عُمان تدخل مرحلة النقل باعتماد الحلول التكنولوجية

مسقط - قطعت سلطنة عمان خطوة للتحول نحو استخدام الحلول الذكية في التنقل عبر إطلاق أول نظام رقمي للحافلات، في طريق تجسيد خطط الحكومة الهادفة إلى تقليص النفقات على قطاع النقل العام الذي يكلف خزينة الدولة الملايين من الدولارات سنويا.

وتأتي المبادرة التي أطلقتها شركة “مواصلات” الحكومية من خلال تطبيق يهدف إلى تحسين كفاءة شبكة النقل العام وتطويرها باستخدام التقنيات الحديثة وتوفير خدمات ذكية وتطبيق متاح لجميع شرائح المجتمع، متأخرة قياسا بدول خليجية أخرى في مقدمتها الإمارات.

ويقول المسؤولون إن الخطوة منسجمة مع الخطط الاستراتيجية للحكومة، والرامية إلى نشر ثقافة النقل المستدام وتوسيعها تدريجيا بما يعزز من كفاءة الخدمات.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى خميس بن محمد الشماخي، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، قوله إن “هذا النظام يعد الأول من نوعه في المنطقة ويخدم توجهات الوزارة للرقي بالنقل البري والنقل الجماعي”.

بدر الندابي: نظام النقل الذكي ركيزة لتحسين شبكة النقل العام وتطويرها

وأوضح أن هذه المبادرة ستسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية اللوجستية للبلد الخليجي وأهداف “رؤية 2040” التي تتضمن برامج متنوعة لتنويع الاقتصاد.

وأضاف الشماخي أن “هذا النظام يأتي بمبادرة من مواصلات لتجويد الخدمة المقدمة والتركيز على التسويق وتنشيط الخطوط الحالية وتقديم حلول للازدحام المروري، خاصة في محافظة مسقط”.

وتدرك مسقط أهمية تسريع التحول الرقمي، إذ يعكس دور تقنية المعلومات والاتصالات في استمرارية الأعمال والنهوض بالمجتمعات والسلطنة، ويتضح ذلك جليّا من خلال إطلاق عدد من التطبيقات والمنصات خلال السنوات القليلة الماضية.

وتركز وزارة النقل في الوقت الحالي على استكمال عدد من المشاريع الكبرى التي بدأ العمل فيها خلال الفترة الماضية، منها استكمال طريق الشرقية السريع وبعض الوصلات في طريق الباطنة السريع والطريق الساحلي.

وبالإضافة إلى ذلك، سيتم ربط منظومة ميناء السويق ومدينة خزائن الاقتصادية بطريق الباطنة السريع وربط المنظومة اللوجستية.

وكشف الشماخي أنه سيتم قريبا الإعلان عن مناقصة إنشاء الطريق الذي يربط بين ولايات محافظة مسندم “طريق خصب ليما دبا”.

وتستهدف خطط الحكومة تنظيم النقل البري، وتقول إن ثمة فرصا كبيرة وواعدة في هذا المجال سواء في النقل الجماعي أو نقل البضائع، ما من شأنه أن يخدم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية اللوجستية 2040.

وتركز هذه الاستراتيجية على النهوض بمستوى الخدمة المقدمة سواء على مستوى الطرق أو تنظيم النقل البري والبحري.

وقال بدر الندابي، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمواصلات، إن “تطبيق الشركة سيسهم في تسهيل التنقل في وسائل النقل العام، بفضل تفعيل خاصية الدفع الإلكتروني لشراء التذاكر واستخدام الهواتف الذكية لإرشاد الركاب إلى أقرب مواقف للحافلات، وتحديد أنسب خطوط لرحلاتهم دون الاضطرار إلى الحصول على تذكرة ورقية قبل الصعود إلى الحافلة.

ويقدم التطبيق صورة كاملة عن مسارات النقل والطرق الرئيسية للحافلات، ويحدّد أبرز المعالم السياحية والمواقع التجارية والمقرات الحكومية التي تربطها خطوط النقل العام.

وأوضح الندابي أن نظام النقل الذكي يشكّل ركيزة أساسية في تحسين خطوط شبكة النقل العام وتطويرها.

ويعتمد النظام على الذكاء الاصطناعي لإصدار تقارير وإحصاءات يومية توضّح حركة الركّاب ومواقع تواجدهم على طول خطوط النقل، سواء كانوا في محطات الانتظار أو في مواقع سكنهم أو عملهم.

كما يتعرّف النظام تلقائيا على مسارات المسافرين على الشبكة ونسبة إشغال الحافلات وساعات الذروة.

وأكد الندابي أن الشركة ستركّز على رفع مستوى تكاملية نظام النقل الذكي وربطه بأنظمة المرور والاتصالات التابعة للهيئات المعنية بقطاع النقل العام.

وتسعى مواصلات إلى إتمام هذا الربط بغية الاستفادة من التقنيات الحديثة مع العمل على رفع مستوى الخدمات وجودتها في المستقبل، بما يقلص من التكاليف التشغيلية على القطاع.