#غبار_السعودية_يلوثنا منطقة نزاع إلكتروني في العراق
يتصدر هاشتاغ #غبار_السعودية_يلوثنا الترند العراقي، وهو من صناعة الجيوش الإلكترونية للتشويش على حملات إلكترونية تطالب بتشجير المدن وإيقاف التصحر في البلاد.
بغداد- أثار تصدر هاشتاغ #غبار_السعودية_يلوثنا الترند العراقي على موقع تويتر جدلا وسخرية بالغة. وتحمّل الجيوش الإلكترونية السعودية مسؤولية هبوب عواصف رملية قوية على مدن العراق في الأيام الماضية.
وتحكم الجيوش الإلكترونية التابعة لجهات سياسية ودينية قبضتها على الترند العراقي من خلال إطلاق هاشتاغات مبنية على خلفيات لصراعات سياسية أو فكرية، وبثها عبر الآلاف من الحسابات الوهمية للإيهام بأنها “تعكس توجهات الرأي العام”.
◙ البنك العالمي يحذر من أن العراق يمكن أن يعاني من نقص في المياه بنسبة 20 في المئة بحلول 2050 بسبب تغير المناخ
ومن بين الأيام السبعة في الأسبوع يعكس الترند العراقي ليومين فقط الواقع في البلاد، ويمثل موقف واهتمامات الرأي العام العراقي الحقيقي إزاء مختلف القضايا التي تشغله، أما في الأيام الخمسة الأخرى فيكون الترند تحت قبضة الجيوش الإلكترونية.
ونشرت حسابات عراقية مقطع فيديو قالت إنه لمعدات تُحدث موجات غبار تصدرها السعودية عمدا إلى العراق. وتبين أن مقطع الفيديو قديم، ونُشر عام 2018 ضمن تقرير عن استخدام آلات الحصاد في أحد حقول البرازيل. وفي الفيدو الأصلي يمكن رؤية العشب الأخضر الذي يثبت أنّ آلات الحصاد موجودة في حقل زراعي وليس في الصحراء.
ويقول عراقيون إن الهاشتاغ محاولة لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون للتغطية على فشل المتحكمين في مصير الدولة المرتهنين لإيران في إيقاف التصحر.
وقد ازدادت وتيرة العواصف الرملية إلى حد كبير في العراق خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بتدهور التربة والاستعمال المفرط لمياه الأنهار وبناء سدود المنبع في إيران وتركيا المجاورتين، وإزالة الغابات والجفاف الشديد الذي زادت حدته بسبب تغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة وتراجع هطول الأمطار.
وتسببت العواصف في وفاة 11 مواطناً عراقياً، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحة العراقية، فيما أعلنت أنّ حوالي 10 آلاف شخص تلقوا العلاج في المستشفيات. وتتسبب العواصف الرملية أيضا في إلحاق أضرار اقتصادية بالبلد؛ إذ يؤدي انعدام الرؤية (يصل أحيانا إلى الصفر) إلى إغلاق المطارات والطرق الرئيسية. ويعتبر العراق من أكثر خمسة بلدان في العالم عرضة لتغير المناخ والتصحر، وهو ما يهدد أمنه الغذائي.
ويحذر البنك العالمي من أن العراق -الذي يبلغ عدد سكانه 41 مليون نسمة يعيش ثلثهم في حالة فقر- يمكن أن يعاني من نقص في المياه بنسبة 20 في المئة بحلول 2050 بسبب تغير المناخ. وكتب حساب:
وقال الإعلامي حسين الغاوي:
يتصدر هاشتاغ #غبار_السعودية_يلوثنا منصة تويتر في العراق، يتهمون السعودية بأنها هي السبب! أدوات إيران ينشرون فيديو يزعمون أنه من الحدود السعودية، بينما الفيديو تم تصويره في بمدينة ساو برناردو البرازيلية عام 2018.
وتهكم مغرد:
معليش حبايبنا أهل السعودية تحملوهم شيصير في العراق لازم تكونون انتو السبب #غبار_السعودية_يلوثنا
واعتبر حساب:
فيما طالب سعوديون من العراقيين باستلهام فكرة مشروع صد الرمال. وقال حساب:
فلينظر العراقيون منذ متى بدأنا نشتغل على مشروع صد الرمال؟ بدل هذا الهاشتاغ الغبي #غبار_السعودية_يلوثنا إعملوا عقولكم وأياديكم وازرعوا أراضيكم، فمياهكم وخيراتكم أرضكم أولى بها من الغريب.
من جانبها تقول وزارة البيئة العراقية إنه يمكن معالجة هذه المشكلة من خلال توسيع الكساء النباتي وتشجير الغابات التي يمكن أن تقاوم التصحر والانجراف. ودقت وزارة البيئة العراقية ناقوس خطر تزايد العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى “272 يوماً في السنة لفترة عقدين”. ورجحت “أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050”.
يذكر أن زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح تمثلان أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية، بحسب الوزارة.
وأطلق ناشطون وصحافيون عراقيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على تشجير المدن بجهود ذاتية والاعتماد على حدائق منازلهم والأرصفة، بعد أن فشلت مطالبة السلطات بالتشجير للحد من التصحر الذي ظهرت آثاره الكارثية خلال الأسبوعين الماضيين على العراق ضمن عدة هاشتاغات على غرار #تشجير_المدن #مكافحة_التصحر #نريد_وطنا_أخضر.
ونشر الصحافي العراقي معن حبيب مقطعا مصورا دعا فيه العراقيين إلى بدء حملة التشجير، وقال:
ودعا الصحافي المدونين والصحافيين والإعلاميين إلى دعم #تشجير_المدن و#مكافحة_التصحر، “وليكن التشجيع حقيقيا وليس ترندا فقط على مواقع التواصل”. وغردت الإعلامية ذكرى محمد نادر:
لنستعيد إخضرار أرض السواد (العراق): ازرع. لتتنفس في الوطن هواءً نقيا: ازرع. أمام بيتك، في حديقتك، على حافة شباكك، أو حفنة تراب على ناصية شارعك: ازرع. ليكون أفقك أخضر وليس محمرا بالغبار: ازرع. بادر أنت ولا تنتظر غيرك: ازرع #تشجير_المدن #نريد_وطنا_أخضر
وتساءلت الإعلامية “أين كحل عين العراق؟ أين اختفت الملايين من أشجار بساتين النخيل وكانت مثل عقد أخضر تطوق جيد الوطن؟ لماذا قطع الأوغاد أعناق النخيل؟ أليست النخلة هي عمتكم كما جاء عن الرسول؟ اسأل نفسك ماذا أبقى لك لصوص العصر وخونة البلاد؟ إنهم يقطعون عنك سبيل كل شيء وحتى الهواء”.
وتشير أرقام حكومية سابقة إلى أن أعداد أشجار النخيل في العراق بداية الثمانينيات بلغت ما يقارب 30 مليون نخلة، كانت تنتج سنويا أكثر من 500 ألف طن من التمور. وقال ناشط:
باختصار ستموتون من التراب وليس من الفساد والاغتيالات. ما عندك غير حل #تشجير_المدن لان اللي ديصير بـ #العراق مو مشاكل مناخية بس حكومات اسلامية متعاقبة كلهم حرامية وباعوا الحزام الأخضر!
وغرد الإعلامي زيد عبدالوهاب الأعظمي:
وتشير وزارة الزراعة إلى حاجة العراق إلى أكثر من 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر.
