عُمان ترفد القطاع اللوجستي بمبادرات جديدة تعزز تنافسيته

أسياد تستهدف تنمية الصادرات وتعزيز الربط التجاري.
الخميس 2021/12/02
قيادة رافعة الحاوية مهمة تتطلب مهارات عالية

عززت سلطنة عمان خطواتها لتطوير قطاع اللوجستيات باعتباره إحدى أبرز قاطرات تنويع مصادر الدخل لامتلاكه إمكانيات تدعم تنافسية البلد الخليجي كمركز لوجستي عالمي في المستقبل يقدم حلولا متكاملة ومزايا متنوعة تشكل مقومات جاذبة للاستثمارات والمشاريع العربية والأجنبية.

مسقط - راهنت الحكومة العمانية أساسا على دعم قدرات قطاعها اللوجستي بهدف تنمية الصادرات وتعزيز الربط التجاري الإقليمي والعالمي وجذب المزيد من رؤوس الأموال الخارجية عبر مبادرات تنفذها ذراعها المجموعة العمانية العالمية للوجستيات (أسياد).

وتلعب اللوجستيات دورا كبيرا في دعم القطاعات الأخرى في السلطنة وتحقيق النمو الاقتصادي، حيث تعمل أسياد على دعم الصادرات العمانية إلى الدول المجاورة واختزال وقت وتكلفة التصدير وتشجيع الصناعات العمانية مع تقديم حلول أكثر كفاءة.

وأحدثت أسياد خلال السنوات الماضية تحوُّلا كبيرا في القطاع عبر تعزيز تنافسيته وتنويع خدماته إقليميا وعالميا، ورفده بمختلف الحلول والمبادرات التقنية الحديثة لاستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية والمشروعات الاقتصادية.

وعزّزت الجهودُ دعمَ إسهامات القطاع في الناتج المحلي الإجمالي حيث ارتفع بنسبة 4 في المئة العام الماضي، ما جعل أسياد التي تتجاوز قيمة أصولها 1.5 مليار ريال (3.9 مليار دولار) تحتل المرتبة الرابعة ضمن أكبر الشركات اللوجستية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أحمد العبري: استراتيجيتنا تحويل الموانئ من محطات إلى منظومة متكاملة

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أحمد العبري الرئيس التنفيذي لموانئ ومرافئ أسياد قوله إن “استراتيجية المجموعة تهدف إلى رفع العوائد الاقتصادية لهذه الموانئ وتعزيز أدوارها وتحويلها من مجرد محطات عبور إلى منظومة اقتصادية متكاملة”.

وتدير المجموعة ثلاثة موانئ بحرية عميقة ومنطقتين حرّتين ومنطقة اقتصادية متكاملة وعددًا من الخدمات البحرية تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة.

كما أن لديها أسطولا متناميا من الناقلات البحرية العملاقة مدعوما بشبكة نقل بحري تربط سلطنة عُمان مباشرة مع 86 ميناءً تجاريًّا في 40 دولة في العالم عبر 200 رحلة أسبوعية.

وبرهنت الموانئ العُمانية على جاهزيتها في الظروف الاقتصادية المختلفة وتحقيق متطلبات الأمن الغذائي والدوائي للسلطنة، فقد حافظت على استدامة عملياتها اللوجستية بكفاءة عالية ونجحت في توسيع شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الخطوط الملاحية العالمية.

وتشكل الموانئ، وفي مقدمتها موانئ صحار وصلالة والدقم، بوابات لوجستية ومراكز عالمية تربط بين الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية معا.

وتظهر المعطيات الرسمية أنها واصلت تحقيق معدلات نمو تصاعدية في ترجمة حقيقية لمكانتها وتنافسيتها على الممرات التجارية العالمية.

في المقابل تقوم الموانئ المتوسطة ممثلة في موانئ السلطان قابوس والسويق وشناص وخصب بدور فاعل في ربط الأسواق الإقليمية بالأسواق العُمانية.

وتؤكد أحدث المؤشرات التشغيلية التي سجلتها موانئ عُمان خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 نموا في العمليات التجارية والاستيراد المباشر بنسبة 5 في المئة.

ووصل عدد الحاويات التي تمت مناولتها في الموانئ إلى أكثر من 3.9 مليون حاوية نمطية، مسجلة نموا بحوالي 3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت كمية البضائع العامة التي تم التعامل معها عبر هذه الموانئ نحو 41 مليون طن بزيادة قدرها 7 في المئة، فيما بلغت كمية البضائع السائلة التي تمت مناولتها 15 مليون طن بزيادة نسبتها 8 في المئة على أساس سنوي.

وتشرف مجموعة أسياد على المناطق الحرة في كل من صحار وصلالة والمنطقة الاقتصادية في خزائن وتشكل جميعها داعما رئيسيا للاقتصاد العماني ومحطة انطلاق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمار الأجنبي الذي يسهم في تعزيز النمو وتوفير فرص العمل.

وتقدم المناطق الحرة حزما متكاملة من الحوافز تدعمها بحلول لوجستية شاملة تلائم احتياجات وتطلعات عملائها التجاريين المحليين والدوليين الحالية والمستقبلية.

ويبلغ حجم المشروعات القائمة في المناطق الحرة بصحار وصلالة ما يقرب من 5.2 مليار دولار، فيما يصل حجم المشاريع الصناعية المختلفة قيد الإنشاء إلى نحو 1.1 مليار دولار.

وحققت مجموعة أسياد ممثلة في ذراعها التنفيذية للنقل البحري والحوض الجاف نتائج إيجابية أبرزت تكاملية الخدمات البحرية لتحقيق الريادة إقليميًا وتعزيز التنافسية عالميًا في أعمال الشحن والنقل البحري وصيانة وإصلاح السفن والناقلات العملاقة.

وتمتلك أسياد أسطولا بحريا متناميا يضم أكثر من 60 ناقلة حديثة في مختلف الاستخدامات وبسعة تتجاوز 9 ملايين طن تقدم حلول شحن لمختلف العملاء المحليين والعالميين، إذ تواصل ترسيخ مكانة سلطنة عُمان على خارطة الشحن وسلاسل الإمداد البحرية العالمية.

وسجلت خطوط أسياد لنقل الحاويات بنهاية الربع الثالث من 2021 نموا في عملياتها التجارية بنحو 19 في المئة من الخطة المستهدفة عبر شحن أكثر من 261 ألف حاوية نمطية.

وأسهم هذا الأمر بشكل مباشر في ربط موانئ البلاد بشبكة خطوط مباشرة مع موانئ دول الخليج العربي والهند ودول شرق آسيا.

وحتى تتمكن من مجاراة تسارع وتيرة النقل البحري عملت أسياد على توفير نحو 9600 حاوية حديثة منها مئة حاوية مُبردة، لتعزيز منظومة سلسلة التوريد وتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية من مختلف البضائع.

مؤشر ألفا لاينر صنف أسياد ضمن أفضل مئة شركة عالمية في خدمة نقل الحاويات

وصنف مؤشر ألفا لاينر الدولي خدمات أسياد في نقل الحاويات ضمن أفضل مئة شركة عالمية لتميزها في حجم السعة الاستيعابية لنقل الحاويات بخطوطها الملاحية على المستويين الخليجي والعالمي.

كما استطاعت خدمات أسياد للحوض الجاف تعزيز تنافسيتها وكسب ثقة عملائها من 35 دولة في مختلف الأسواق العالمية، بفضل المعدات المتطورة والكفاءة العالية في عملياتها وقدرتها على التعامل مع مختلف الأعمال بما فيها الإصلاحات المعقدة.

وإلى جانب ذلك ارتفع عدد مشاريع الصيانة والإصلاح التي استقبلها الحوض الجاف بنسبة 35 في المئة ليبلغ عددها 143 مشروعا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بمقارنة سنوية، ليتجاوز عدد السفن والمشاريع التي تعامل معها الحوض الجاف في الدقم منذ انطلاقة عملياته ألف سفينة ومشروع.

وسجلت أسياد تحولا نوعيا في أعمال الحوض الجاف بإضافة نشاط تصنيع وبناء السفن إلى أنشطتها في إصلاح وصيانة والسفن والأعمال المرتبطة بها في إطار تكاملية الأعمال والخدمات اللوجستية المرتبطة بالنقل البحري والتي توفرها المجموعة.

وفي قطاع التجارة الإلكترونية تعمل المجموعة على جعل البلد مركزا محوريا في القطاع لأسواق الخليج وآسيا وشمال أفريقيا من خلال مركز الإنجاز والتنفيذ بأسياد إكسبريس الذي يرتبط بشكل سريع ومباشر مع أكثر من 220 وجهة دولية.

ويوفر مركز الإنجاز والتنفيذ مناخا لنمو وتأسيس الأعمال التجارية الإلكترونية للشركات المحلية والعالمية يتضمن خدمات التخزين واستلام وإعداد وإرسال الشحنات والطرود وتقديم خدمات مبتكرة للشركاء التجاريين بأحدث الحلول البريدية وأسرعها وأكثرها كفاءة.

11