غانتس يسعى لكسر الجمود في العلاقات الإسرائيلية الأردنية

عمان - كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأحد أن لقاء سريا جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مؤخرا في العاصمة عمّان، للتشاور حول إمكانية إجراء تعاون مشترك بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن غانتس ألمح خلال حديث مع نشطاء بحزبه "أزرق - أبيض"، عبر تطبيق "زووم" إلى اتصالات يجريها مع الأردن.
وقال الوزير "لدي اتصالات مستمرة ومتواصلة مع العاهل الأردني والمسؤولين الأردنيين الآخرين، وأعتقد أنه يمكننا التوصل إلى العمل والتعاون في العشرات من المشاريع المدنية التي من شأنها أن تعزز العلاقات بشكل كبير".
ويأتي هذا اللقاء بعد استئناف الاتصالات بين البلدين، بعد فترة برود، بلقاء جمع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي في ديسمبر الماضي، لبحث جهود استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وأضاف غانتس "للأسف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها بالأردن، ووجوده يتعارض مع تقدم العلاقات".
ولطالما اتسمت علاقة الأردن بالحكومات اليمينية السابقة التي أشرف على رئاستها بنيامين نتنياهو بالفتور، وتخللها في بعض الفترات توتر كان أشده وطأة حين قُتل أردنيان في يوليو 2017 داخل السفارة الإسرائيلية في عمّان، ما دفع الأردن حينها إلى سحب سفيره.
وعلى خلاف رأي المؤسستين الأمنية والعسكرية في تل أبيب التي تشدد على أهمية الحفاظ على هذه العلاقة التي تراها استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، فإن لليمين موقفا آخر حيال العلاقة مع الأردن، ذلك أن الأخير يرى أن المتغيرات الإقليمية وحتى الدولية تجعل من الاهتمام بهذه العلاقة مسألة ثانوية، وسبق وأن قال نتنياهو بصريح العبارة "إن إلغاء الأردن لاتفاقية السلام معنا لا يهمّنا".
وأشارت الصحيفة إلى اللقاءات التي جمعت وزير الخارجية الإسرائيلي بنظيره الأردني مرتين في الأشهر الأخيرة، وبحث معه تطوير مشاريع مختلفة بين البلدين.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات الأردنية حول ما أوردته الصحيفة.
وانضم الأردن في أكتوبر الماضي إلى اتفاقيات السماوات المفتوحة مع إسرائيل، بتوقيع اتفاقية تسمح برحلات جوية تجارية عبر المجال الجوي للجانبين، في خطوة تحمل أكثر من دلالة لاسيما من حيث توقيتها، في ظل الاختراقات الجارية على مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية.
وجاءت الاتفاقية الأردنية الإسرائيلية بعد توقيع اتفاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية على أهمية ضمان رحلات جوية منتظمة ومباشرة، لتعزيز العلاقات وفتح المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي.
ووقع الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1994، فيما عرف باتفاقية "وادي عربة"، ليصبح ثاني دولة عربية تقدم على هذه الخطوة بعد مصر عام 1979.
ويقول متابعون إن الأردن وقّع معاهدة السلام على أساس تصوّر شامل يمهّد لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وحلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأ مئات الآلاف منهم إلى المملكة عام 1948 وعام 1967.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن أكثر من 2.2 مليون لاجئ، في حين يشكل الأردنيون من أصل فلسطيني أكثر من نصف عدد السكان البالغ نحو عشرة ملايين.