غانتس يصارع وحيدا عشية انتخابات الكنيست

رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس يواجه هزيمة كاملة عشية الانتخابات الجديدة في ظل تراجع رصيده السياسي الذي أثر على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها.
الاثنين 2021/03/15
بيني غانتس يواجه هزيمة كاملة

القدس- حظي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس قبل عام بفرصة تشكيل حكومة في وقت كان يتصدر نتائج الاستطلاعات، لكنه اليوم وقبل أكثر من أسبوع على انعقاد الانتخابات الرابعة خلال نحو عامين بات يواجه تهميشا سياسيا محتملا.

وفاز التحالف السياسي “أزرق أبيض” بزعامة غانتس في انتخابات مارس 2020 بـ33 مقعدا، قبل أن يفشل في تشكيل ائتلاف في البرلمان المكون من 120 مقعدا.

وصدم غانتس أنصاره بعد عدة أسابيع بتحالفه مع خصمه اليميني بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة تزامنا مع الموجة الأولى لفايروس كورونا.

يبدو أن تراجع رصيد غانتس السياسي أثر على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها كرئيس سابق لهيئة الأركان، في بلد يلعب فيه الجيش دورا مركزيا

وقال مؤخرا “لست نادما على الموافقة على الانضمام إلى الائتلاف لأنني فعلت ذلك بدافع المسؤولية تجاه دولة إسرائيل في وقت أزمة”، على الرغم من انهيار التحالف بسبب ذلك.

ووصف كثيرون خطوة غانتس بـ”الخيانة”، خاصة بعد أن ظهر في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في العام 2019 وكأنه يحمل على عاتقه مهمة الإطاحة برئيس الوزراء صاحب أطول مدة في منصبه.

وأصبح غانتس بموجب الائتلاف الحكومي مع نتنياهو وزيرا للدفاع على أن يحل مكان نتنياهو كرئيس للوزراء بعد 18 شهرا، لكن سرعان ما انهار التحالف في ديسمبر الماضي. واتهم معسكر غانتس رئيس الوزراء وحزبه الليكود بالمماطلة عمدا في إقرار ميزانية العام 2021 من أجل إبقاء نتنياهو في منصبه.

وقال غانتس “أنا آسف للنتيجة”. ولاحقا، حُل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وتمت الدعوة إلى إجراء انتخابات في 23 مارس، في خطوة خيبت آمال الشعب. وأضاف أن الحاجة إلى انتخابات وطنية أخرى هي مسؤولية نتنياهو “الوحيدة”.

حل البرلمان الإسرائيلي والدعوة إلى إجراء انتخابات في 23 مارس خطوة خيبت آمال الشعب

وبتحالفه مع نتنياهو، دفع غانتس (61 عاما) نصف النواب في حزبه للاستقالة بدلا من الانضمام إلى رئيس الوزراء الذي يحاكم منذ مايو بتهم تتعلق بالفساد. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الشخصيات المتبقية من حزب “أزرق أبيض” ستفوز بأربعة أو خمسة مقاعد فقط في الانتخابات المقبلة.

لكن يمنح النظام البرلماني في إسرائيل والقائم على التمثيل النسبي والمساومة بين الأحزاب ذات الأجندات المتضاربة غالبا، الحزب الوسطي فرصة في اختيار رئيس الوزراء المقبل. ويقر غانتس بأن أي فكرة لقيادة الحكومة ولت منذ زمن طويل. ويشير “في اليوم التالي للانتخابات، سأدعم أي شخص غير نتنياهو قادر على تشكيل ائتلاف من 61 صوتا ويؤيد استقلال القضاء واحترام الديمقراطية”.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب المفتوحة دينيس شاربيت أنه لو أن غانتس نجح في إلزام نتنياهو باتفاق التناوب على المنصب، لكان تم قبول قراره من قبل مؤيديه بالانضمام إلى الائتلاف على مضض. ويضيف “في نهاية المطاف إذا لم يتم احترام الصفقة التي التزم بها فلن تغفر الخيانة”. ويرى شاربيت أن غانتس “يواجه هزيمة كاملة عشية الانتخابات الجديدة”.

ويبدو أن تراجع رصيد غانتس السياسي أثر على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها كرئيس سابق لهيئة الأركان، في بلد يلعب فيه الجيش دورا مركزيا ولطالما حظيت الشخصيات العسكرية المتقاعدة بالاحترام والثقة وتصل إلى مناصب عامة رفيعة، كما حصل مع كل من إسحاق رابين وإيهود باراك وأرييل شارون الذين تولى كل منهم في مرحلة ما رئاسة الوزراء.

وقبل عامين وعندما ظهر حزب “أزرق أبيض” لأول مرة، عيّن غانتس الذي كان رئيس هيئة الأركان خلال الحرب على قطاع غزة المحاصر في العام 2014، إثنين من كبار الضباط السابقين في فريقه السياسي، هما موشيه يعالون وغابي أشكينازي، لكن يبدو أن الأولويات قد تغيرت خلال أزمة فايروس كورونا.

ويقول أستاذ العلوم السياسية “تمتع غانتس وأشكينازي بمصداقية كبيرة عند الناس، لكن ذلك لم يكن كافيا في فترة كانت فيها الأولوية على الجبهة الصحية أكثر منها على الأمنية”.

أصبح غانتس بموجب الائتلاف الحكومي مع نتنياهو وزيرا للدفاع على أن يحل مكان نتنياهو كرئيس للوزراء بعد 18 شهرا، لكن سرعان ما انهار التحالف

وأطلق نتنياهو حملة تطعيم طموحة ضد فايروس كورونا تعتبر الأسرع والأوسع نسبة لعدد سكانها، وذلك بعدما أبرم صفقة مع شركة فايزر الأميركية التي زودته بمخزون كاف من اللقاحات مقابل إمدادها بالبيانات الصحية حول تأثير منتجها على متلقيه.

ويصر غانتس على أن النزاهة تبقى أحد أهم المقوّمات في الانتخابات. ويقول “لم أتخل عن البقاء مستقيما وقمت بحماية استقلالية النظام القضائي ضد هجمات أولئك الذين يريدون تقويض الديمقراطية”. ويضيف “لست مستعدا لأن أكون مراوغا في السياسة، أنا رجل نزيه وسأظل كذلك”.

2