وتبحث شركة Expert System التي تتخذ من إيطاليا مقرا لها من خلال عشرات الآلاف من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي عن تتبع المشاعر تجاه تفشي الوباء، باستخدام مجموعة من الأنظمة لالتقاط الرؤية العاطفية.

ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، يخطط الفريق لنشر تحديث يومي يظهر المواقف والعواطف المتغيرة المحيطة بانتشار الفايروس والجهود المبذولة لإبطائه.

وكان الخوف هو أكثر المشاعر السائدة التي يتم التعبير عنها في المنشورات، مع تزايد جميع الآراء السلبية عبر العالم في المنشورات باللغة الإنجليزية.

وجاء الحزن والقلق من العواطف السائدة الأخرى التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية. وجد متعقب العاطفة أن العواطف الإيجابية كانت في انخفاض، ولكن الحب لا يزال بارزا في المشاركات المتعلقة بتفشي الوباء.

الخوف هو أكثر المشاعر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشارك الناس أفكارهم حول فايروس كورونا وتأثير جهود مكافحته

وتمت دراسة أكثر من 65 ألف منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من جانب أنظمة الفريق على مدار 24 ساعة، وأظهرت زيادة في المشاعر السلبية خلال يوم من 43.7 في المئة من جميع المشاركات إلى 44 في المئة.

كما انخفضت نسبة المشاعر المحايدة التي تم التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي من 32.2 في المئة إلى 30.5 في المئة.

وتشمل المشاعر المحايدة مشاعر النجاح والرغبة والشجاعة، فيما وجد الفريق أن المشاعر الإيجابية التي تم التعبير عنها في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي انخفضت إلى 25.5 في المئة بعدما كانت من 27.8 في المئة.

وكتب الفريق “هناك أسباب عديدة لتزايد الخوف، وأهمها الخوف من تزايد عدد الحالات الجديدة، وبالتالي الخوف من أن المزيد من الأرواح في خطر، أما السبب الثاني يتعلق بقدرة نظام الرعاية الصحية على الاستجابة”.

19