غارة تستهدف قاعدة لفاغنر شرق ليبيا

طائرات مسيرة مجهولة تشن هجوما على المرتزقة الروس شرق ليبيا بعد تمردهم على الجيش الروسي وبعد قرار واشنطن فرض عقوبات على فاغنر للحد من نفوذها.
السبت 2023/07/01
فاغنر باتت تمتلك قوة كبيرة ونفوذا في عدد من الساحات الدولية

طرابلس - استهدفت طائرات مسيّرة مجهولة ليل الخميس الجمعة قاعدة جوّية في شرق ليبيا ينتشر فيها عناصر من مجموعة فاغنر الروسيّة، من دون أن يُسفر عن خسائر بشريّة، على ما أعلن مصدر عسكري فيما ياتي هذا الهجوم في ظل ازمة بين هذه العناصر والقيادة العسكرية الروسية بعد حادثة التمرد وقرار واشنطن فرض عقوبات عقوبات جديدة تستهدف أنشطة "فاغنر" في دول افريقية مثل مالي وإفريقيا الوسطى.
ويأتي الهجوم في خضم جهود دولية وأممية تهدف لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الساحة الليبية مع تقدم مسار المفاوضات يشان تنظيم الانتخابات.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إنّ طائرات مسيّرة "مجهولة قصفت قاعدة الخروبة الجوّية (150 كيلومترا جنوب شرق بنغازي) حيث ينتشر عدد من قوّات فاغنر" الروسيّة الذين شاركوا في الحرب بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق السابقة.
ولم يتحدّث المصدر عن سقوط ضحايا لكن الحادثة تطرح عديد التساؤلات حول الجهة المستفيدة من استهداف المرتزقة الروس في ظل الخلافات الحادة بينهم وبين القيادة العسكرية الروسية وموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بدا يتخذ قرارات أكثر حدة ضد هذه العناصر منذ تمردها هذا الشهر.
وقالت وزارة الخزانة الاميركية انها قررت فرض عقوبات على شركة التعدين "مايداس ريسورسز" المالكة لمناجم عدة في إفريقيا الوسطى وكذلك "ديامفيل" المتخصصة في تعاملات الذهب. والشركتان يديرهما قائد فاغنر.
وتستهدف العقوبات شركة "إنداستريال ريسورسز جنرال تريدينغ" وهي متّهمة بإدارة تعاملات "ديامفيل".
ويعتقد ان الهجمات ربما تكون وراءها جهات غربية على غرار الولايات المتحدة التي تسعى لاستغلال الخلاف بين القيادة الروسية وفاغنر لقطع اذرع موسكو في عدد من الساحات من بينها ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء وبالتحديد مالي أين تتواجد مثل هذه العناصر.
من جانب اخر تحدثت تقارير من مصادر بوزارة الدفاع لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة ان طيرانا مسيرا من نوع "اكنجي" تم شراؤه من تركيا وراء قصف القاعدة لكن ذلك لم يتأكد بعد.
وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 بسبب تدخل اطراف خارجية في الصراع الداخلي عبر جلب المرتزقة والقوات العسكرية الأجنبية من قبل روسيا وكذلك تركيا.
ومن نيسان 2019 إلى يونيو 2020، استخدمت أطراف الصراع الليبي مقاتلين تشاديين وسودانيين ونيجيريين وسوريين، وكذلك إلى عناصر من مجموعة فاغنر، في محاولة لبسط النفوذ.
ومذاك، ظل مئات من عناصر فاغنر نشطين في الشرق، منطقة الموانئ النفطية، وفي جنوب ليبيا، بعد مغادرة جزء منهم إلى مالي أو إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب الجيش الروسي.
ومحاولة إضعاف عناصر فاغنر لن يكون في صالح موسكو رغم الأزمة الأخيرة حيث استخدمت الحكومة الروسية هذه الورقة لتحقيق مكاسب وهي اليوم غير مستعدة للتخلي عنها وسط مساع تبذلها لتحييد قيادة المرتزقة.
وكان زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طمأن قبل فترة دولا تنتشر فيها عناصر فاغنر التي قاد رئيسها نهاية الأسبوع تمردا اثار مخاوف من فوضى في مناطق انتشار الآلاف من عناصر المجموعة الروسية شبه العسكرية وهو التمرد الذي انتهى بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وقال لافروف "أن مجموعة فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، مشددا على أن تمرّد قائدها يفغيني بريغوجين لن يؤثر على علاقات موسكو بحلفائها".