عُمان تدشن مصنعا لإنتاج الحافلات في الدقم

الدقم (سلطنة عمان) - مهدت سلطنة عمان طريق توطين صناعة المركبات الذي يمثل أحد محاور رؤيتها الإصلاحية بتدشينها الخميس مصنعا لإنتاج الحافلات في الدقم والتي تحتضن إحدى أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في المنطقة العربية.
وتأتي الخطوة بعد نحو أربعة أشهر من تدشين شركة ميس الناشئة، وهي أحد استثمارات الصندوق العُماني للتكنولوجيا، النموذج الأول لمركباتها الخضراء مؤخرا، لتؤكد أنها تجربة مهمة ستفتح آفاق توطين هذه الصناعة بالبلد الخليجي.
وتريد الحكومة من وراء تطوير قطاعات جديدة لم تكن في السابق في فلك اهتماماتها جعل البلد، الذي مر بأوضاع مالية صعبة بسبب تقلص إيراداته النفطية قبل أن يعود إلى تحقيق فوائض مالية، مركزا صناعيا في الشرق الأوسط مستقبلا رغم التحديات.

إبراهيم البلوشي: مصنع كروة يمتلك أحدث تقنيات تشغيل خطوط الإنتاج
ويؤكد المسؤولون أن المصنع البالغ تكلفة إنشائه نحو 71 مليون دولار يعتبر من بين النتائج التي بدأت تتحقق من مستهدفات وأولويات “رؤية 2040” في جانب التنويع الاقتصادي.
وقال وزير المالية سلطان بن سالم الحبسي في كلمة له أثناء التدشين إن “افتتاح مصنع كروة للحافلات يعد إضافة نوعية لمنطقة الدقم”.
وأوضح أنه سيتم مستقبلا تصنيع بعض المكونات وقطع الغيار التي يحتاجها المصنع محليًّا، مشيدًا بالمواصفات والجودة العالية التي يمتاز بها المصنع.
وتستهدف شركة كروة للسيارات من خلال المشروع المشترك بين جهاز الاستثمار العماني، الذي يملك حصة 30 في المئة من المصنع، وشركة النقل الوطنية القطرية (مواصلات قطر)، في مراحله الأولى إنتاج 700 حافلة سنويا.
وقال سعد المهندي رئيس مجلس إدارة كروة إن “الشركة هي نتاج تنفيذ استراتيجيات الشراكة بين سلطنة عُمان ودولة قطر التي تعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين”.
وأوضح أن فريق عمل الشركة نجح في تنفيذ أهداف مشروع مصنع حافلات كروة وباتت واقعا ملموسا بعد أن بدأ بإنتاج الدفعة الأولى من الحافلات على الرغم من تحديات الآثار المترتبة على جائحة كورونا.
وللمشروع أهمية خاصة وإضافة فاعلة بالنسبة إلى قطاع الصناعة بمنطقة الدقم، إذ من المرجح أن يلبي المصنع، الذي تم إنشاؤه على مساحة 568 ألف متر مربع، متطلبات المنطقة من الحافلات المختلفة ثم الانتقال إلى مرحلة التصدير الأوسع.
وجاء تأسيس الشركة لتحقيق مجموعة من الأهداف التنموية أبرزها نقل تقنية صناعة الحافلات إلى السوق المحلية وجعلها أحد مراكز التصنيع وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وتوطين الصناعة للإسهام في تحقيق التنمية والتنوع الاقتصادي.
وإلى جانب ذلك، إيجاد مشاريع متوسطة وصغيرة مُساندة لأعمال المصنع في منطقة الدقم، والإسهام في تمكين الشباب العُماني من خلال إيجاد أكثر من 300 وظيفة مباشرة وغير مباشرة لهم في قطاع صناعة الحافلات.
وتم اختيار شركة هايغر الصينية لتكون شريكا استراتيجيا في المشروع، كونها واحدة من العلامات التجارية الأسرع نموا على مستوى العالم في مجال تصنيع الحافلات بجودة عالية وأفضل معايير السلامة.
وقال إبراهيم البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة كروة إن “المصنع يتميز عن بقية المصانع بالمنطقة لامتلاكه تقنيات حديثة في تشغيل خطوط الإنتاج ومرافق فحص الجودة والاختبارات التي تضمن منتجات ذات جودة عالية”.
وصُمّم المصنع ليُنتج ثلاثة أنواع مختلفة من الحافلات مخصصة للتنقل داخل المدن وبين المدن والمدرسية والتي تتراوح أحجامها بين 8 و12 مترا، بطاقة استيعاب من 30 إلى 55 مقعدا.
وبحسب البلوشي فإن الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل إلى أربع حافلات يوميا ويمكن زيادة السعة الإنتاجية إلى 6 حافلات يوميا.
وأكد أن ورش المصنع ومرافقها ومحطات الخدمات صممت لاستيعاب خطوط إنتاج إضافية مستقبلا لإنتاج منتجات مختلفة في المجال ذاته.
وبدأت شركة كروة، التي تأسست في 2017، مؤخرا في تصدير الفوج الأول من الحافلات إلى قطر لغرض استخدامها في مونديال كأس العالم 2022 لتكون علامة بارزة لها في أكبر حدث عالمي في المنطقة.