غارات إسرائيلية على طرطوس السورية تختبر قدرة الشرع على الرد

دمشق - أعلن الإعلام الرسمي السوري الإثنين عن تعرض محيط طرطوس بغرب البلاد لضربات إسرائيلية، بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن انفجار قرب مرفأ المدينة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف "موقع عسكري" الى الشمال منها.
وتأتي هذه الضربات وسط صمت سوري رسمي، ما يشير إلى أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لا يزال يسعى إلى تجنب التصعيد والظهور بمظهر الشخصية المعتدلة، حتى لا يثير غضب الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل في المنطقة، وذلك أملا منه في أن ترفع العقوبات المفروضة على بلاده.
وشنّت الدولة العبرية مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية عقب سقوط الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، مؤكدة أنها تهدف الى الحؤول دون سيطرة أطراف معادية لها على "قدرات استراتيجية".
وأشارت وكالة سانا الى وقوع "غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة طرطوس، بدون تسجيل خسائر بشرية حتى الآن". أضافت "تعمل فرق الدفاع المدني والفرق المختصة على التأكد من مكان الاستهدافات".
وقبيل ذلك، أفاد المرصد السوري عن "انفجار عنيف هز مرفأ طرطوس بالتزامن مع تحليق طيران مجهول يرجح أنه إسرائيلي، وسط تصاعد لأعمدة الدخان".
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن الانفجار وقع في قاعدة عسكرية قرب المرفأ.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف "موقعا عسكريا" يضم مستودعا للأسلحة في شمال غرب سوريا.
وقال إن سلاح الجو "أغار في منطقة القرداحة في سوريا على موقع عسكري تم استخدامه لتخزين وسائل قتالية تابعة للنظام السوري المخلوع".
أضاف "نظرا للتطورات الأخيرة في المنطقة تقرر مهاجمة بنى تحتية داخل الموقع".
والقرداحة هي مسقط آل الأسد الذين حكموا سوريا قرابة خمسة عقود، وتقع على نحو 60 كلم شمال مدينة طرطوس.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء أنه شنّ غارات جوية على مواقع عسكرية في جنوب سوريا "تحتوي على أسلحة".
وأفاد المرصد السوري في حينه بسقوط قتيلين على الأقلّ جراء "أربع ضربات إسرائيلية استهدفت مقرا لفرقة عسكرية في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق".
وأتت الضربات بعد أيام من مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل "جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل" مؤكدا أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وعقب اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية عائدة لقوات الأسد، أو كانت مرتبطة بحليفيه إيران وحزب الله اللبناني. ونادرا ما تبنّت الدولة العبرية في تلك الحقبة شنّ هذه الغارات، لكنها دائما ما كانت تؤكد أنها لن تسمح لعدوتها إيران بترسيخ وجود عسكري على حدودها.
وإضافة الى الضربات الجوية، سارعت القوات الإسرائيلية إبان سقوط الأسد لإعلان تقدم قواتها الى المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية التي تحتلها، في خطوة لقيت تنديدا دوليا.
واحتلت إسرائيل جزءا من الهضبة السورية عام 1967، وأعلنت ضمّه في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو في فبراير إن قواته "ستبقى في منطقة جبل حرمون ومحيطها لفترة غير محددة زمنيا لحماية بلداتنا ومواجهة أي تهديد".
ودان البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في دمشق الشهر الماضي، "التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية"، مؤكدا التمسك بـ"الحفاظ على وحدة" سوريا و"سيادتها على كامل اراضيها ورفض اي شكل من أشكال التجزئة والتقسيم او التنازل عن اي جزء من أرض الوطن".