غارات إسرائيلية على سوريا تستفز لبنان وروسيا

الخارجية الروسية: نحن قلقون جداً جرّاء الضربات وطريقة تنفيذها. هذا انتهاك صارخ لسيادة سوريا.
الخميس 2018/12/27
إقرار غير مباشر بالغارات

دمشق - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تدافع عمّا أسماه “خطوطها الحمراء” في سوريا، في إقرار غير مباشر بشنّ إسرائيل هجمات ليل الثلاثاء الأربعاء على مواقع داخل سوريا عبر الأجواء اللبنانية، أثارت غضب بيروت وموسكو.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية التي قالت روسيا إنها تمت عبر مقاتلات “إف 16”، مدرسة الديماس وهي نقطة تمركز ومستودعات لحزب الله اللبناني محمية من قوات الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وأيضا مقرا للفرقة الرابعة في ناحية الصبورة غرب دمشق، ومستودعات أسلحة وصورايخ تابعة للفرقة العاشرة في بلدة قطنا جنوب العاصمة، فضلا عن مبان تابعة لمؤسسة معامل الدفاع في محيط منطقة التل شمال غرب دمشق.

وذكرت صحيفة نيوزويك الأميركية، الأربعاء، أن “مسؤولين من حزب الله اللبناني أصيبوا في الغارات التي نفذتها إسرائيل على دمشق”. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية (لم تسمّه) قوله، إن “الغارة جاءت بعد دقائق من صعود مسؤولين من حزب الله إلى طائرة إيرانية بالعاصمة السورية كانت متجهة إلى طهران”.

وأضاف أن “مسؤولين بالحزب أصيبوا في الضربة، التي كانت تستهدف اغتيالهم”، دون تحديد عددهم.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن “الغارة الإسرائيلية استهدفت ذخائر إيرانية استراتيجية في المنطقة، بما فيها معدّات تحديد مواقع متعلقة بأسلحة”. ولفتت إلى أن “طائرتين إيرانيتين مشبوهتين غادرتا دمشق قبل نصف ساعة من الغارة الإسرائيلية”.

وقال نتنياهو على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الأربعاء “لسنا على استعداد للقبول بتعزيزات عسكرية إيرانية موجهة ضدنا، في سوريا… سنتصدى لهذا بضراوة، وبشكل مستمر، حتى في هذه الأيام”، في إشارة إلى البلبلة التي أثارها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا.

وأثارت الغارات التي تأتي في توقيت جد حساس، واستمرت لوقت طويل على خلاف المعتاد غضب روسيا، التي اتهمت تل أبيب “بانتهاك صارخ لسيادة سوريا”.

وكانت العلاقة بين موسكو وتل أبيب شهدت توترا قبل أكثر من ثلاثة أشهر بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية روسية من طريق الخطأ في معرض ردّها على صواريخ إسرائيلية.

وردّا على الغارات الأخيرة اتهمت روسيا ولبنان أيضا إسرائيل بتهديد سلامة طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية أثناء شنّها للهجوم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ليل الثلاثاء نقلاً عن مصدر عسكري أن الدفاعات الجوية “تصدّت لصواريخ معادية أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية”.

وأضافت الوكالة أن الدفاعات الجوية تمكنت “من إسقاط معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها”، موضحة أن “أضرار العدوان اقتصرت على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجراح”.

Thumbnail

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي على موقع تويتر إن “نظام الدفاع الجوي تصدّى لصاروخ مضادّ للطائرات أُطلق من سوريا”، وأضاف أنه “لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار” بعد إطلاق هذا الصاروخ.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء في بيان “نحن قلقون جداً جرّاء الضربات وطريقة تنفيذها. هذا انتهاك صارخ لسيادة سوريا”. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشنكوف إن الضربات “الاستفزازية” شكّلت خطراً على طائرتين مدنيتين.

وفي بيروت، صرّح وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، أن لبنان “نجا بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركّاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية أثناء استباحة الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية في عدوانه على جنوب دمشق”.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافا عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيين في سوريا.

وتُعد الضربة الجديدة ليل الثلاثاء، الأولى منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي سحب القوات الأميركية، من سوريا.

ويثير الانسحاب قلق إسرائيل من احتمال أن يصبح لعدوّتها الأبرز إيران المزيد من الحرية للتحرك في سوريا، ويرى محللون أن تل أبيب أرادت من خلال الغارات الأخيرة التي استهدفت عدة مواقع إرسال رسالة مفادها أن قرار ترامب لن يقف حجرة عثرة أمام جهودها في استهداف إيران وميليشياتها.

2