غارات تركيا شمال العراق تواصل حصد أرواح الإيزيديين

مقتل ثلاثة مقاتلين أيزيديين عراقيين بينهم قيادي في الحشد الشعبي في قصف تركي بسنجار.
الاثنين 2021/08/16
الأهداف التوسعية فوق كل شيء

بغداد - واصلت تركيا توغلها شمال العراق الاثنين، حيث أعلن مسؤول أمني بقضاء سنجار في محافظة نينوى شمال البلاد مقتل قيادي أيزيدي في الحشد الشعبي العراقي ومرافقيه في قصف جوي تركي، استهدف سيارة مدنية وسط المدينة التي تعتبر المعقل الرئيسي لتلك الأقلية.

وأوضح المسؤول أن "القيادي في الفوج ثمانين التابع للحشد الشعبي العراقي حسن سعيد، قتل مع اثنين من مرافقيه إثر قصف جوي استهدف سيارته وسط سنجار".

ويعمل الفوج 80 ضمن قوات الحشد الشعبي ويتبع الحكومة العراقية، وكان يعرف سابقا باسم "وحدات حماية سنجار" التي تأسست بدعم حزب العمال الكردستاني في العام 2014، للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم داعش.

وأضاف المصدر أن "مقاتلين آخرين أصيبوا بجروح إثر الاستهداف الذي وقع منتصف ظهر الاثنين".

ويقطن الإيزيديون، وهم أقلية ناطقة بالكردية، في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية. وقد تعرضوا منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرّفين يتّهمون أتباع هذه الديانة بأنّهم من "عبدة الشيطان".

وعندما سيطر تنظيم داعش على الموصل ومحيطها اجتاح الجهاديون منطقة جبل سنجار، فقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل أربعة جنود أتراك وإصابة ثلاثة بجروح في انفجار قنبلة يدوية الصنع في منطقة شمال العراق، تنفذ فيها أنقرة عملية ضد القواعد الخلفية لحزب العمال، فيما قتل آخر الجمعة أيضا في هجوم بقذائف الهاون نفذه حزب العمال على موقع عسكري في شمال العراق وفقا لأنقرة.

وتشن القوات التركية بانتظام عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، آخرها انطلق في أبريل وذهب ضحيته حتى الآن مدني قتل الجمعة بنيران الجيش التركي في منطقة زاخو الحدودية مع تركيا، خلال اشتباكات مع حزب العمال الذي يشنّ تمردا ضد الدولة التركية منذ عقود، فيما لأنقرة نحو عشر قواعد عسكرية في المنطقة.

وتستخدم تركيا، خصوصا في هجماتها ضد التنظيم، الطائرات المسيّرة التي تصل أيضا إلى منطقة سنجار، ما حال دون عودة الآلاف من النازحين الإيزيديين الذين تهجروا نتيجة ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية بين 2014 و2017، إلى منازلهم.

وقتلت القوات التركية العام الماضي القيادي بقوات حماية سنجار مام زكي بقصف جوي كذلك.

وتثير العمليات التركية موجة سخط خاصة في السليمانية التي انتفضت أكثر من مرة، تنديدا بمقتل مدنيين في عدة مناطق كردية في شمال العراق. كما يثير انتهاك تركيا لسيادة العراق توترا بين أنقرة وبغداد، إلا أن موقف الحكومة العراقية الاتحادية يبدو ضعيفا ولم يرق إلى مستوى الأحداث، وهو ما يثير كذلك حالة من الاحتقان لدى أحزاب سياسية وميليشيات شيعية مسلحة موالية لإيران.

وسبق لتلك الفصائل أن دعت تركيا إلى سحب قواتها، مهددة بأنها ستتعامل مع القوات التركية باعتبارها قوات احتلال، ما يعني أنها ستكون هدفا مشروعا للاستهداف.

ورغم ذلك تمضي أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في شمال العراق، خاصة في المناطق القريبة من معاقل حزب العمال الكردستاني في سنجار وقنديل.

وتريد تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة على غرار تلك التي تقيمها في شمال سوريا، والتي تشكل منطلقا رئيسيا لعملياتها الجوية ضد المسلحين الأكراد السوريين.

وتؤاخذ أحزاب سياسية عراقية والفصائل على حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي صمتها، ولماذا لم تتحرك لوقف الانتهاكات التركية لسيادة العراق؟ حيث تنفذ أنقرة عمليات عسكرية وتوغلات برية دون تنسيق مع الجهات العراقية الرسمية.

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد علنا بأن بلاده ستأخذ زمام الأمور بيدها ما لم تتحرك بغداد لكبح أنشطة حزب العمال الكردستاني، وهو أمر يعتبر إهانة واستهانة بالسلطات العراقية.

وتبرر تركيا عملياتها، حتى تلك التي يقتل فيها مدنيون أكراد في شمال العراق، بأنها موجهة ضد الجماعات الإرهابية.