غانتس يعتزم حسم استقالته من حكومة الحرب الأحد

مقربون من نتنياهو يقولون إن رئيس الوزارء لم يحاول بأي شكل من الأشكال منع حل حكومة الطوارئ.
الأحد 2024/06/09
انشقاق يزيد الوضع تأزيما

القدس – توقع إعلام عبري، الأحد، أن يعلن زعيم حزب الوحدة الوطنية الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس مساء اليوم، انسحابه من الحكومة الإسرائيلية، خلال تصريح سيدلي به للإعلام، في خطوة من شأنها أن تقود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حل مجلس وزراء الحرب.

وانضم حزب غانتس إلى حكومة نتنياهو في 11 أكتوبر الماضي وباتت تسمى حكومة الطوارئ وعلى إثر الخطوة تم إنشاء حكومة الحرب المصغرة.

ويضم مجلس الحرب كلا من نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، فيما يشارك في المجلس، بصفة مراقب، كل من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.

وأعلن غانتس، الأحد، أنه سيدلي بتصريح للإعلام مساءً، وذلك بعدما أرجأ خطابًا له مساء السبت كان من المتوقع أن يعلن فيه انسحابه من الحكومة بسبب عملية إنقاذ الرهائن الأربعة من مخيم النصيرات.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه من المقرر أن يدلي غانتس بتصريحه في تمام الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (17:00 ت.غ).

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة "بعد تأجيل تصريحه مساء السبت عقب عملية إنقاذ المختطفين، أعلن رئيس معسكر الدولة بيني غانتس أنه سيصدر التصريح مساء اليوم (الأحد)".

وتوقعت الصحيفة أن يعلن غانتس وشريكه في الحزب غادي أيزنكوت، الانسحاب من حكومة الحرب "بسبب عدم قدرتهما على التأثير في مجريات الأمور".

وكانت هيئة البث نقلت في وقت سابق عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه "عدا عن تغريدته لم يحاول رئيس الوزراء بأي شكل من الأشكال منع حل حكومة الطوارئ"، رغم تقارير سابقة بأن رئيس الوزراء ناشد غانتس ألا يترك حكومة الطوارئ وألا يتخلى عن الوحدة.

وكتب نتنياهو مساء السبت تدوينة على منصة "إكس" عقب الإعلان عن استعادة 4 محتجزين من قطاع غزة بعملية عسكرية قائلا "هذا هو وقت الوحدة وليس وقت الانقسام. علينا أن نبقى متحدين في مواجهة المهام الكبرى التي تنتظرنا. أناشد بيني غانتس لا تترك حكومة الطوارئ. لا تتخلى عن الوحدة".

ونقلت الهيئة، في وقت سابق أيضا عن غانتس قوله إنه سيجري تقييما للوضع السياسي ويفكر في تأجيل تقاعده بعد "عيد الأسابيع"، وهو اليوم السادس من شهر "سيفان" حسب التقويم العبري، والذي يصادف في مايو أو يونيو.

وقال غانتس ردا على ذلك "حتى اليوم يجب أن ننظر بمسؤولية إلى كيفية المضي قدما من هنا".

وكان غانتس قد هدد في 18 مايو الماضي، بالاستقالة من الحكومة التي يرأسها نتنياهو، إذا لم تعتمد خطة جديدة للحرب في غزة، بحدود الثامن من يونيو.

وسيمثل خروج غانتس من الحكومة انفراجة لحزب القوة اليهودية اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. فكلاهما لم يكونا راضيين كون قرارات الحرب بيد حكومة الحرب التي لا تضم ممثلين عن حزبيهما. وطالب بن غفير وسموتريتش مرارا بالانضمام الى حكومة الحرب أو على أقل تقدير حلها.

وفي وقت سابق الأحد، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، غانتس إلى الاستقالة من الحكومة وعدم إضفاء الشرعية عليها.

وقال لابيد، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، منتقدا دعوة نتنياهو السبت إلى الوحدة "إنهم يستخدمون (مصطلح) الوحدة عندما يكون ذلك مناسبا لهم ثم يفعلون ما يريدون، وهذا يجب أن يتوقف".

وتابع قائلا "إنها ليست حكومة حقًا، إنها حالة من الفوضى الكاملة ولا يجب إضفاء الشرعية عليها".

ودعا "حزب معسكر الدولة بقيادة غانتس الانسحاب من حكومة نتنياهو الفاشلة".

ومضى مخاطبا الحكومة "هل أصبح الآن لديكم نفوذ و(وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير، و(وزير المالية المتطرف بتسلئيل) سموتريتش لا يفعلان ما يريدان؟".

وقال لابيد مهاجما حكومة نتنياهو "هذه حكومة مجنونة. يرسلون شاحنات مساعدات إلى غزة ومن ثم يرسل وزراء في الحكومة (لم يسمهم) ميليشياتهم لوقفها"، في إشارة لمهاجمة متطرفين يهود مرات عديدة شاحنات المساعدات إلى غزة عند المعابر الإسرائيلية.

وكانت المعارضة الإسرائيلية قد طلبت مرارا في الأشهر الماضية بانسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة. وتريد المعارضة أن ينضم غانتس إلى صفوفها من أجل اسقاط الحكومة برئاسة نتنياهو والدفع باتجاه انتخابات مبكرة

وحاول الأميركيون على مدى الأيام الماضية منع استقالة غانتس في هذا التوقيت الحرج، واتصلوا بالوزير الإسرائيلي محاولين التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب، وذلك على ضوء المفاوضات الجارية حاليا للتوصل إلى صفقة جديدة، وفق ما نقلت قناة "كان 11" الإسرائيلية.

ويتهم المحيطون بالوزير الإسرائيلي، نتنياهو بأنه لم يحاول حتى منع حل حكومة الوحدة الطارئة. لا سيما أن واشنطن تعتبر غانتس شريكا مقربا لها وأكثر ليونة من نتنياهو.